الفساد يطيح بأباطرة الاقتصاد في إسرائيل
اتهامات واسعة بالفساد تطال كبار رجال الأعمال في الكيان الإسرائيلي المحتل.
لعدة سنوات، سيطر رجل الأعمال الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش على قطاع الاتصالات كإمبراطور، حيث تحكم المهاجر البولندي (69 عاما) على أكبر مزود لخدمات الهاتف الثابت والإنترنت في الكيان المحتل.
وذكرت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية، أن إلوفيتش امتلك موقعا إخباريا له ملايين القراء، كما كان أكبر مزودي خدمات التلفزيون عبر الأقمار الصناعية، ولم يضِرْه أن صديقه المقرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتورط في قضايا فساد يسانده.
لكن تغير الوضع في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، عندما اتهمته السلطات الإسرائيلية بالتورط في انتهاكات مالية بشركة "بيزك" الإسرائيلية للاتصالات، حيث إنه أكبر المساهمين.
وقال المحققون: إن المسؤولين التنفيذيين في "بيزك" ساعدوا إلوفيتش على زيادة الثمن الذي دفعته الشركة إلى مزوده التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية، وتواطأوا مع منظم الصناعة الذي عينه نتنياهو لوضع قواعد تصب في مصلحة الشركة.
ولم يوجّه المحققون حتى الآن اتهامات إلى إلوفيتش، كما أنه نفى القيام بأي مخالفات، لكن ثلاثة بنوك كبرى طلبت من محكمة إسرائيلية تفكيك شركته القابضة، لافتة إلى مخاوف بشأن الديون، ويسعى المستثمرون المنافسون إلى السيطرة على "بيزك".
وأشارت "بلومبيرج" إلى أن إلوفيتش هو آخر رجل أعمال إسرائيلي يعاني مزيدا من التدقيق بشأن العلاقات الوثيقة بين الحكومة وقطاع الصناعة، وفي الثمانينيات، استخدمت مجموعة مختارة من رجال الأعمال صِلاتهم السياسية لتجاوز أصول الحكومة وإبقاء المنافسين بعيدًا.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن الاحتكار والتكتلات الاحتكارية ازدهرت، مما رفع أسعار كل شيء من المساكن إلى سلع البقالة، وقالت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي في 2016، إن تكلفة المعيشة في إسرائيل كانت أعلى بنسبة 20% عن إسبانيا، وأعلى بـ30% من كوريا الجنوبية.
ومنذ 6 أعوام تظاهر مئات الآلاف من الإسرائيليين ضد ارتفاع الأسعار، واستجاب مسؤولو الحكومة عبر التضحية بالأفراد الأكثر ثراءً وزيادة القواعد التنظيمية.
وسيطر نوحي دانكنر على أكبر مشغلي خدمات الهاتف المحمول، وكبرى المتاجر الإسرائيلية، وشركة تأمين كبرى، لكنه عانى ليدفع ديونه بعد القواعد الحكومية الجديدة لتلك القطاعات.
ووجدت محكمة أن دانكنر، وإمبراطوريته المهددة، سعى إلى زيادة مصطنعة بأسعار أسهم شركته قبل بيع الأسهم المخططة عبر حث الشركاء على شرائها.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، حكم على دانكنر (63 عامًا) بالسجن لمدة عامين بتهمة تزوير الأوراق المالية.
ويشرف الملياردير الإسرائيلي إيال عوفر (62 عامًا) على تكتل صناعي يضم مصفاة لتكرير النفط، ومخصبات الأسمدة، وشرطة شحن، لكن تراجعت قيمته لأكثر من النصف مع زيادة الضرائب، ومنع بيع وحدة المواد الكيميائية.