تهجير سكان غزة.. إسرائيل تتراجع خطوة للخلف؟
قوبل تهديد إسرائيل بتهجير سكان قطاع غزة برفض فلسطيني وعربي، ربما يكون قد دفع تل أبيب لمراجعة موقفها.
وأعلنت إسرائيل، الإثنين، أنها لا تسعى إلى إجبار المدنيين الفلسطينيين على مغادرة منازلهم بشكل دائم رغم اعترافها بأن الظروف في قطاع غزة الموضوع تحت حصار إسرائيلي مطبق "صعبة".
ويثير أي تلميح إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة جدلا كبيرا في العالم العربي، خشية من تكرار نكبة عام 1948، عندما نزح وهجر نحو 760 ألف فلسطيني قسرا إبان تأسيس إسرائيل.
وفي حديثه للصحفيين، اليوم الإثنين، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس "نحن لا نحاول تهجير أي شخص كما لا نحاول نقل أي شخص من أي مكان بشكل دائم".
وأضاف "طلبنا من المدنيين إخلاء ساحة المعركة وقمنا بتوفير منطقة إنسانية داخل قطاع غزة" في إشارة إلى منطقة "المواصي" الساحلية، فيما أقر بأن الوضع في غزة "صعب".
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال "نحن ندرك تماما أن هناك مساحة محدودة (..) لهذا السبب من المهم جدا الحصول على موافقة ودعم المنظمات الإنسانية الدولية للمساعدة في المنشآت في منطقة المواصي".
ومع توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك نهاية الأسبوع عن قلقه لكون مئات الآلاف من سكان قطاع غزة "محصورين في مناطق تتقلص مساحتها" باستمرار في جنوب القطاع.
وأضاف "لا يوجد مكان آمن في غزة".
وعلى صعيد متصل، قال الجيش الإسرائيلي الإثنين إنه يتصرف بقوة ضد حماس في قطاع غزة خصوصا في مدينة خانيونس الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) إن "القتال والتقدم العسكري لجيش الدفاع في منطقة خانيونس لا يسمحان بتنقل المدنيين عبر محور صلاح الدين في المقاطع الواقعة شمال وشرق مدينة خانيونس".
وبحسب أدرعي فإن المحور تحول إلى "ساحة قتال ومن الخطورة بمكان الوصول إليه".
ارتفاع عدد القتلى
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة إن حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي على القطاع ارتفعت إلى 15899 قتيلا، فيما وصل عدد الجرحى إلى نحو 42 ألفا.
وقالت الوزارة إن 70% من ضحايا القصف الإسرائيلي هم من النساء والأطفال.
من جهتها، أعلنت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش أن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية يعد أمرا غير ممكن حاليا في قطاع غزة بسبب "الحصار العسكري".
وأضافت سبولياريتش في تصريحات خلال زيارة للأراضي الفلسطينية اليوم الإثنين إن "مستوى المعاناة البشرية لا يٌحتمل.. من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن يذهبون إليه في غزة، وفي ظل الحصار العسكري لا يمكن إرسال مساعدات إنسانية كافية حاليا".
وحثت الحكومة الألمانية، الإثنين، إسرائيل على ضمان حماية "فعلية" لمئات آلاف المدنيين وسط حربها مع حركة حماس في غزة مع توسيع الجيش عملياته في القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سيباستيان فيشر خلال مؤتمر صحفي "نتوقع من إسرائيل ألا تكتفي بحض المدنيين على مغادرة منطقة الخطر، بل أن يكون بإمكانهم العثور فعليا وبصورة واقعية على ملاذ آمن في موقع آخر"، معتبرا أن "الكثير من المدنيين قتلوا حتى الآن في هذه الحرب".
تحذيرات إسرائيلية
من جهتها، حذرت الحكومة الإسرائيلية مواطنيها المسافرين إلى غرب أوروبا وأستراليا من إظهار هوياتهم، وتجنب أماكن الاحتجاجات مع تصاعد التوترات في فترة الحرب.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن تحذيرات السفر التي تم تمديدها تشمل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والأرجنتين والبرازيل وأستراليا، حيث تم رفع مستوى التنبيه من 1 إلى 2.
وحثت إسرائيل المسافرين إلى هذه الوجهات على الابتعاد عن أماكن التجمعات الكبيرة، بما في ذلك المسيرات المؤيدة للفلسطينيين وغيرها من الأحداث التي يمكن استهداف الإسرائيليين فيها.
وتتهم إسرائيل إيران بالتخطيط لمهاجمة الإسرائيليين في الخارج أو استهداف المواقع اليهودية.