تنهي الحرب وسطوة اليمين.. إسرائيل تتجه نحو حكومة مؤقتة
مع اقتراب الحرب في غزة من عامها الثاني، يتزايد الحديث حول تشكيل حكومة مؤقتة في إسرائيل، هل بات هذا الأمر أقرب من أي وقت مضى؟
وذهبت وسائل إعلام إسرائيلية في تقاريرها، السبت، إلى مساعٍ حثيثة نحو تشكيل حكومة بديلة لمدة 6 أشهر على الأكثر، من أجل الدفع بصفقة لإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الحرب في غزة، تليها الإعداد لانتخابات في أقرب وقت ممكن.
وتحظى هذه الحكومة بدعم 56% من الإسرائيليين، بحسب الاستطلاع الأسبوعي لـ"معاريف"، الذي أشار إلى رفض 22% من الإسرائيليين للمقترح، بينما لم يبد 22% رأيا محددا بشأن تلك الخطوة.
ورجحت مصادر أن تستثني هذه الخطوة 3 قوى تتمثل: في حزبي القوة اليهودية، برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والصهيونية الدينية، برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى النواب العرب.
- «الانتخابات المبكرة».. خنجر المعارضة في ظهر نتنياهو
- «ركض بلا توقف».. حقيقة هروب نتنياهو من صواريخ «حماس» (فيديو)
وطرح الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، هذه الفكرة في لقاء سابق مع أقارب رهائن إسرائيليين، في ظل جمود الموقف حول اتفاق تبادل أسرى، ووقف إطلاق نار في غزة. في وقت أظهر أحدث استطلاع نشرته "القناة 12" الإسرائيلية مؤخرا، أن ائتلاف نتنياهو لن يحصل إلا على 49 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، في حين ستحصل المعارضة على 71 مقعدا.
دور "شاس" في الحكومة
في السياق، كتب يوفال كارني في تقرير بـ"يديعوت أحرونوت" طالعته "العين الإخبارية": "يجري حزبا هناك مستقبل ومعسكر الدولة محادثات لتشكيل حكومة بديلة لمدة 6 أشهر، من أجل الدفع بصفقة لإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الحرب".
وأضاف أن المحادثات تجري مباشرة مع "شاس"، في أعقاب الحوار الذي بدأه مؤخرا وزير الداخلية موشيه أربيل مع المعارضة، بسبب صعوبة الائتلاف الحالي في المضي قدما في صفقة لإطلاق سراح الرهائن.
وكشف كارني النقاب عن اتصالات تجرى مع حزبي المعارضة، بدعم من رئيس حزب شاس، وعضو الكنيست أرييه درعي.
وتابع: "يمكن القول إن هذه الخطوة على أنها مبادرة لتشكيل (حكومة إعادة الرهائن)، وقد أجرى وزير الداخلية أربيل محادثة غير عادية حول المبادرة الخميس الماضي، مع زعيم المعارضة ورئيس حزب هناك مستقبل، عضو الكنيست يائير لابيد، وعضو الكنيست غادي آيزنكوت، من معسكر الدولة، والمدير العام لمقر عائلات المخطوفين أوري هكوهين".
حكومة محددة المدة
ومن جهته، قال مكتب الوزير أربيل إن اللقاء الذي تم مع لابيد، وآيزنكوت عقد بناء على طلب من عائلات المختطفين، بهدف دعوة أعضاء المعارضة للدخول في حكومة وحدة وطنية واسعة، يترأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو دون قيد أو شرط.
وأضاف: "أوضح الوزير أربيل في الاجتماع، أن سلطة إجراء مفاوضات حول هذه القضايا ليست في يديه، وأن هذه الأمور تسلم إلى الرئيس الحاخام أرييه درعي".
وتابع: "الطرفان لا يتحدثان عن تشكيل حكومة وحدة أو حكومة طوارئ، بل عن حكومة يتم تشكيلها بهدف الدفع بصفقة مع حماس، ما يعني أن المبدأ هو حكومة محددة المدة، ربما 6 أشهر، من أجل إطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الحرب، ثم إجراء الانتخابات بالتراضي".
وبالتزامن، نقل عن مصدر مطلع في شاس: "نتنياهو، يدرك أنه حتى لو أتيحت له الفرصة للتوصل لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن، فلن يكون لديه دعم سياسي للائتلاف الحالي.. لذلك، من المهم تشكيل تحالف يركز على عودة الرهائن ونهاية الحرب، حكومة الوحدة تمثل "عنوان بارز"، لذلك يجب تحديد أهدافها أولا في إعادة الرهائن.
هجوم ثنائي الأبعاد
من جهتهم يرى مراقبون إسرائيليون، أن رفض بن غفير، وسموتريتش لاتفاق إطلاق الرهائن، يكبل أيدي نتنياهو الذي يخشى على مستقبله السياسي حال سقوط الحكومة. ومن شأن انسحاب بن غفير وسموتريتش من الحكومة سقوطها الفوري.
ويقود زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد ويعاونه غادي آيزنكوت، مساعي إقامة حكومة الوحدة، حيث يعتبر لابيد، وآيزنكوت أن المفتاح لإحداث خلل في الحكومة الحالية، هو حزب "شاس" الديني برئاسة الحاخام آرييه درعي، المقرب من نتنياهو.
ويفترض لابيد وآيزنكوت أنه في حال استخدم شاس ومعه حزب يهدوت هتوراه الديني، سلاح التهديد ضد نتنياهو فإنه سيضطر لاستبعاد بن غفير وسموتريتش من الحكومة لتدخل أحزاب المعارضة ما يجعلها حكومة وحدة واسعة.
لذلك سارع على الفور بن غفير إلى مهاجمة هذا المسعى بقوله عبر "إكس": "لابيد يمنع الجنود من الفوز، ويريد جر الدولة و نتنياهو إلى الاستسلام الكامل في الحرب. يائير لابيد في الحكومة معناه رفع علم إسرائيل الأبيض في الحرب، ومنحه ليحيى السنوار".
ما هو موقف نتنياهو؟
في الأثناء، يلتزم نتنياهو الصمت إزاء هذه التطورات، وهو ما فسره مراقبون بأنه ينتظر اتضاح تموضعه في هذه الحكومة، رغم قلقه من كونها محاولة للتوجه لانتخابات مبكرة.
ويعارض نتنياهو الدعوات لانتخابات مبكرة، ويرى أن إجرائها "غير ممكن" في ظل استمرار الحرب، التي يقول معارضون له إنه يريدها "حربا إلى الأبد".
في وقت تساءل كارني: "كيف يربط نتنياهو نفسه بهذا الاحتمال، في المحادثات المغلقة، يخشى نتنياهو من تحرك متطرف لتغيير تركيبة الحكومة، بل ويخشى أن تكون مؤامرة لحل الحكومة".
وأضاف: "في الوقت نفسه، هناك أصوات متزايدة في الليكود ضد التأثير الكبير لإيتمار بن غفير، وسموتريتش على سياسة الحكومة".
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg
جزيرة ام اند امز