بين التسوية والحرب الشاملة.. 5 سيناريوهات للصراع بين إسرائيل وحزب الله
دخلت التوترات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل في الشمال اللبناني، إلى مرحلة وصفها مراقبون بـ«عتبة الحرب الشاملة».
وشنت إسرائيل واحدة من أوسع هجماتها الجوية على لبنان منذ حرب 2006، اليوم الإثنين، إذ قصفت ما يزيد على 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع، إضافة إلى استهداف القيادي البارز في الحزب علي الكركي في قلب بيروت. في المقابل أطلق حزب الله ما يزيد على 150 صاروخا بعد توسيع نطاق الهجوم ليشمل مدينة حيفا، شمالي إسرائيل، ومناطق محيطة بها.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية يتجه الصراع بين إسرائيل وحزب الله، إلى 5 سيناريوهات أصعبها اندلاع حرب شاملة، يقول الطرفان إنهما لا يريدانها.
1- استسلام حزب الله
وبحسب السيناريو الأول تقول إسرائيل إنها ستواصل توجيه الضربات لحزب الله، حتى يوقف ضرباته الصاروخية المستمرة على شمالي إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفصل إطلاق النار في الحدود الشمالية عن الحرب في غزة.
وتريد إسرائيل من حزب الله سحب قواته من جنوب لبنان حتى شمال نهر الليطاني، لكي يشعر النازحون الإسرائيليون بالأمن ويعودوا إلى منازلهم تحقيقا للهدف الذي وضعه "الكابينت" الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه على حزب الله الانسحاب إلى ما وراء الليطاني بمقتضى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وأضاف أن "إسرائيل ستعمل على تحقيق ذلك إذا لم تعكف الأسرة الدولية على تنفيذ القرار".
وتابع كاتس في رسائل إلى وزراء خارجية أجانب "لن يهدأ بال لإسرائيل حتى إرجاع سكانها إلى الشمال بأمان وعددهم 70 ألفا".
مع الأخذ في الاعتبار أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ربط في أكثر من مناسبة وقف إطلاق النار من لبنان بوقف إطلاق النار في غزة.
غير أن قبول حزب الله بهذه الشروط بعد هجمات الـ"بيجر" والاغتيالات سيكون بمثابة إعلان استسلام، وهو ما يجعل فرصه شبه معدومة، حسب الإعلام الإسرائيلي.
2-وقف إطلاق النار
السيناريو الثاني يتحدث عن وقف إطلاق النار في الشمال اللبناني، بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة.
ويرى الإعلام الإسرائيلي أن جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ما زالت تصطدم بعقبة ترتيبات ممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وجود الجيش الإسرائيلي في الممر وهو ما ترفضه حماس ومصر.
وسلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الإصرار الأمريكي على وجوب التوصل لاتفاق لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة لا تريدها، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقد تزيد التطورات في لبنان من الضغوط الأمريكية على التحرك من أجل وقف إطلاق النار في غزة لضمان وقف إطلاق النار في لبنان.
وحال الوصول إلى مثل هكذا اتفاق فإنه قد يكون كفيلا بنزع فتيل التصعيد، وضمان وقف إطلاق نار في لبنان يمهد الطرق لترتيبات سياسية بين إسرائيل ولبنان عبر وساطة أمريكية، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
3-اجتياح بري لجنوب لبنان
يمضي الإعلام الإسرائيلي وفق السيناريو الثالث بالقول إن تل أبيب تريد من حزب الله التراجع إلى ما بعد نهر الليطاني، لضمان أمن حدودها الشمالية ما يضمن عودة الإسرائيليين إلى منازلهم.
وبحسب هذا السيناريو تحاول إسرائيل مراقبة مدى تأثير ضرباتها الأخيرة على تصرفات الحزب، وقدراته العسكرية، خاصة قدرته على إطلاق صواريخ بعيدة المدى على المدن في شمال ووسط إسرائيل.
ولا يستبعد مراقبون أن تكرر إسرائيل السيناريو الذي اتبعته في غزة في جنوب لبنان، خاصة أن الهجمات على غزة بدأت بغارات جوية مكثفة أعقبها تحرك عسكري بري.
تجدر الإشارة إلى أن عددا من المراقبين الإسرائيليين حذروا في الأسابيع القليلة الماضية من أن التوغل البري سيتسبب بتكاليف مؤلمة لإسرائيل سواء في داخل الجنوب اللبناني أو في المدن الإسرائيلية التي ستكون في مرمى الصواريخ القادمة من لبنان.
ومع ذلك، حسب الإعلام الإسرائيلي، فإنه إذا استشعر الجيش الإسرائيلي إنه ألحق أضرارا كبيرة بحزب الله، فإنه قد يقوم بالعملية البرية، ويعتبرها عملية مؤقتة مرتبطة بقبول حزب الله وقف إطلاق النار.
4-الحرب الشاملة
ووفق السيناريو الرابع يبدو واضحا أن إسرائيل تريد لحزب الله أن يكون هو من يبدأ بالحرب الشاملة، وفق الإعلام الإسرائيلي، مشيرا إلى أن تل أبيب تريد غطاء عالميا خاصة من الولايات المتحدة التي ما زالت تحذر من تبعات اندلاع حرب شاملة.
وتستهدف حكومة نتنياهو من وراء توفير هذه الغطاء مجابهة أية احتمالات مستقبلية بتلقي حزب الله الدعم من إيران، وكذا الجماعات المسلحة التي ترتبط بها في المنطقة.
وغالبا ما تغلف إسرائيل عملياتها الأخيرة بعبارة "إضعاف حزب الله ومنعه من مواصلة مهاجمة البلدات الإسرائيلية" بما يعني أن ما تقوم به ليس حربا.
ولكن اشتداد الضربات الإسرائيلية على حزب الله قد يؤدي إلى خطأ غير مقصود من أحد الطرفين، بما يؤدي إلى أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وهو ما يدفع إلى الحرب الشاملة.
5-فرض تسوية سياسية
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن سيناريو خامس وأخير، يتمثل في محاولة الولايات المتحدة عبر مبعوثها عاموس هوكشتاين إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل ولبنان، تضمن وقف إطلاق النار بعيدا عن وقف إطلاق النار في لبنان، لكنه فشل كما فشل في ذات المهمة قبل عدة أشهر.
وتعمد الولايات المتحدة إلى ممارسة الضغط على الطرفين أو دفع أطراف في المنطقة للقيام بجهود الوساطة، لكن الفرص تبدو ضئيلة إن لم تكن معدومة، حسب الإعلام الإسرائيلي.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg
جزيرة ام اند امز