اجتياح لبنان.. العالم يحبس أنفاسه والعين على المدنيين
العالم يحبس أنفاسه بإعلان إسرائيل بدء عمليات برية محدودة بلبنان في سياق مواجهته مع حزب الله، وسط مخاوف من حرب شاملة قد تغير وجه الأرض.
واليوم الثلاثاء، حضّ قادة العالم إسرائيل على الامتناع عن القيام بغزو واسع النطاق للبنان بعدما أعلن جيشها بدء اجتياح محدود لأراضيها.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل يومي على جانبَي الحدود منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
لكن التوترات تصاعدت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة مع تحويل إسرائيل تركيزها إلى حدودها الشمالية وشنّها ضربة أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
حزب الله: نفي لأي توغل
ونفى حزب الله الثلاثاء أن تكون قوات إسرائيلية توغلت في لبنان وخاضت اشتباكات مع مقاتليه، وفق ما أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمّد عفيف.
كذلك، أكد مصدر من الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس الثلاثاء أن وحداته "لم ترصد" أي توغل إسرائيلي عبر الحدود.
الأمم المتحدة: ضرورة تجنب حرب شاملة ومعاناة أكبر
من جهته، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء على ضرورة التوصل إلى وقف "فوري" لإطلاق النار، مؤكدا أنّه "يجب تجنّب حرب شاملة في لبنان بأي ثمن"، وفق بيان صادر عن المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك.
كما حذّرت الأمم المتحدة من عواقب "اجتياح بري واسع النطاق" تقوم به إسرائيل في لبنان.
وفي تصريحات إعلامية، قالت الناطقة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل، إن "العنف المسلح بين إسرائيل وحزب الله تصاعد، والعواقب على المدنيين رهيبة أساسا".
وتابعت أن المفوضية "قلقة جدا إزاء توسع الأعمال الحربية في الشرق الأوسط وواقع أنها تهدد بجر كل المنطقة إلى كارثة إنسانية وعلى صعيد حقوق الإنسان".
وأضافت "نخشى أن يؤدي اجتياح بري إسرائيلي واسع النطاق للبنان إلى تفاقم المعاناة".
بدورها، حذرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) من أن "أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكا لسيادته وسلامة أراضيه".
الولايات المتحدة: دعم محدود
الرئيس الأمريكي جو بايدن، من جانبه، أبدى معارضته شن إسرائيل عملية برية في لبنان، ودعا إلى وقف إطلاق النار.
وقال بايدن، في تصريحات إعلامية، عندما سُئل عما إذا كان على علم بتقارير عن خطط إسرائيلية لتنفيذ عملية محدودة، وما إذا كان سيشعر بارتياح إن مضوا قدما بها "أنا على علم أكثر مما قد تعرفون ويريحني وقفها. يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن".
لكن مساء الإثنين، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن واشنطن تؤيد "تفكيك البنى التحتية الهجومية" التابعة لحزب الله على طول الحدود اللبنانية مع الدولة العبرية.
إيران: الامتناع عن إرسال مقاتلين لمساندة حزب الله
رغم إعلان إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، أن عملية مقتل نصر الله ستؤدي إلى "زوال" إسرائيل، فإن طهران أكدت قبل العملية الإسرائيلية أنها لن ترسل مقاتلين إلى لبنان.
والأمر نفسه ينطبق على غزة حيث تخوض تل أبيب حربا مع حماس المدعومة أيضا من طهران، منذ هجوم الحركة الفلسطينية على إسرائيل قبل عام والذي أدى إلى اندلاع الحرب.
روسيا: دعوة إلى انسحاب إسرائيل
روسيا هي الأخرى، دعت الثلاثاء، إسرائيل إلى وقف الأعمال الحربية "فورا" وسحب قواتها من جنوب لبنان.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "روسيا تدين بشدة الهجوم على لبنان وتدعو السلطات الإسرائيلية إلى وقف الأعمال الحربية فورا وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية، وبدء البحث فعليا عن سبل سلمية لحل النزاع في الشرق الأوسط".
وأضافت "نعرب عن تضامننا مع لبنان الصديق قيادة وشعبا الذي يتعرض لعدوان مسلح".
الصين: معارضة التعديات على سيادة لبنان
الصين أيضا، أكدت أنها ترفض "التعديات على سيادة لبنان" مبدية "قلقها الشديد" حيال التصعيد.
وجاء في بيان صادر عن خارجيتها، "الصين تشعر بقلق شديد إزاء الوضع الحالي بين لبنان وإسرائيل، وقلقة جدا حيال التصعيد الإضافي للتوترات الإقليمية الناجم عن الأعمال العسكرية ذات الصلة".
وأضاف البيان أن بكين "تعارض التعديات على سيادة لبنان وأمنه وسلامة أراضيه وترفض أي أعمال تفاقم النزاعات وتؤدي إلى مزيد من التصعيد في الوضع الإقليمي".
تركيا: تنديد "بمحاولة اجتياح غير مشروعة"
نددت تركيا الثلاثاء "بمحاولة اجتياح غير مشروعة" للبنان ودعت إسرائيل إلى سحب جنودها "في أسرع وقت ممكن"، على ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وكتبت الوزارة أن "انتهاك إسرائيل لسيادة ووحدة الأراضي عبر هجوم بري يشكل محاولة اجتياح غير مشروعة. هذا الهجوم يجب أن يتوقف في أسرع وقت ممكن ويجب أن ينسحب الجنود الإسرائيليون من الأراضي اللبنانية".
بدوره، أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء العملية البرية، ودعا الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى وضع حد لإسرائيل دون "إضاعة المزيد من الوقت".