استشراف الاستخبارات الإسرائيلية لتهديدات 2023.. الأزمات العالمية أولا
حددت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أكثر 3 تهديدات ستواجهها إسرائيل في عام 2023 وهي الأزمات العالمية وإيران والضفة الغربية.
فقد أصدرت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، التقييم السنوي الذي تم إعداده في الأسابيع الماضية، وسيُعرض قريباً على الحكومة الإسرائيلية.
ولوحظ أنه تم تصنيف التقلبات والأزمات العالمية كأكبر التهديدات التي تواجهها إسرائيل تليها إيران ثم مستقبل الأراضي الفلسطينية.
وقال موقع "إسرائيل 24" الرسمي: "على عكس السنوات السابقة، لا تجذب إيران الاهتمام الرئيسي، ففي المرتبة الأولى للخطر على إسرائيل، هو الاتجاهات العالمية التي تؤثر على إسرائيل وأمنها".
وأضاف: "والمقصود بذلك استمرار عدم الاستقرار العالمي، الذي ينبع أساسًا من الصراع بين الولايات المتحدة والصين، والغرب وروسيا، خصوصا نتيجة للحرب في أوكرانيا".
ويشير التقرير إلى "التغيير الديموغرافي بشكل أساسي، داخل الولايات المتحدة، الذي وإن لم يؤثر على إسرائيل الآن، فقد يكون له تأثير بالمستقبل عليها".
وقال الموقع الإسرائيلي في التقرير الذي تابعته "العين الإخبارية": "وفي نفس الخانة، صنّفت الأزمات الاقتصادية والغذائية للدول المحيطة لإسرائيل: لبنان ومصر والأردن. تعتقد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن هذه الأزمات، قد يكون لها تداعيات على إسرائيل، التي يجب أن تساعد تلك الدول، لتقليل الخطر على استقرار الأنظمة فيها".
إيران لا تتنازل عن حلم النووي
ولفت إلى أن إيران جاءت في المرتبة الثانية حيث يتوقع أن لا تتنازل إيران عن حلم امتلاك القنبلة النووية، مشيرا بالمقابل إلى أن على إسرائيل أن تبقى جاهزة.
وقال الموقع: "رغم تراجعها إلى المرتبة الثانية، في قائمة التهديدات المتوقعة لإسرائيل في العام 2023 المقبل، حازت إيران على حصة الأسد في التهديدات، الذي تضمنها تقرير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية".
ويقدر التقرير، استمرار إيران في المسار الحالي للتقدم البطيء نحو قنبلة نووية، ولكن دون كسر القواعد، وذلك لسببين رئيسيين: الأول، أنه في الأشهر الأخيرة، "اعتاد" العالم على الخطاب حول الأسلحة النووية واستخدامها. والثاني أن الدرس المُستخلص من الحرب الأوكرانية هو، أن الدول يجب ألا تتخلى عن الأسلحة النووية، والدولة التي تمتلك مثل هذه الأسلحة، تشعر أنها لا تستطيع أن تخسر الحرب.
وقال التقرير إن إيران لن تغير سياستها إلا إذا تم اتخاذ إجراءات قاسية ضدها. وعلى إسرائيل الاستعداد لسيناريو، ترفع فيه إيران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة تسعين بالمئة العسكرية، دبلوماسيا وعسكريا، بحيث حتى لا تجد نفسها مندهشة، حين وقوعه.
ولفت إلى أن "الخطر مصدره ليس فقط المجال النووي، الذي هو بطبيعة الحال التحدي الرئيسي، ولكن من منظور أوسع. في الآونة الأخيرة، تم تحديد تورط إيران في محاولة لتشجيع العنف في الضفة الغربية. ومن المتوقع أن يستمر التدخل الإيراني على الجبهات الأخرى أيضًا. في غزة من خلال دعم حماس والجهاد الإسلامي".
انشغال حزب الله بالقضايا اللبنانية الداخلية
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أنه "في الساحة الشمالية، ترجح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن إيران تدرك أنها فشلت في مساعيها لتموضعها العسكري في سوريا، لكنها ستواصل العمل على تسليح حزب الله - بشكل أساسي بأسلحة دقيقة كصواريخ كروز ومسيرات".
وتقدر الاستخبارات العسكرية أن حزب الله سيظل منشغلاً في عام 2023، بالقضايا اللبنانية الداخلية.
كما رجح التقرير السنوي لشبعة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إنه سيكون للتوجهات العالمية، آثار في هذا السياق أيضًا، لأن التعاون بين روسيا وإيران في أوكرانيا قد يؤثر أيضًا على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وحتى على الاتفاق النووي.
وقال الموقع الإسرائيلي: "حتى الآن، لا يحدث هذا - فمعظم الاتفاقات بين موسكو وطهران مدنية - اقتصادية، كما حرصت روسيا أيضًا على دفع ثمن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها في أوكرانيا نقدًا، من أجل الحفاظ على التزام محدود تجاه طهران - ولكن يجب على إسرائيل أن تستمر في الضغط على موسكو، للتأكد من استمرار هذا الوضع في المستقبل".
الضفة الغربية وغزة وما بعد أبو مازن
وعلى عكس التقارير الماضية، لا تنظر الاستخبارات العسكرية هذه المرة، إلى غزة والضفة على أنهما ساحتان منفصلتان، بل تنظر إليهما كساحة واحد.
وقال موقع "إسرائيل 24": "مصدر القلق الكبير، هو حقبة ما بعد رحيل رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) أبو مازن، وفي النهج الذي ستسلكه السلطة الفلسطينية حينها".
وأضاف: "حماس في غزة لاعب رئيسي في هذا السياق، لأنها تحاول تقديم نفسها على أنها عنوان حكومي حقيقي، وليس مجرد منظمة مسلحة. وينطبق الشيء نفسه على زعيمها يحيى السنوار، الذي يحاول مؤخرًا، بناء صورة لرجل دولة، وليس مجرد مقاتل".
وفي هذا الصدد يتكهن تقرير شعبة الاستخبارات الإسرائيلي، استمرار التصعيد الأمني الحالي في الضفة الغربية، الذي بدأ منذ أشهر.
وقال: "إلى جانب العمليات التي تتبناها الفصائل، هناك زيادة في الهجمات الفردية، وكذلك المنظمات المحلية مثل "عرين الأسود" في نابلس و"كتيبة جنين" في جنين، التي تكتسب زخمًا على الشبكات الاجتماعية، وتتحدى الفصائل والسلطة الفلسطينية".
aXA6IDE4LjIyNy41Mi4yNDgg جزيرة ام اند امز