انفراجة ولكن.. إسرائيل تترقب الهدنة وتخشى التفاصيل
ترى إسرائيل انفراجة غير مسبوقة في صفقة تتبادل فيها أسرى مع "حماس" وتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار، لكنها تخشى أي خلاف طارئ.
إذ قال مسؤولون إسرائيليون إن الساعة القادمة مصيرية لهذه الصفقة التي جرى التفاوض بشأنها لعدة أسابيع، وقد تكون مقدمة للمزيد من الصفقات المشابهة.
وتحتجز الفصائل الفلسطينية في غزة وعلى رأسها حركة "حماس"، نحو 240 رهينة، بينهم مدنيون وجنود وضباط من الشرطة الإسرائيلية.
ولكن المرحلة الأولى من صفقة التبادل ستشمل فقط النساء والأطفال المدنيين الإسرائيليين، بمن فيهم حملة جنسيات أجنبية. وبالمقابل، ستطلق إسرائيل سراح نساء وأطفال فلسطينيين من سجونها.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الصفقة ستتضمن أيضا وقفا لإطلاق النار في غزة لمدة 3-5 أيام، على أن تستأنف إسرائيل لاحقا حربها على القطاع.
وفي حال تمت الهدنة، فإنها ستكون أول صفقة وقف لإطلاق النار منذ بدء الحرب الحالية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن يبدو أن الصفقة لا تحظى بإجماع إسرائيلي، إذ سارع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى انتقاد الاتفاق الوشيك.
وقال في تغريدة على منصة "اكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) "من أول البنود التي تطالب بها «حماس» في المفاوضات إعادة أوضاع سجنائها إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمعنى آخر، إن تفاقم الأوضاع يشكل أداة ضغط جدية على حماس. الآن نحن بحاجة فقط إلى زيادتها أكثر".
فيما قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء: إنه "بعد أسبوع من التأخير والتقلب، يبدو أن هناك تقدما كبيرا في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول صفقة لإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة".
وأضافت أنه "التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليلة الإثنين، للمرة الأولى منذ أسابيع مع مجموعة كبيرة من أقارب الرهائن، وهذا يمكن أن يشير إلى بداية تغيير جذري في هذه المأساة المستمرة".
وتابعت أنه "مساء الأحد، أجرى مجلس الحرب الإسرائيلي مناقشة أخرى للاقتراح الأخير الذي تم إرساله عبر قطر".
الصحيفة الإسرائيلية قالت إنه "يمكن تعلم شيء ما من الصورة التي نشرها وزير الدفاع يوآف غالانت بعد مشاورة سابقة أجراها حول هذا الموضوع، إذ تظهر الصورة غالانت بجانب كبار ضباط الجيش الإسرائيلي".
وأضافت "لكن الإسرائيليين المسؤولين عن مفاوضات الرهائن موجود معهم أيضًا – مدير الموساد ديفيد بارنيع واللواء (احتياط) نيتسان ألون، الذي يرأس مركز الأسرى والمفقودين الإسرائيليين".
الصحيفة كشفت عن أن مسؤولين سياسيين ودفاعيين كبار أجروا سلسلة من المناقشات حول الصفقة خلال الأسبوع الماضي، وتسربت الخلافات العاصفة. ولكن الآن، يبدو أن هناك بعض التغيير. وينبع ذلك جزئياً من الاستعداد الواضح لزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، للمضي قدماً في الصفقة".
وقالت الصحيفة "ولكن كان هناك أيضاً تغيير على الجانب الإسرائيلي. ويبدو أن هذا ينبع بشكل رئيسي من إدراك غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي أنه من المستحيل التركيز فقط على الهجوم العسكري في شمال غزة".
وأوضحت أنه لعدة أيام، زعم كبار مسؤولي الدفاع أنه فقط من خلال توسيع الهجوم البري يمكن لإسرائيل الضغط على حماس، وبالتالي الحصول على تنازلات من السنوار في المفاوضات.
غير أن الصحيفة عادت وقالت "الصفقة ليست مضمونة بعد. ويرجع ذلك جزئيًا إلى الخلافات المتبقية بين الجانبين، ولكن أيضًا إلى شخصية السنوار. منذ أن بدأت الحرب، وجدت إسرائيل صعوبة متزايدة في فهمه".