تحذيرات من جرائم إسرائيلية جديدة في "جمعة الكاوشوك"
التحذيرات جاءت على خلفية إعلان الاحتلال الإبقاء على الأوامر المعطاة إلى الجنود بإطلاق النار على الحدود.
حذرت مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية من اقتراف إسرائيل المزيد من جرائم القتل ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، في الجمعة الثانية لمسيرة العودة المقررة غدا.
وجاء ذلك على خلفية إعلان إسرائيلي رسمي بإبقاء الأوامر المعطاة إلى الجنود بإطلاق النار على الحدود.
وقال جميل سرحان، مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، في غزة، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس: "وفقا لعديد الناطقين الرسميين العسكريين والسياسيين للاحتلال؛ فإنه ينوي الاستمرار في صد تلك المسيرات والاعتصامات السلمية بنفس الطريقة والمنهج الذي استخدمته يوم الجمعة الماضية".
وشدد على أن مسيرات العودة السلمية هي فعل مدني وليس عسكريا، يشارك فيه مدنيون لا محاربون، مشيرا إلى أن هيئته رصدت تعمّد قوات الاحتلال استخدام القوة المفرطة بحق المدنيين، دون الالتفات إلى سلمية ومدنية المسيرة والاعتصامات.
وبحسب الهيئة، فإن "إسرائيل" قتلت 21 فلسطينيا (ارتفع العدد إلى 21 أثناء عقد المؤتمر) وجرحت ما يزيد على 1517 آخرين منهم 815 بالرصاص الحي والمتفجّر، و154 بالرصاص المطاطي، و425 بقنابل الغاز، فيما أصيب نحو 200 طفل و60 سيدة.
وأشار سرحان إلى أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة محرمة دوليا كالرصاص المتفجر؛ بهدف إحداث إعاقات لدى المتظاهرين، وتعمد قتل المتظاهرين من خلال استهدافهم بشكل مباشر، منبها إلى أن الإصابات تركزت في الجزء العلوي من الجسد، وتحديدا الرأس والرقبة والصدر.
تغيير قواعد الاشتباك
من جهته، قال المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عصام يونس: "نحن شعب تحت احتلال، ونحن أصحاب حق، وكل ما نريده هو الحصول على حقوقنا المشروعة".
وطالب بتغيير كل قواعد الاشتباك في الأراضي الفلسطينية؛ "لأنها أراض محتلة بامتياز قبل وبعد أوسلو وستستمر، إلى أن يتمكن الفلسطينيون من حقوقهم المشروعة، وعلى رأسهم الحق في تقرير مصيرهم والحق في العودة".
استعداد للقمع
في السياق ذاته، قالت منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لقمع تظاهرات الجمعة الثانية.
وطالبت المنظمة، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، الجنود الإسرائيليين بعدم الاستجابة لأوامر إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين، معتبرة أن "الانصياع لتعليمات مخالفة بوضوح للقانون تعتبر مخالفة جنائية.
جمعة الكاوشوك
في هذه الأثناء يواصل النشطاء الفلسطينيون جمع آلاف إطارات السيارات التالفة قرب ساحات اعتصام المقاومة شرق محافظات القطاع الخمس، تمهيدا لإشعالها غدا الجمعة في المنطقة الحدودية ضمن ما أطلقوا عليه "جمعة الكاوشوك"، غير آبهين بالتحذيرات الإسرائيلية.
من جانبه أكد الحقوقي الفلسطيني البارز راجي الصوراني، أن المتظاهرين لم يشكلوا أي تهديد لقوات الاحتلال، ولم يكن ما يبرر إطلاق النار، وأن الإصابات كانت للغالبية العظمى من مسافات تبعد ما بين 50 و400 متر عن السياج الحدودي.
وذكر أن الكثيرين ممن استشهدوا كانوا ناشطين معروفين يتظاهرون منذ فترة في تلك المناطق، أحدهم قتل وهو يصلي، أما المصابون فتلقوا رصاصات في الرأس والصدر من الخلف، من بينهم 10 حالات خطرة منهم 3 أطفال.