بن غفير.. وزير الأزمات يقفز على تفاهمات شرم الشيخ ويعيد التوتر للأقصى
لم تمض أيام معدودة على التفاهمات الفلسطينية-الإسرائيلية في شرم الشيخ الهادفة إلى ضمان رمضان هادئ ومنع انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة، حتى عاد التوتر من جديد.
ففيما شملت التفاهمات التي جرى التوصل إليها بمشاركة أردنية ومصرية وأمريكية في مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضي، وقف إسرائيل النشاط الاستيطاني واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية وضمان احترام الوضع القائم في المسجد الأقصى، كان لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رأي آخر مغاير لحكومته.
فماذا فعل؟
تلبية لأوامر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الشرطة اقتحمت المصلى القبلي في المسجد الأقصى وأخلت المعتكفين من خلال باب السلسلة، في عملية لم تخل من مناوشات واشتباكات بالأيدي بين المصلين وقوات الأمن.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنه تم إخلاء المعتكفين لتمكين متطرفين إسرائيليين من اقتحام المسجد صباح الأحد.
وعلى الرغم من أن مقاطع الفيديو وتأكيدات مسؤول بالأوقاف الإسلامية على أن 20 شخصا تقريبا كانوا في المكان، إلا أن الشرطة الإسرائيلية قالت إن "مئات الأشخاص تحصنوا في المكان"، مشيرة إلى أنها اقتحمت المسجد بعد أن رفض المعتكفون الاستجابة لطلب الإخلاء.
وقالت: "معظمهم خالف التعليمات ورفض مغادرة المكان، فاضطر رجال الشرطة إلى دخول الحرم القدسي لإخراجهم بهدف منع الفوضى وتعطيل زيارات السياح والإسرائيليين التي تجري هناك، وفقا لمواعيد وقواعد الزيارة".
وترفض الشرطة الإسرائيلية وقف الاقتحامات الأحادية للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان الذي توافد إليه عشرات آلاف الفلسطينيين والمسلمين، فيما تعارض دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الاقتحامات الأحادية بحراسة الشرطة الإسرائيلية منذ بدئها في عام 2003.
رواية فلسطينية
فيما قال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لـ"العين الإخبارية"، إن قوات من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المصلى القبلي وأخلته من المعتكفين، مضيفًا: "بعد إخلاء المسجد وخلال اقتياد النساء باتجاه باب السلسلة (أحد أبواب المسجد)، فقد عملوا على دفعهن للخارج ورش الغاز المسيل للدموع عليهن".
وأضاف المسؤول: "جرى الاعتداء على المعتكفين بعد إخراجهم عند باب السلسلة من الخارج"، مشيرًا إلى أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت فلسطينيين اثنين من داخل ساحات المسجد.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة أصوات الرجال والنساء وهم يهتفون "الله أكبر" في محاولة لمنع الشرطة من إخلائهم من داخل المسجد. واعتاد الفلسطينيون الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال ليالي شهر رمضان لأداء الصلوات وتلاوة القرآن.
مفاقمة الأوضاع
وكانت أوساط فلسطينية ودولية أعربت عن خشيتها من أن يتسبب التصعيد الإسرائيلي بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان في مفاقمة الأوضاع المتدهورة أصلا في الأراضي الفلسطينية.
وكان الفلسطينيون والإسرائيليون أبرموا الأسبوع الماضي تفاهمات بحضور مصري وأردني وأمريكي، لتحقيق التهدئة في رمضان، شملت وقف الإجراءات الأحادية واستحداث آلية للحد من والتصدي للعنف والتحريض.
وتضمن البيان الختامي احترام الحق القانوني للسلطة الوطنية الفلسطينية في الاضطلاع بالمسؤوليات الأمنية في المنطقة (أ) بالضفة الغربية والالتزام بعدم المساس بالوضعية التاريخية القائمة للأماكن المقدسة في القدس.
وجددت حكومة إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية استعدادهما والتزامهما المشترك بالتحرك بشكل فوري لإنهاء الإجراءات الأحادية لفترة من 3 إلى 6 أشهر، فيما أكد البيان المشترك التزام إسرائيل بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إصدار تراخيص لأي نقاط استيطانية لمدة 6 أشهر.