«الشفاء» بغزة يشعل إسرائيل.. وغالانت يتنصل من أبو سلمية
على مدار الأشهر الماضي، تصدر مستشفى "دار الشفاء" ما يسميها الفلسطينيون "حرب المستشفيات" في غزة، واليوم يعود ليشعل أروقة السياسة بإسرائيل.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أفرجت تل أبيب، عن مدير مدير مستشفى الشفاء في غزة، الدكتور محمد أبوسلمية، برفقة 50-54 أسيرا من قطاع غزة.
قرارٌ تقول الصحيفة إنه أثار غضبا بين وزراء الحكومة الإسرائيلية.
ووثقت صور، مدير مستشفى مدينة غزة، فور إطلاق سراحه، وتوجهه إلى قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول أمني أن قرار إطلاق سراحه اتخذ بناء على توصية من جهاز الشاباك، بعد أن كان محتجزا في سجن إسرائيلي لعدة أشهر.
الوزراء غاضبون وغالانت يتنصل
في هذه الأثناء، انتقد وزراء إسرائيليون من اليمين المتطرف مسؤولي الدفاع بشدة بسبب إطلاق سراح أبوسلمية والأسرى الآخرين، واستهدفوا على وجه التحديد وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الشاباك رونين بار.
وأشارت "هآرتس" إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية رفضت التعليق على الإفراج، وأحالت الاستفسارات إلى الشاباك والجيش.
في المقابل، لفتت مصادر مقربة من وزير الدفاع غالانت إلى أنه لم يكن على علم ولم يشارك في قرار إطلاق سراح السجناء.
وبحسب لقطات شاشة لمجموعة واتساب لوزراء الحكومة الإسرائيلية حصلت عليها صحيفة هآرتس، كتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يتولى المسؤولية الوزارية عن مصلحة السجون:"لقد حان الوقت لإرسال رئيس الشاباك إلى منزله. إنه يفعل ما يريد، وغالانت يدعمه تماما. كلاهما لا يحتسب مجلس الوزراء والحكومة. (بار) يدير سياسته المستقلة. إنه يفعل ما يريد".
من جهته، تساءل وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي عما إذا كان من الممكن "الحصول على تفسير حول سبب إطلاق سراح هذا الرجل، الذي قُتل رهائننا في مستشفاه وعمل مقر حماس؟".
وتحدثت وزيرة البعثات الوطنية اليمينية المتطرفة أوريت ستروك أمام سكرتير مجلس الوزراء قائلة: "من غير المعقول تنفيذ مثل هذه الخطوة دون اجتماع لمجلس الوزراء! إذا طُلب منا الموافقة على صفقة الرهائن".
وأضافت: "أطالب بوقف كل شيء، وعقد اجتماع لمجلس الوزراء".
شهادة أبوسلمية
وبعد إطلاق سراحه، قال أبوسلمية إن "إسرائيل تعتقل الجميع، بما في ذلك الفرق الطبية. وهناك أسرى ماتوا من التعذيب، وهناك أطباء وأعضاء من الطاقم الطبي ما زالوا محتجزين ويحتاجون إلى العلاج".
وكان مدير مستشفى الشفاء قد تم اعتقاله قبل أكثر من سبعة أشهر، وذلك خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للمجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة.
وتقول إسرائيل إن حركة حماس استخدمت العديد من موارد المستشفى، بما في ذلك الكهرباء، لتشغيل نظام الأنفاق الذي بنته تحت المبنى، وتخزين الأسلحة والمعدات القتالية داخل المكان وحوله، وهو ما نفته الحركة.
ومؤخرا، نشرت صحف وقوات أمريكية تحقيقات حصرية من داخل قاعدة "سديه تيمان"، التي تحولت لسجن إسرائيلي تحتجز فيه الفلسطينيون الذين اعتقلتهم من قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتظهر تلك التحقيقات صنوفا مختلفة من التعذيب الذي يتعرض له الأسرى داخل هذا السجن.