إسرائيل متهمة بسرقة مخطوطات قرآنية نادرة

فلسطينيون يتهمون إسرائيل بسرقة مخطوطات قرآنية نادرة، بعد تفاخر المكتبة الوطنية فيها بالاحتفاظ بهذه المخططات.
في الوقت الذي سلطت فيه تقارير صحافية إسرائيلية الضوء على احتفاظ المكتبة الوطنية الإسرائيلية، بنحو 100 مخطوطة قرآنية نادرة يعود أقدمها للقرن التاسع الميلادي، من أصل 2.400 مخطوط يوجد فيها تتعلق بنشأة وتاريخ الإسلام، يؤكد مختصون وباحثون فلسطينيون أن هذه المخطوطات هي إرث إسلامي عربي خالص استولت عليها إسرائيل بطرقها غير المشروعة.
وكانت صحافية إسرائيلية تدعى " سيفان مشير "، قد أعدت، مؤخراً، تقريراً تلفزيونياً بهذا الخصوص، استعرضت من خلاله وجود مخطوطات إسلامية وقرآنية يعود تاريخها إلى أكثر من 1200 سنة، من بينها وجود 100 كتاب قرآن كريم.
وادعت في تصريحات صحافية لها وجود علماء ورجال دين مسلمين من جميع أنحاء العالم يأتون بالخفية للاطلاع على هذه المخطوطات التي وصفتها بـ" الكنوز التاريخية"، والبحث فيها، معربة في الوقت ذاته عن تفاجئها بوجود قسم إسلامي متطور في هذه المكتبة والتي سبق وأن قامت بافتتاح معرض افتراضي يضم عددا من المخطوطات القرآنية النادرة.
وتحتفظ المكتبة الوطنية الإسرائيلية بكتب من القرآن الكريم يعود تاريخها إلى القرن التاسع، وقد وجدت مكتوبة بالخط الكوفي، إلى جانب قرآن مملوكي يعود للقرن الثالث عشر، وقرآن بخط عماد الدين الشيرازي يعود للقرن السادس عشر.
ويستغرب الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من وصول هذه المخطوطات القرآنية للمكتبة الإسرائيلية، موضحاً أنها جاءت عن طريق السرقة من فلسطين ومن دول عربية كالعراق أو سوريا أو ليبيا وغيرها.
ويضيف " عيسى " في مقابلة أجرتها معه بوابة " العين" الإخبارية، أن الوقائع التاريخية تؤكد أن إسرائيل منذ بداية تاريخها اعتادت على سرقة كل شيء فلسطيني وإسلامي، مؤكداً يذكر أن إسرائيل استولت على أكثر من 30 ألف كتاب ومخطوطة من المكتبات الفلسطينية في بيوت القدس.
ويتابع: "من أين أتت إسرائيل بهذه المخطوطات التي يتجاوز عمرها مئات وآلاف السنين.. في حين أن إسرائيل دولة احتلال قامت في العام 1948 بعد استيلائها على فلسطين؟"
ويطالب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، منظمة اليونيسكو، ودائرة المخطوطات التراثية التاريخية بها، بضرورة معرفة كيفية ادعاء إسرائيل باحتفاظها والحصول على هذه المخطوطات القرآنية.
وتتفق تمارا حداد، الكاتبة والباحثة في الدراسات الفلسطينية، تماما مع ما ذهب إليه "عيسى" فيما يخص سرقة إسرائيل لهذا الكم الكبير من كتب التراث الإسلامي ومن ضمنها المخطوطات القرآنية.
وتضيف في مقابلة أجرتها معها بوابة "العين" الإخبارية، أن الإسرائيليين يحاولون نسب كل شيء لهم، و يحتفظون بكل شيء قديم من أوراق وكتب لفلاسفة قدامى وعلماء عرب من أجل البحث وكشف حقائق يقومون بتزويرها وينسبونها لتراثهم ولحضارتهم.
وتلفت "حداد" إلى أن الوقائع التاريخية تشير إلى أن ما يقارب من ألفا و184 مصحفا وكتابا ومخطوطة، جمعها باحث يهودي في تاريخ الإسلام يدعى أبراهام شالوم يهودا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، حيث يقول الإسرائيليون إن ابراهام اشتراها، لكن روايات أخرى تشير إلى أن هذه المصاحف والمراجع سرقت من المتحف العراقي المركزي ببغداد، بعد سقوطها في أيدي الاحتلال الأميركي عام 2003.
ويعد " ابراهام" من أوائل الباحثين اليهود في الشأن الإسلامي في بدايات القرن العشرين، حيث نجح في جمع هذه المخطوطات سواء بشرائها أو اقتنائها، والتي أهداها لاحقا للمكتبة الإسرائيلية.
ويوجد في المكتبة أيضاً مصحف يعود تاريخ كتابته إلى ما قبل 1200 عام، مكتوب بالخط الكوفي، ومزخرف بنقوش إسلامية مرصعة بالذهب الخالص، كما يوجد أيضا المصحف الشخصي للسلطان سليم الأول المطبوع في بلاد فارس قبل 600 عام، وعليه ختم السلطان نفسه، إلى جانب كتاب نادر يجمع ثلاث رسائل للعلامة "ابن تيمية" بخط أحد تلامذته.
ويوجد في المكتبة أيضا بعض المصاحف القرآنية، والتي تمتلك أنماطا جمالية وزخرفية، مطلية بماء الذهب، وهو ما يعطيها أهمية تاريخية وعلمية كبيرة، علاوة على قيمتها الإسلامية.