في ذكرى الاتفاق الإبراهيمي.. سفير إسرائيل بالإمارات يرصد الإنجازات والآفاق
من اتفاقية إبراهيم مرورا بكوب 28، وصولا لفرص الاستثمار والشراكة الواعدة،أشاد سفير إسرائيل بالإمارات بالعلاقات الثنائية بين البلدين
ففي حوار أجرته معه "العين الإخبارية"، تنقل السفير أمير حايك بين الموضوعات الثلاث بالإضافة إلى فرص التعاون الإقليمي والعلاقات الثنائية بين إسرائيل ودولة الإمارات، كاشفا عن تفاصيل وإحصاءات جديدة.
وجاء الحوار تزامنا مع مرور الذكري الثالثة على توقيع اتفاقية إبراهيم بين الإمارات وإسرائيل.
نموذج يُحتذى به
وفيما عبّر السفير الإسرائيلي عن تقديره البالغ لمبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالمضي قدما في اتفاقات إبراهيم، أثنى على العلاقات بين البلدين، واصفا إياها بأنها "نموذج يحتذى به في المنطقة".
وأشار إلى أن تلك الاتفاقية "مجرد بداية لشرق أوسط جديد ومستقبل جديد لأطفال المنطقة".
وقال: "كما تعلمون، عندما نتحدث عن اتفاقية إبراهيم، فإننا نتحدث عن فرص هائلة. وعن إمكانية التعاون المشترك في منطقة عانت لسنوات طويلة من التشرذم".
وشبه السفير الإسرائيلي اتفاقية السلام بـ"لقاء أبناء العم الذين لم يلتقوا لأكثر من 50 عامًا"، مضيفا "نحن الآن بصدد اللحاق بالركب لسد هذه الفجوة، ونثمن بشدة جهود القيادة التي أوصلتنا إلى تلك الاتفاقات".
وعن الدولة التالية التي يتوقع أن تلحق بقطار السلام، أجاب حايك"إذا نجحنا، ستتبعنا دول أخرى. دول أخرى، يجب أن ننجح".
أفق التعاون الثنائي
وحول أفق التعاون الثنائي، قال حايك "أشعر أن لدينا شركاء رائعين هنا في الإمارات العربية المتحدة. وأستطيع أن أقول إن لدي شريكًا آخر يجلس في تل أبيب.. إنه السفير (الإماراتي) محمد محمود آل خاجة، الذي يعمل لتعزيز العلاقات ودفع مؤشرات الأداء الرئيسية التي نحتاج إلى تحقيقها".ولفت إلى أن العلاقة بين الإمارات وإسرائيل لا تتوقف على العلاقات الثنائية فقط، بل إنها تؤثر إيجابا على التعاون في المنطقة".
وفي هذه الجزئية، استطرد "يمكننا الحديث عن منتدى النقب، وعن المشاريع التنموية مع الأردن، والحديث عن المبادرات التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".
كما يمكننا الحديث عن الاتفاقية التي ستمكننا من تعزيز التعاون بين دول المنطقة. السر في ذلك هو نجاح العلاقات الثنائية، والتعاون الإقليمي". يضيف حايك.
وزاد " هناك الكثير الذي يمكن تقديمه، إلى جانب الفرص السانحة، يجب أن نفعل ذلك بشكل صحيح. ليس لدينا خصومة مع أحد.. لن يسامحنا أحد إذا لم نقم بالأمر على النحو الصحيح".
نتائج اتفاق السلام
وفي معرض سؤاله عن ثمار اتفاقية السلام، ردّ حايك بالقول: "كما تعلمون، نحن نتحدث عن علاقات مضى عليها ثلاث سنوات وهي تشبه طفلًا لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات ويتحدث بالفعل ثلاث لغات، ويدير ماراثونًا ويعرف كيف يلعب كرة القدم".مستدركا "لكننا نحتاج إلى المضي قدمًا. نحن بحاجة إلى مواصلة الدفع. وجلب ووضع مؤشرات أداء رئيسية أعلى وأفضل لأن لدينا الكثير للقيام به، والكثير من المسؤولية عن تلك العلاقات، وهذا ما نقوم به على مدار الساعة بدعم من القيادة الإماراتية".
وحرص السفير حايك على تقديم الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ووزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وباقي أعضاء حكومة الإمارات، على التعاون الكبير الذي تشهده العلاقات حاليا.
كوب 28
وعرّج الدبلوماسي الإسرائيلي على استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف "كوب 28"، معتبرا أن الإشادات التي وُجهت لدولة لإمارات هي نتاج للجهد الذي بُذل حتى قبل أن يحين الموعد المرتقب لانطلاق المؤتمر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتابع في هذا الصدد "نحن نلمس هذه الجهود هنا. وندرك كم العمل الشاق الذي قام به الفريق الذي يترأسه معالي الدكتور سلطان الجابر (الرئيس المعيّن لـ COP28) كما يمكنك أن تشعر به في كل زاوية في أبوظبي أو في دولة الإمارات كلها.. جهود تبذل للاستعداد الأمثل لتنظيم أفضل قمة كوب على الإطلاق".
ولدى حديثه عن مؤتمر المناخ، أشاد برئاسة سلطان الجابر لهذا الحدث العالمي، بقوله " أعتقد أنه الرجل المناسب في المكان المناسب لقيادة كوب 28، وهو يتمتع بالكفاءة الكبيرة للقيام بهذه المهمة، وهذا ليس رأيي الشخصي، بل أتحدث عن حكومتنا في إسرائيل".
وحول مشاركة إسرائيل في قمة المناخ، لفت حايك إلى إلى اهتمام بلاده بهذا الحدث، حيث ستشارك بوفد كبير من حوالي 1000 شخص برئاسة رئيس البلاد إلى جانب عدد من الوزراء"، مضيفا "سوف نتعهد للقيام بكل ما يلزم لإنجاح كوب 28 لأقصى قدر ممكن".
كما ستشارك شركات القطاع الخاص، التي ستعرض التكنولوجيا والاختراعات الإسرائيلية الجديدة المتعلقة بقضايا كوب 28، بحسب السفير.
وأكد على أن مؤتمر المناخ "يتمتع بأهمية كبيرة جدا ليس فقط للإمارات، أو لإسرائيل فقط، بل للعالم بأسره"..
التعاون الاقتصادي
على صعيد التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وإسرائيل، فضّل السفير بداية الحديث بلغة الأرقام، متحدثا عن وصول حجم التبادل التجاري في عام 2022 إلى 2.56 مليار دولار، وباستثناء G2G (التجارة بين الحكومات) والبرامج، فإن البلدين في طريقهما للوصول هذا العام إلى 3 مليارات دولار.
وتوقع السفير الإسرائيلي أن يرتفع التبادل التجاري بين البلدين العام المقبل إلى حوالي 3.45 مليار دولار، مضيفا "لذلك نحن نسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بالتجارة".
أما الاستثمارات فكشف أنها تتجاوز 3.5 مليارات دولار بين الدولتين في مجالات السياحة، بوجود أكثر من 1.1 مليون إسرائيلي يأتون بالفعل إلى دولة الإمارات.
وذكر السفير الإسرائيلي في هذا السياق "هذا فضلا عن تعاون واسع في كل المجالات بدءا من الرعاية الصحية إلى الإنترنت والتعليم والنقل والتكنولوجيا الزراعية، والطاقات المتجددة وتكنولوجيا الأغذية ومعالجة المياه وما إلى ذلك".
ومع ذلك، يعتقد أمير حايك أن "هذه ليست سوى البداية"، موضحا "نعتقد أنه من خلال القيام بما نقوم به، والتوقيع على مذكرات التعاون الثنائي، فإننا نضع رجال الأعمال من كلا البلدين على المسار الصحيح ونمنحهم الفرص للتعرف والعمل والإيمان بقدرات بعضهم البعض، لبناء الثقة.. ونحن نشهد أن النتائج في تزايد".
وفي هذا السياق، أضاف "عندما نتحدث عن الاستثمارات بين الدول، نحتاج إلى النظر إليها من وجهة نظر اقتصادية. لن تكون هناك استثمارات بلا جدوى اقتصادية صحيحة وتدر عائدا استثماريا صحيحا.. نحن بحاجة إلى التحدث عن الشراكات".
وتابع "نحتاج إلى التحقق من الأرقام ومن ثم المضي قدمًا. هذا هو السبب في قيامنا بدراسة الاستثمارات باعتبارها عملًا حقيقيًا، وليست عملا خيريا. إنه عمل قائم بين الدول".
وكشف عن خطوات لتنفيذ الاستثمارات المشتركة، بالقول: "أستطيع أن أعدد لك الكثير من الاستثمارات التي يجري تنفيذها حاليا، وأنا سعيد جدًا بها من كلا الجانبين، وأحث الشركات الإسرائيلية على القدوم إلى دولة الإمارات لبناء مصانعها هنا واستخدامها كمحرك للنمو.. سيكون ذلك مكسبا لكلا البلدين بسبب انتشار التكنولوجيا والمعلومات وتدريب الكوادر البشرية".
دوافع الاستثمار
وعدد السفير خمسة أسباب يرى أنها تدفع البلدين لتطوير الاستثمارات، الأول: هو البنية التحتية للابتكار التي تكمل بعضها البعض بين البلدين، والثاني: هو أن الشركات الإسرائيلية عندما تأتي إلى هنا، سوف تحتاج إلى شركاء محليين واستثمارات محلية، وسيكون من السهل العثور على ذلك.أما السبب الثالث -بحسب حايك- هو "الأشخاص الذين يمكن العثور عليهم هنا بدءا من عمال المعادن إلى مهندسي الآلات ومهندسي البرمجيات ومهندسي صناعة الأغذية وما إلى ذلك. وإذا لم تتمكن الشركات من العثور عليهم هنا، فيمكنهم إحضارهم بسهولة بالغة".
فيما يتمثل الرابع في "المادة الخام؛ فالإمارات العربية المتحدة هي مركز للتجارة. وانطلاقا من ذلك من السهل أن تجد هنا أي نوع من المواد الخام بأسعار مناسبة".
وختم سفير إسرائيل حديثه بالتطرق للسبب الخامس، الذي يراه الأبرز والمتمثل في الوصول إلى أسواق جديدة؛ بقوله "من خلال الإمارات العربية المتحدة (مع صُنع في الإمارات) يمكننا الوصول إلى أسواق جديدة للشركات الإسرائيلية والشركات الإماراتية. وهذا ما سنفعله".