نتنياهو وتجنيد الحريديم.. مهلة ثانية للخروج من «عنق الزجاجة»
أيام وتنتهي المهلة التي منحتها المحكمة العليا الإسرائيلية لحكومة بنيامين نتنياهو لوضع خطة جديدة لتجنيد الحريديم.
ولكن الحكومة الإسرائيلية طلبت مهلة ثانية للبحث عن حل لأزمة الإعفاء الممنوح لليهود "الحريديم".
المحكمة العليا سبق لها أن مددت المهلة التي كان مقررا أن تنتهي يوم 31 مارس/آذار الماضي لمدة شهر ينتهي بنهاية أبريل/نيسان الجاري، وسط استمرار حرب غزة التي اقتربت من دخول شهرها الثامن.
وزارة العدل الإسرائيلية طلبت تأجيلا جديدا حتى 20 مايو/أيار المقبل، مبررة ذلك بالتأخر في تعيين محامٍ حكومي ووقوع أحداث كبيرة تتعلق بالأمن القومي، تسببت في وقف عمل الحكومة في خطة التجنيد الإجباري، في إشارة إلى الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل وتصاعد التوتر على الجبهة الشمالية مع حزب الله، والاستعداد لعملية عسكرية وشيكة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وعادت قضية تجنيد الحريديم إلى الواجهة بسبب حرب غزة، وحالة الإنهاك التي أصابت الجيش جراء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويرى محللون أن نتنياهو يخشى انهيار ائتلافه الحاكم الذي يضم حزبين متشددين، يعتبران إعفاء الحريديم من التجنيد عنصرا مهما للاحتفاظ بدعم ناخبيهما.
من هم الحريديم؟
اليهود الأرثوذكس المتشددون أو «الحريديم» هم طائفة يهودية متشددة، وتعني كلمة «الحريدي» التقيّ.
ويشكل الحريديم 13% من سكان إسرائيل، وهي نسبة من المتوقع أن تزيد إلى 19% بحلول 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم، ويمثل الرجال الحريديم 17% من الذكور في سن التجنيد.
ويتنكر يهود «الحريديم» للصهيونية، ويعيش أغلبهم في إسرائيل والولايات المتحدة، كما يعيش البعض منهم في الدول الأوروبية ويتنقلون بينها، ويتبنون في معتقداتهم التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة.
وتتمحور حياة يهود «الحريديم» حول الحاخام، ويتشاركون في عاداتهم الخاصة في العبادة والطقوس والتشريعات التوراتية والزي والحياة اليومية.
ويكرس الحريديم حياتهم للإيمان، إذ يجتمعون للصلاة في المعابد 3 مرات يوميا ويتعلمون في المعاهد الدينية الكبرى.
ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال 3 سنوات.
ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم "الدولة الديمقراطية".
ويعتبر الحريديم أن مهمتهم تقتصر على دراسة التوراة، كما يمتنع الشبان دائماً عن التجنيد بسبب انشغالهم بدراسة التعاليم اليهودية والشرائع التوراتية، وأن التفرغ لدراستها لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.
كما يتحججون بصعوبة الحفاظ على التدين والتعاليم اليهودية بسبب الاختلاط في الجيش، خصوصاً أنهم يلتزمون بنصوص توراتية تخص الفصل بين الجنسين وتمنع الاختلاط والعلاقات بين الرجال والنساء، ويلتزمون بيوم السبت اليهودي، إذ لا يعملون فيه ويخصصونه لزيارة المعابد وقراءة التوراة فقط.
والتجنيد مفروض على الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاماً، إذ يخدم الرجال نحو 3 أعوام و8 أشهر والنساء عامين.