نار فيديو «الجندي الملثم» تلفح نتنياهو وعائلته.. نجله متهم بالتمرد
اتهام بالدعوة للتمرد ضد الجيش يواجهه يائير نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فما السبب؟
الاتهام جاء على خلفية مشاركة يائير لمقطع فيديو لجندي يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي ويدعو للتمرد على قادة الجيش والانصياع بشكل مطلق لقرارات نتنياهو، ونشره يائير على حسابه بتطبيق تليغرام، قبل أن يحذفه بعد أن جلب له انتقادات.
وأعاد العديد من أصدقاء يائير وداعمي نتنياهو نشر المقطع.
وتنصل نتنياهو مما ورد في الفيديو ببيان أصدره مكتبه بعد عدة ساعات من انتشار المقطع على نحو واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن الاتهامات واصلت ملاحقته لارتباط اسم ابنه يائير به.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "حذر رئيس الوزراء مرارا وتكرارا من رفض الخدمة، ومن النهج المتساهل تجاهها".
وأضاف: "رئيس الوزراء ثابت على هذا الموقف؛ وهو يرفض رفضاً قاطعاً أي مظهر من مظاهر رفض الخدمة من أي جهة مهما كانت، ويتوقع من كافة الجهات الرسمية أن تتعامل مع الأمر بشكل موحد".
وأطلقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الفيديو "فيديو الفتنة" و"فيديو التمرد".
فالجندي الذي ظهر في الفيديو كان يرتدي الزي العسكري الكامل للجيش الإسرائيلي ويحمل سلاحه، وصور الفيديو في غرفة مكتوبا على جدرانها شعارات باللغة العبرية وزعم فيه أنه في غزة.
ودعا الجندي إلى تمرد ضد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت.
ولكن بعد أن اتضح أنه لم يكن في غزة فإنه تبين أنه جندي احتياط ولكن من غير الواضح، ما إذا كان في الخدمة الفعلية عند تصوير شريط الفيديو.
كما يجري التحقيق فيما إذا ما كان السلاح الذي كان يحمله هو سلاحه أو سلاح أخذه من أحد أصدقائه من أجل تصوير شريط الفيديو.
وكرر الجندي في الفيديو كل الشعارات التي يقولها نتنياهو، إذ قال: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هذا الفيديو لك، نحن جنود الاحتياط لا ننوي تسليم المفاتيح (غزة) لأي سلطة فلسطينية".
وأضاف: "جنود الاحتياط خلفك ونريد النصر، لدينا فرصة العمر.. لديك مائة ألف مقاتل على استعداد للتضحية بحياتهم، ليس لدينا مكان نذهب إليه - لقد فقدنا عائلتنا ومصدر رزقنا.. سنبقى هنا حتى النهاية، حتى النصر".
وتابع في إشارة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي: "يوآف غالانت، لا يمكنك كسب حرب، سنستمع إلى زعيم واحد وهو نتنياهو"، كما دعا إلى إقالة غالانت بقوله: "لا يمكنك الفوز في الحرب ولا يمكنك أن تأمرنا".
وأضاف: "وهنا أبلغكم - إذا لم نذهب إلى النصر، سيبقى مائة ألف من جنود الاحتياط على السياج. لن نتحرك من السياج، وسوف ندعو سكان دولة إسرائيل إلى القدوم إلى غزة تحت حماية جيشنا، سوف نستمع إلى زعيم واحد.. إنه ليس وزير الدفاع، وليس رئيس الأركان، إنه فقط رئيس الوزراء".
وتابع: "نريد النصر، نريد قراراً، نريد تفكيك كل من بقي هنا.. كل من بقي هنا".
يائير نتنياهو متهم بالتمرد
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن "مشاركة يائير نتنياهو للفيديو هي دعوة واضحة للتمرد ضد قيادة الجيش الإسرائيلي".
وفيما يتعلق بحقيقة أن الإدانة من مكتب نتنياهو نشرت بعد ساعات عديدة من نشر الفيديو، أضاف المصدر ذاته: "رئيس الوزراء، بصمته المطبق لعدة ساعات، يدعم هذا العمل الخطير".
غانتس: أدعو نتنياهو لإدانة الفتنة
ووجه الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس انتقادا غير مباشر لنتنياهو.
وقال غانتس في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "يخدم جنود من جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي في الجيش، كجيش الشعب، مع مجموعة متنوعة من وجهات النظر والمعتقدات - ولكن هناك رتبة قيادية واحدة فقط: رئيس الأركان".
وأضاف أن "التعبير عن تأييد الدعوة للتمرد في زمن الحرب وبشكل عام، كما في الفيديو الذي نشر بالأمس، يمس بأمن إسرائيل".
وتابع غانتس: "أدعو رئيس الوزراء إلى إدانة فيديو التحريض بشكل واضح لا لبس فيه وعدم الاختباء وراء غسل الكلمات.. هذا هو ما يجب على القيادة الإسرائيلية بأكملها أن تفعله".
لابيد يعلق
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، فقال في بيان، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه "إن الفيديوهات التحريضية على الفتنة التي تم تداولها عبر الإنترنت خلال اليوم الماضي خطيرة وكارثية، سواء كانت حقيقية أو مفبركة لإثارة الشغب".
وأضاف: "حقيقة أن آلة السم وأبواق نتنياهو تردد بحماس مقاطع فيديو تدعو إلى حرب بين الأشقاء وحل الجيش هي محاولة أخرى للهروب من المسؤولية".
وتابع لابيد: "الذين قادوا إلى أعظم كارثة في تاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة (هجوم 7 أكتوبر)، يجب أن يوقفوا هذا الجنون.. يجب إزالة هذه الحكومة من حياتنا قبل أن تدمر كل ما هو حقيقي ومقدس لهذا البلد".
ماذا قال الجيش؟
في رده الأولي، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن: "السلوك الموثق في الفيديو يشكل انتهاكا خطيرا لأوامر الجيش الإسرائيلي وقيمه، ويشكل شبهة ارتكاب مخالفات جنائية".
وأضاف: " أمر المدعي العام العسكري بإجراء تحقيق من قبل الشرطة العسكرية.. وبالتوازي مع التحقيق، ونظرا لخطورة الحادث، أصدر رئيس الأركان تعليمات بإجراء حوار فوري للقيادة على جميع المستويات".
الاعتقال
وصباح اليوم الأحد، قالت القناة 12 الإسرائيلية: "عثرت الشرطة العسكرية على هوية جندي الاحتياط الذي شارك في "فيديو الفتنة" واحتجزته للتحقيق".
ونقل موقع "واينت" الإخباري عن إحدى أقارب المشتبه به: "إنه عمي وهو في الاحتياط منذ 7 أكتوبر، وقد قال الحقيقة كجندي احتياط، لم يرسله أحد وهو في الحقيقة ليس ممثلا، إنه سلاحه ولم يقترضه من أحد".