رفع الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي.. نهاية لمشروع «المدينة الإنسانية» بغزة؟

مع استمرار التصعيد على عدة جبهات، قررت إسرائيل رفع إنفاقها الدفاعي بـ12.5 مليار دولار لعامي 2025 و2026.
ففي أعقاب مواجهة بين كبار المسؤولين في وزارتي المالية والدفاع، أعلنت الوزارتان إضافة 42 مليار شيكل (12.5 مليار دولار) إلى ميزانية وزارة الدفاع للفترة 2025-2026.
وكانت وزارة الدفاع قد طالبت برفع الميزانية بقيمة 60 مليار شيكل (17.8 مليار دولار) لتمويل الحرب ضد إيران، وعملية "عربات جدعون" في غزة، وهما عمليتان لم تُدرجا في خطة ميزانية عام 2025.
ورفض مسؤولو وزارة المالية في البداية الرفع، لكنهم وافقوا لاحقًا على مبلغ 12.5 مليار دولار.
وكانت إسرائيل قد أنفقت مليارات الدولارات على الهجمات في إيران، والتصدي لعشرات الصواريخ الباليستية التي أُطلقت من إيران، والأضرار التي نتجت عن سقوط صواريخ إيرانية في إسرائيل.
كما أنفقت مليارات الشواكل في إطار عملية "عربات جدعون" داخل قطاع غزة، التي شملت استدعاء آلاف جنود الاحتياط، وتنفيذ هجمات ميدانية.
دلالات
وقد يشير اعتماد هذا المبلغ إلى أن إسرائيل قد تراجعت عما تسميها "المدينة الإنسانية" في رفح بجنوب قطاع غزة، التي يُقدّر الجيش الإسرائيلي تكاليف إقامتها بما بين 10-15 مليار دولار، أو أنها تنوي تنفيذ مشروع أصغر.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان، أنها توصلت مع وزارة المالية "بعد سلسلة من المناقشات المعمقة والعمل الميداني"، إلى اتفاق بشأن إضافة 42 مليار شيكل إلى ميزانية الدفاع للسنوات 2025-2026.
وقالت: "تأتي هذه الإضافة تلبيةً لمتطلبات النظام الدفاعي خلال هذه السنوات، ولا تشمل زيادة الإنفاق العسكري".
وأضافت: "سيمكّن اتفاق الميزانية الذي تم التوصل إليه وزارة الدفاع من المضي قدمًا في معاملات الشراء العاجلة والضرورية لأمن الدولة".
من جانبه، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: "التحديات التي تواجهنا معقدة، في ساحات بعيدة وقريبة، ضد أعداء يعلنون صراحةً رغبتهم في تدميرنا. ولتحقيق هذه الغاية، لا بد من تفوق عسكري وتكنولوجي وعملياتي مطلق، ونحن ملتزمون بتوفير استجابة شاملة وشاملة للاحتياجات العاجلة للجيش الإسرائيلي والمؤسسة الدفاعية".
وقال مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية، اللواء (احتياط) أمير برعام: "إن اتفاقية الميزانية مع وزارة المالية ستتيح لوزارة الدفاع التوقيع فورًا على صفقات لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة لاستكمال المخزونات المستهلكة، ودعم احتياجات الجيش الإسرائيلي لمواصلة الحملة".
وأضاف: "كما ستتيح الاتفاقية للمؤسسة الدفاعية إطلاق برامج تطوير لتعزيز التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في الأنظمة المستقبلية".
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه "بناءً على توجيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اتفق الطرفان على أن تُعدّ المؤسسة الدفاعية خطة تعزيز طويلة الأمد، بدءًا من عام 2027، بهدف تعزيز الجاهزية والتفوق النوعي والتكنولوجي في مواجهة تهديدات الدورة الثالثة. ستُناقش الخطة في نقاش مفاهيمي واسع، وستُرفع إلى رئيس الوزراء للموافقة عليها".
تسريع إنتاج صواريخ "حيتس"
وعلى الصعيد ذاته، فقد وقّع مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية، اللواء (احتياط) أمير برعام، الأمر الذي سيسمح بتسريع إنتاج صواريخ "حيتس" في صناعات الفضاء الإسرائيلية بشكل ملحوظ.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية: "في إطار هذه الصفقة، ستزوّد صناعات الفضاء الإسرائيلية وزارة الدفاع بكمية إضافية كبيرة من صواريخ (حيتس)".
وأشارت إلى أن "نظام (حيتس)، الذي يُجرى تطويره وإنتاجه بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية (MDA)، أظهر قدرات اعتراضية هائلة خلال حرب السيوف الحديدية، وبشكل خاص خلال عملية "الأسد الصاعد".
وقالت: "يعترض النظام التهديدات الباليستية خارج الغلاف الجوي وعلى أطرافه، ويحمي دولة إسرائيل من التهديدات الاستراتيجية بعيدة المدى. يضم نظام (حيتس) تقنيات رائدة، ويُعتبر من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في العالم".