لا تمديد لجانتس.. وحكومة إسرائيل تنتظر توافق "الرأسين"
الرئيس الإسرائيلي لا يستطيع التمديد لجانتس إلا إذا طلب الأخير ومعه نتنياهو الأمر نفسه.. فهل يحدث؟
أبلغ الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، اليوم الأحد، رئيس الكنيست وزعيم تحالف "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس بأنه لن يمدد له مهلة تشكيل الحكومة لمدة 14 يوما إضافية.
رد ريفلين على طلب جانتس جاء عشية انتهاء مهلة الـ28 يوما التي منحها لها لتشكيل الحكومة يوم غد الإثنين.
وهذه هي المرة الثانية خلال عام يفشل فيها جانتس في تشكيل الحكومة، وهي اللحظة التي يجد فيها الرئيس الإسرائيلي نفسه تحت ضغط غير مسبوق.
فالرئيس الإسرائيلي لا يستطيع أن يمدد لجانتس إلا إذا طلب الأخير ومعه نتنياهو الأمر نفسه.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ريفلين قوله لجانتس: "في ظل هذه الظروف، فإن تمديد مهلة تشكيل الحكومة لن يكون ممكنا".
ولفتت قنوات تلفزة إسرائيلية إلى أنه في حال توجه جانتس ونتنياهو بطلب مشترك إلى ريفلين لتمديد تكليف زعيم "أزرق أبيض" فإنه قد يقبل بالتمديد للأخير.
وفي حال عدم التمديد، فإن الرئيس الإسرائيلي سيكون أمام خيارين؛ إما أن يكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة وإما أن يطلب من الكنيست تكليف أحد النواب بتشكيل الحكومة في غضون 21 يوما على أن تحظى بثقة 61 عضوا على الأقل من أعضاء البرلمان الـ120.
وفيما قال جانتس، في رسالته أمس إلى ريفلين، إن الطرفين يقتربان من التوصل إلى اتفاق، فإن نتنياهو لم يبلغ الرئيس بالرسالة ذاتها.
ومساء غدٍ الإثنين، تنتهي مهلة الـ28 يوما التي منحها ريفلين لجانتس من أجل تشكيل الحكومة، ولكن تمديدها يتطلب موافقة رئيس البلاد.
وعشية انتهاء المهلة، برزت أصوات قيادية في حزب "الليكود" تطالب ريفلين بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.
ويجري "أزرق أبيض" و"الليكود" اليميني محادثات من أجل تشكيل حكومة يتناوب نتنياهو وجانتس على رئاستها، بعد أن بات من غير الممكن إجراء انتخابات جديدة في ظل انتشار فيروس كورونا.
واستنادا إلى الاتفاق المتبلور، فإن نتنياهو سيترأس الحكومة حتى نهاية عام 2021، ومن ثم يتولى جانتس المنصب لعامين إضافيين.
وخلال ترؤس نتنياهو الحكومة، يتولى جانتس منصب نائب رئيس الوزراء وحقيبة الدفاع أو الخارجية.
وقال مسؤولون من "أزرق أبيض" و"الليكود" إن ثمة نقطتي خلاف تمنعان الاتفاق حتى الآن، وهما الجدول الزمني للضم الإسرائيلي لأراضٍ بالضفة الغربية، حيث يطلب جانتس تأجيل الأمر لعدة أشهر، أما نتنياهو فيطلب الشروع به قبل الانتخابات الأمريكية لتأمين اعتراف واشنطن بالضم استنادا إلى "صفقة القرن".
أما النقطة الأخرى فهي اللجنة المكلفة بتعيين القضاة في إسرائيل، حيث يريد جانتس الحد من قبضة الحكومة عليها.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي والقيادي في الليكود يسرائيل كاتس دعا الرئيس ريفلين لتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة إذا لم ينجح جانتس في هذه المهمة حتى مساء الإثنين.
وقال كاتس: "البلاد في حاجة إلى حكومة مستقرة بسبب أزمة كورونا، ونتنياهو هو الخيار الأفضل من أجل تحقيقها".
من جهته، لفت وزير الصحة والقيادي في "الليكود" يوفال شتاينتس إلى أنه بموجب الاتفاقات المبدئية فإن نتنياهو سيترأس أولا حكومة التناوب مع جانتس، وعليه فلا معنى لعدم تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.
غير أن جانتس هدد بأنه في حال عدم تعاون "الليكود" فإنه سيدعم مشروع قانون تقدمه المعارضة يمنع تكليف عضو كنيست يواجه اتهامات جنائية من تشكيل حكومة، وكل شخص ترأس الحكومة لولايتين.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، حيث من المقرر أن تبدأ محاكمته في شهر مايو/أيار المقبل.
ولكن تمرير هذا المشروع في الكنيست من شأنه أن يؤدي إلى انتخابات جديدة ستكون الرابعة التي تُجرى في غضون عام.