تبنت هجوما على الدفاع الإسرائيلية.. من هي «المقاومة الإسلامية في العراق»؟
بعد قرابة شهرين من تبنيها هجوما على «البرج 22» في شمال شرق الأردن، أطلت جماعة تطلق على نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق» برأسها من جديد.
ففي بيان صادر عنها اليوم الأحد، زعمت «المقاومة الإسلامية في العراق» أن مقاتليها استهدفوا بواسطة الطيران المسير مبنى مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هذه العملية «تؤكد استمرارها بدك معاقل الأعداء، واستكمال المرحلة الثانية لعمليات المقاومة، نصرة لأهلنا في غزة، وردا على عملياتها بحق الفلسطينيين».
وفيما لم تؤكد إسرائيل أو تنفي تلك العملية التي تزعم «المقاومة الإسلامية في العراق» تنفيذها على مقر وزارة دفاعها، فإن عودة تلك الجماعة لأنشطتها طرح تساؤلات عن ماهية تلك الجماعة.
وكانت «المقاومة الإسلامية في العراق» أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على البرج 22 شمال شرق الأردن، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، الذي اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن أذرع إيران بالوقوف وراءه.
فماذا نعرف عن «المقاومة الإسلامية في العراق»؟
يقول معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن تسمية تلك المجموعة التي ظهرت لأول مرة على تطبيق «تليغرام» في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تشير إلى جماعة قائمة بحد ذاتها، بل هي اسم عام يُستخدَم للدلالة على الوحدة بين الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، والتأكيد على هوياتها الفردية خلال الهجمات التي أثارتها أزمة غزة.
وبحسب المعهد، فإن «المقاومة الإسلامية في العراق» ما هو إلا مصطلح شامل يستخدم لوصف عمليات جميع المليشيات المدعومة من إيران في العراق، بما في ذلك الضربات على سوريا، التي بدأت تشنها بعد حرب غزة.
وأشار إلى أن الحركة تشن عمليات عسكرية عابرة للحدود ضد أهداف أمريكية في العراق وسوريا، ناجمة عن الدور الأمريكي في أزمة غزة.
عمليات سابقة:
خلال نزاع أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين إسرائيل وحماس هاجمت مليشيات المقاومة العراقية القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا، وقد أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات التالية باسم «المقاومة الإسلامية في العراق».
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023: استهدف هجوم بطائرة دون طيار قاعدة حرير الجوية في كردستان العراق، تبناه «تشكيل الوارثين» في البداية، إلا أنه بعد ذلك بوقت قصير تبنت «المقاومة الإسلامية في العراق» الهجوم فحُذف إعلان «تشكيل الوارثين».
واعتبارا من 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت «المقاومة الإسلامية في العراق» 20 هجوما لاحقا على القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
تسلسل القيادة:
بحسب معهد واشنطن، فإن معظم الأدلة المتاحة تشير إلى أن «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» يلعب دورا في تنسيق «المقاومة الإسلامية في العراق»، مشيرا إلى أن الجماعات المسلحة العراقية تحرص بشدة على حماية هوياتها الفردية، ما يشير إلى وجود سلطة أعلى تنسق فيما بينها.
ويقول التقرير الأمريكي إن «المقاومة الإسلامية» تجمعها علاقات وثيقة مع «حركة حزب الله النجباء»، مشيرا إلى أن الأخيرة انضوت علنًا تحت لواء «المقاومة»، ونشرت مقطع فيديو تهديديا في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتضمن لقطات لهجمات بطائرات دون طيار نُشرت في الأصل على قناة «المقاومة الإسلامية في العراق» على تليغرام.
وتزعم مقاطع الفيديو هذه إظهار لحظة إطلاق عدد من الطائرات دون طيار لشن هجمات على المواقع الأمريكية.
موقعها من العالم الافتراضي:
أنشئت مجموعة على «تليغرام» تسمى «الإعلام الحربي» في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لنشر البيانات وإعلان المسؤولية عن الهجمات من قبل مختلف المليشيات العراقية باسم «المقاومة الإسلامية في العراق».
العناصر التابعة:
يعمل «تشكيل الوارثين» بشكل واضح لصالح وباسم «المقاومة الإسلامية في العراق»، إضافة إلى أن جماعات مثل «كتائب حزب الله»، و«عصائب أهل الحق»، و«كتائب سيد الشهداء»، تعد جزءا من «المقاومة الإسلامية في العراق»، حسب ترجيحات معهد واشنطن.
ما أهداف الانضواء تحت مظلة واحدة؟
- انضواء مختلف المليشيات العراقية تحت مظلة واحدة في شن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا، بهدف إخفاء هوية الجماعات التي تهاجم القواعد الأمريكية على وجه التحديد.
- استخدام تسمية عامة دون شعار يشكل الامتداد الأقصى لـ«استراتيجية الواجهة» التي تستخدمها إيران ووكلاؤها منذ عام 2019، لتجنب المساءلة عن الهجمات ضد الأمريكيين.
- إظهار الوحدة وراء الهجمات ضد المصالح الأمريكية خلال النزاع بين إسرائيل و«حماس».
- تشير تلك الوحدة إلى أن «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» يجمع بين وكلاء «المقاومة» العراقيين المتعددين، الذين يميلون عادة إلى الجدال حول القيادة المحلية.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز