حرب إسرائيلية على الرواية الفلسطينية بالفضاء الإلكتروني
مركز "صدى سوشال" قرابة 1000 انتهاك للمحتوى الفلسطيني الرقمي خلال 2019، وهو أعلى عدد من الانتهاكات يسجل خلال الأعوام الأخيرة.
الاحتلال يشن حربا على المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، هكذا يصف خبراء فلسطينيون ما تتعرض له الصفحات والمنصات التي تحمل الرواية الفلسطينية في مواجهة التضليل الإسرائيلي.
- بعثات أوروبية تتفقد جرائم الاحتلال ضد بلدة فلسطينية
- ميس أبوغوش.. أسيرة فلسطينية تروي شهادة مروعة عن سجون الاحتلال
ورصد مركز "صدى سوشال" قرابة 1000 انتهاك للمحتوى الفلسطيني الرقمي خلال 2019، وهو أعلى عدد من الانتهاكات يسجل خلال الأعوام الأخيرة.
وذكر المركز في تقريره السنوي الذي يوثق الانتهاكات المتنوعة بحق المحتوى الفلسطيني الرقمي من الجهات ذات النفوذ على الساحة الرقمية، أنه سجل انتهاكات على مختلف المنصات الرقمية مثل فيسبوك وواتساب وتويتر ويوتيوب.
ووفق التقرير؛ "تربع فيسبوك على عرش الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني وسجل 794 انتهاكًا بحق الفلسطينيين، منها 101 من هذه الانتهاكات عبارة عن حذف صفحات عامة، و165 حالة لإغلاق حسابات شخصية، و4 حالات لإغلاق مجموعات، بالإضافة لأكثر من 390 حالة حظر في أوساط مستخدمي الموقع".
وأشار إلى أن فيسبوك طبق حظرًا على عشرات الحسابات الفلسطينية تمنع مستخدميها من التمتع بخدمة البث المباشر.
كما وثق المركز 77 انتهاكا على تطبيق واتساب بحق الفلسطينيين، وتمثلت هذه الانتهاكات بحظر أرقام لفلسطينيين من استخدام التطبيق والتمتع بميزاته، كما سجل موقع تويتر 10 انتهاكات، ويوتيوب سجل 8 انتهاكات، وانستقرام سجل 4 انتهاكات.
وأكد عمر نزال مسؤول الإعلام في نقابة الصحفيين لـ"العين الإخبارية" أن هذه الإحصاءات على ضخامتها لا تعبر عن الحجم الحقيقي لمحاربة المحتوى الفلسطيني؛ لأن هناك روادا كثيرون على مواقع التواصل وفيسبوك تحديدا لا يبلغوا عن العقوبات المفروضة عليهم من مواقع التواصل الاجتماعي..
وقال: "فيسبوك تتصدر الحجب والحذف بين المواقع الأخرى بنسبة تزيد عن 90%، وهي من سنوات طويلة تمارس عقوبات بحق المحتوى الفلسطيني، بينما الانستقرام وتوتير واليوتيوب عقوباته محدودة".
وأشار إلى أن المواقع الأخيرة بدأت من أشهر قليلة شرعوا في محاربة المحتوى الفلسطيني، حتى فيسبوك كانت عقوباته كبيرة وكان الحذف واسعا جدا في 2019 قياسا بالسنوات التي سبقته.
ويربط النقابي الفلسطيني بين ارتفاع الانتهاكات على فيسبوك وبين اتفاق إدارة الموقع مع الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح أنه بموجب الاتفاق تتابع إدارة مختصة كل ما ينشره الفلسطينيون وترسل لإدارة فيسبوك التي بدورها تتخذ إجراءاتها العقابية.
ويؤكد أن حذف الصفحات يأتي في إطار الحرب على الرواية الفلسطينية التي ننشرها لتبيان الانتهاكات الإسرائيلية.
وقال: "علاقتنا بالإسرائيليين قائمة على العنف الممارس من الاحتلال لذلك نحن ننشر مظاهر العنف ضدنا من صور وأخبار وهي التي يعتبرها فيسبوك وغيره ضمن التحريض وهذا تبني لرؤية الإسرائيليين وتجني علينا كضحايا للعنف الإسرائيلي".
وأشار إلى أن نقابة الصحفيين أرسلت قبل 6 أشهر رسالة للاتحاد الدولي للصحفيين حول إجراءات إدارة فيسبوك وبدوره الاتحاد الدولي أرسل لإدارة فيسبوك ولم ترد الأخيرة بعد.
وقال: "إن نقابة الصحفيين، دعت الحكومة الفلسطينية إلى مخاطبة إدارات مواقع التواصل رسميا لوقف إجراءاتها ضد المحتوى الفلسطيني، وكذلك علينا بذل مجهود كبير لصد الهجمة الإسرائيلية ضدنا".
ويشير نزال إلى حجم التحريض والعنصرية والفاشية في صفحات الإسرائيليين على مواقع التواصل، وهذه العنصرية علينا أن نشتغل عليها ورصدها وتقديمها لمواقع التواصل.
والعام الماضي كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن استثمار كبير لشركة فيسبوك في عمليات الذكاء الاصطناعي في إسرائيل من خلال مركز جديد للبحث والتطوير، مصمم لمساعدة عمل المهندسين والمبرمجين في الشركة الأميركية وخارجها.
بدوره، يؤكد موسى ريماوي مدير مركز مدى لحرية الأعلام، أن تزايد الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني تعود إلى الضغط الإسرائيلي على شركات مواقع التواصل، خصوصا مع وجود حكومة يمين متطرفة في إسرائيل.
وقال ريماوي لـ"العين الإخبارية": "هذا جزء من حرب الاحتلال على الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن هناك تناغما خصوصا من إدارة فيسبوك مع الإسرائيليين وهذا يشكل خطرا على حرية الرأي والتعبير التي أخذت مواقع التواصل على عاتقها إتاحتها للناس كافة.
ونبّه إلى أن معايير "فيسبوك" تتبنى المصطلحات والمفاهيم الإسرائيلية وخطاب الكراهية الإسرائيلي دون أن تأخذ في الاعتبار حق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.
وشدد على أن المفاهيم الإسرائيلية هي التي لا تتماشى مع المعايير الدولية، مطالبا إدارة فيسبوك وغيرها بتطبيق المعايير الدولية وليس الإسرائيلي.
وأشار إلى أن إسرائيل ارتعبت من النشر عبر مواقع التواصل لأنها كانت لعقود تهيمن على كبرى وسائل الإعلام في الغرب وأمريكا خصوصا، وبالتالي تحاول إسرائيل الحد من انتشار مواقع التواصل بأقصى قدر ممكن من خلال علاقاتها المتشعبة وإمكانياتها المالية.