صعود اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا.. توترات تضرب مدينة إيطالية
مع صعود اليمين المتطرف في كثير من أنحاء أوروبا، ارتفعت موجات الإسلاموفوبيا، لتصل في بعض الأحيان لاضطرابات، آخرها في مدينة مونفالكوني الإيطالية.
فعلى مدى 20 عاما، عاش المسلمون في تلك المدينة الإيطالية في سلام نسبي قبل أن تنقلب الأوضاع لتشهد حالة من الاضطراب جراء سياسات عمدتها «المعادية للمسلمين»، والتي بدأت باتخاذ قرارات أثارت الشارع وآخرها قرار بحظر الصلاة.
- احتجاجات المزارعين.. ورقة اليمين المتطرف الرابحة قبل انتخابات أوروبا
- «لدينا 10 ملايين ناخب».. اليمين المتطرف بألمانيا يقلل من احتجاجات ضده
صدمة كبيرة انتابت العاملين في جمعية تسمى «دار السلام» بعد استلام مظروف يحتوي على صفحتين من القرآن محروقتين جزئيا وهو ما اعتبره بو كوناتي رئيس الجمعية "أمرا مؤلما وإهانة خطيرة لم يتوقعها" و"رسالة تهديد نتجت عن حملة كراهية".
الواقعة جاءت بعد وقت قصير من قرار عمدة مونفالكوني اليمينية المتطرفة، آنا ماريا سيسينت، بحظر الصلاة في مبنى الجمعية وهو ما تراه الجالية المسلمة خاصة القادمين من بنغلاديش" جزءا من «الأجندة المناهضة للإسلام» وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ومؤخرا تجاوز عدد سكان مونفالكوني 30 ألف نسمة وهو الأمر الذي كان ليمثل خبرا إيجابيا في بلد يعاني من انخفاض سريع في معدل المواليد لكنه لم يكن موضع ترحيب من سيسينت التي تتبنى أجندة معادية للإسلام منذ فوزها بولايتها الأولى في 2016، بحسب الصحيفة.
ويرجع النمو السكاني في المدينة إلى حوض بناء السفن المترامي الأطراف المملوك لشركة فينكانتيري العملاقة التي تسيطر عليها الدولة حيث أدت سياسة الشركة القائمة على الاستعانة بعمالة أجنبية خلال العقدين الماضيين إلى تدفق أعداد كبيرة من العمال المهرة، معظمهم من بنغلاديش.
وتعزز المجتمع البنغلاديشي في مونفالكوني بشكل أكبر من خلال وصول أقارب العمال بفضل سياسة لم شمل الأسرة، والتي ترغب سيسينت في تقييدها، وأيضا من خلال أطفالهم المولودين في إيطاليا.
وفي 2022 فازت سيسينت المدعومة من أحزاب اليمين المتطرف مثل حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني، وحزب إخوان إيطاليا، بقيادة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، بولاية ثانية.
وتضمنت قرارات سيسينت إزالة المقاعد الموجودة في الساحة الرئيسية، بزعم استخدامها بشكل أساسي من قبل المهاجرين كما حاولت الحد من عدد الأطفال الأجانب في المدارس.
وألغت لعبة الكريكيت، التي تحظى بشعبية كبيرة بين البنغلاديشيين، من المهرجان الرياضي وفي الصيف منعت النساء المسلمات من ارتداء البوركيني على الشاطئ.
لكن الحظر الذي فرضته على الصلاة في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي ينطبق أيضًا على المركز الثقافي الإسلامي الثاني في المدينة، هو الذي تردد صداه أكثر من غيره.
وزعمت سيسينت أن المسلمين انتهكوا قواعد التخطيط الحضري لأن المباني كانت مخصصة للاستخدام التجاري وليس للعبادة وقالت إن السلامة كانت عاملاً آخر، بعد إرسال صور إليها تظهر دخول مئات الأشخاص إلى المباني.
وأضافت "لم أقل: أغلق الباب ولا يجوز لك الصلاة.. لقد استخدمت المساحة بطريقة مشوهة.. وعليهم أن يحترموا القوانين".
وينسجم الحظر مع اقتراح تقدم به حزب رئيسة الوزراء لإغلاق المئات من أماكن الصلاة للمسلمين غير الموجودة في المساجد على مستوى البلاد.
وقال كوناتي إن "مسلمي مونفالكوني يحترمون القوانين والدليل انخفاض معدل الجريمة معتبرا أن دافع سيسينت هو تقليص حقهم الدستوري في الصلاة".
وفي 23 ديسمبر/كانون الأول، تظاهر نحو 8000 شخص ضد حظر الصلاة كما تستأنف الجالية المسلمة القرار أمام المحكمة الإدارية الإقليمية.
ويعتقد كثيرون أن حملة سيسينت المناهضة للإسلام، تأتي ضمن خطة لتعزيز صورتها بهدف الترشح في الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران المقبل.
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز