موسم الاتحاد كان مؤلما ليس فقط لجماهيره بل ولمحبي كرة القدم.. هبوط الاتحاد إلى الدرجة الأولى كان كابوسا أيقظنا من النوم مرارا وتكرارا
نوتنجهام فورست ناد مغمور لا يُسمع عنه الكثير في هذا الزمان.. ولا غرابة فهو أحد فرق الوسط في دوري الدرجة الأولى، وقبلها كان في الثانية والثالثة.
موسم الاتحاد كان مؤلما ليس فقط لجماهيره بل ولمحبي كرة القدم بشكل عام.. هبوط الاتحاد إلى الدرجة الأولى كان كابوسا أيقظنا من النوم مرارا وتكرارا وجعلنا نعيش لحظات صمت طويلة غير مصدقين أن النمور التي ملأت الملاعب فنا وإبداعا باتت على حافة الهاوية
فورست كان يوما برشلونة عصره وريال زمانه، اشتهر الفريق بقميصه الأحمر المزين بشجرة تسر الناظرين، فأصبح ارتداء قميصه حلم عشاق كرة القدم.
في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات كان الأفضل في العالم عندما حقق بطولة أوروبا مرتين متتاليتين، وحقق كذلك السوبر الأوروبي، وبطولة العالم، والدوري الإنجليزي، وعددا لا يحصى من البطولات، لكنه في موسم 1998ـ1999 هبط إلى الدرجة الأولى، فاختفى، وسقطت شجرته، وغاب عن الأنظار أكثر من عشرين عاما.
أخاف على الاتحاد من مصير فورست، صحيح أن الموسم انتهى، لكن الاتحاد لا يزال يترنح.. فالأشجار لا تسقط من أول ضربة، وقد نرى الاتحاد أسفل الترتيب في الموسم المقبل، فالخطر لم ينتهِ بعد، وما زال الاتحاد يعاني معنويا ونفسيا وفنيا.
موسم الاتحاد كان مؤلما ليس فقط لجماهيره، بل ولمحبي كرة القدم بشكل عام، هبوط الاتحاد إلى الدرجة الأولى كان كابوسا، أيقظنا من النوم مرارا وتكرارا، وجعلنا نعيش لحظات صمت طويلة غير مصدقين أن النمور التي ملأت الملاعب فنا وإبداعا باتت على حافة الهاوية.
الاتحاد في حاجة إلى أخذ الموسم المقبل بجدية حتى لا تتكرَّر المأساة، وتعود الكوابيس من جديد.
هناك تجارب لا ترغب في رؤيتها مرة أخرى.. أتمنى أن يتعلم الاتحاد من أخطاء الموسم الماضي، خاصة الاستغناء عن الأجانب، واستقطاب مجموعة جديدة تلعب للمرة الأولى كفريق، فمَن شاهد الاتحاد في افتتاح الموسم المنصرم أمام الهلال لم يعرفه، فالإدارة جديدة، والمدرب جديد، وهناك لاعبون رأيناهم للمرة الأولى بشعار الاتحاد، لذا فإن الإبقاء على مدرب الفريق سييرا أعواما طويلة أولى خطوات تصحيح المسار، يأتي بعده استمرار الطاقم الإداري دون تغيير، أما الأهم فهو المحافظة على الأجانب، وعدم الذهاب إلى سوق الانتقالات الصيفية وهوس الشراء يملأ القلوب والعيون، ويُفرغ الجيوب.
الاستغناء عن سانوجو، وجورمان، ورودريجيز يكفي مع الإبقاء على فيلانويفا، والأحمدي، ومروان، ورومارينيو، وبريجوفيتش.. الاحتفاظ بمعظم الأجانب سيساعد على الاستقرار، ويجعل الشخصية والملامح تعود إلى الاتحاد.
إدارة لؤي ناظر وحمد الصنيع مطالبة بتوحيد الصف الاتحادي، ومد يدها للجميع، فالموسم المقبل سيكون صعبا جدا وفي حاجة إلى تكاتف كل الاتحاديين.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة