بعد 136 عاماً.. الكشف عن لغز «جاك السفاح» الذي أرعب بريطانيا
توجه ضابط الشرطة، الذي كان يعمل في شرق لندن، قبل ساعات قليلة من صباح يوم 30 سبتمبر/ أيلول 1888، إلى ساحة ميتر، حيث عثر على جثة مشوهة. ووصفها لاحقًا أنه من الصعب تمييز الإصابات بسبب كمية الدماء التي غطتها.
قال ضابط الشرطة، إدوارد واتكينز، وهو لا يزال تحت تأثير الصدمة: "لم أر قط مشهداً أكثر رعباً من هذا". كانت جرائم القتل في وايت تشابل شنيعة للغاية، حيث تعرضت كل واحدة من الضحايا الخمس لتشويه وحشي، وسالت دماؤهن على أحجار شوارع لندن الفيكتورية. لكن الجانب الأكثر غموضًا هو أن هوية القاتل ظلت مجهولة لأكثر من قرن، حتى عُرف باسم "جاك السفاح".
من هو جاك السفاح الذي أرعب بريطانيا؟
في عام 2014، كشفت صحيفة ديلي ميل، كيف تمكن المحقق الهاوي راسل إدواردز من تحديد هوية آرون كوزمينسكي، المهاجر اليهودي البولندي، باعتباره القاتل الأسطوري.
وبعد مرور عقد من الزمن، استطاعت الصحيفة أن تكشف عن أدلة مذهلة تربط بين جرائم القتل التي ارتكبها جاك، وبين علاقاته السرية مع الماسونيين، وكيف ساعدته هذه العلاقات على الإفلات من قبضة القانون.
كيف تم الكشف عن لغز جاك السفاح؟
تمكن إدواردز من التقاط صورة بتفاصيل دقيقة لقاتل متسلسل هو الأكثر شهرة في تاريخ بريطانيا.
بعد مرور 136 عاماً، كشف أحدث كتاب لإدواردز عن مؤامرة الصمت التي كانت تحمي كوزمينسكي، مما أدى إلى وضع حد لهذه القضية الباردة التي أرعبت الرأي العام البريطاني لقرابة قرن من الزمن.
تفاصيل قصة السفاح آرون كوزمينسكي
بدأت القصة الحقيقية لكشف هوية السفاح في صباح أواخر سبتمبر/أيلول 1888، عندما عثر ضابط شرطة على جثة كاثرين إيدويس الدامية على رصيف الزاوية الجنوبية الغربية من ساحة ميترا.
كانت الجثة في حالة مروعة، حيث امتد الجرح من منطقة البطن حتى الصدر، وتم نزع أحشائها ولفها حول رقبتها، كما فصل الرأس عن الجسد وقطع الأنف عن الوجه.
كانت كاثرين هي الضحية الثانية من بين خمس ضحايا، رغم أن البعض يزعم أن العدد الحقيقي أقرب إلى 11 جثة على الأقل.
لم يكن السفاح يعلم أنه في تلك الليلة ترك دليلاً حاسماً يدينه، ففي عام 2007 عثر راسل إدواردز، رجل أعمال من شمال لندن، على شال في مزاد بوري سانت إدموندز يُزعم أنه وُجد على جثة كاثرين.
تساءل إدواردز، كيف يمكن لشال حريري أن يبقى طيلة هذه المدة دون تنظيفه أو حرقه؟ حيث كان من النادر، قبل ظهور تحليل الحامض النووي DNA، الاحتفاظ بالملابس الملطخة بالدماء كدليل، بل كان يتم حرقها لمنع المرض.
دليل إدانة جاك السفاح
كان الشال في حالة سليمة، حتى إنه كان مليئًا ببقع الدم والسائل المنوي. استفسر إدواردز قبل شرائه، واكتشف أن رقيب النيابة، آموس سيمبسون، أخذ الشال كهدية لزوجته عندما تم نقل جثة كاثرين إلى المشرحة.
لكن زوجة سيمبسون، جين، شعرت بالانزعاج من الهدية، فاحتفظت الأسرة بالشال حتى بيعه في المزاد عام 2007.
ظل إدواردز في حيرة من أمره، فتساءل كيف يمكن لامرأة فقيرة وسكيرة أن تمتلك شالاً حريريًا. وقد دفعه هذا إلى الاعتقاد بأن الشال كان يخص آرون كوزمينسكي، المشتبه به منذ فترة طويلة في قضية جاك السفاح.
الجدير بالذكر أن إدواردز نجح في حل اللغز، حيث تطابقت عينة الدم مع أحد أحفاد كاثرين، بينما السائل المنوي يعود لكوزمينسكي.
يذكر أن كوزمينسكي الذي ولد في سبتمبر 1865، في كلودافا بالقرب من وارسو. كان الطفل الأصغر من بين سبعة أطفال. وتشير السجلات إلى أنه تعرض لاعتداء جنسي في طفولته على يد زوج والدته.
فرّت عائلته هرباً من معاداة السامية عام 1882، ليصبح الشاب قاتلاً في شرق لندن، حيث كشفت تقارير الشرطة السرية التي نُشرت عام 1894 أنه كان يكره النساء، وخاصة فئة البغايا، ولديه ميول شديدة للقتل.
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA=
جزيرة ام اند امز