خلايا شمسية فائقة النحافة.. رهان ياباني بـ1.5 مليار دولار لمنافسة الصين

تراهن اليابان بتقديم إعانات للشركات قيمتها 1.5 مليار دولار بهدف تحقيق تقدم في مجال الألواح الشمسية شديدة النحافة والقابلة للانحناء من الجيل التالي.
تهدف طوكيو لدعم تسويق التكنولوجيا التي يقول المحللون إنها قد تعطل هيمنة الصين على الطاقة المتجددة وتقلل من اعتماد اليابان على الوقود الأحفوري.
وستضخ اليابان استثماراتها في تطوير خلايا البيروفسكايت للطاقة الشمسية، والتي تعتبر أرق في السُمك بمقدار 20 مرة من الألواح الشمسية العادية ويمكن لصقها على بنايات الملاعب والمطارات والمباني المكتبية، مما يتيح التبني الجماعي للطاقة الشمسية في اليابان التي تفتقر إلى المساحة المفتوحة اللازمة لمزارع الطاقة الشمسية التقليدية، بحسب فايننشال تايمز.
خلايا البيروفسكايت الشمسية هي عبارة عن طبقات مبنية من مكونات كيميائية، بما في ذلك بنية بلورية لتوليد الطاقة، يبلغ سمكها معًا مليمترًا واحدًا فقط ويمكنها امتصاص كميات كبيرة من الضوء.
- السياحة والطاقة المتجددة.. هل تنتشلان إسبانيا من كبوتها الاقتصادية؟
- «إيجبس 2025».. السعودية ومصر تعززان تعاونهما في مجال الطاقة المتجددة
وحدد المسؤولون في طوكيو هدفًا طموحًا يتمثل في تركيب عدد كافٍ من الخلايا لتوليد طاقة تعادل 20 محطة طاقة نووية بحلول عام 2040، ما يضع التكنولوجيا ضمن أساسيات الاستثمارات لليابان لتحقيق هدفها المتمثل في توليد نحو 50% من كهربائها من مصادر الطاقة المتجددة.
مع وضع هذا في الاعتبار، تقدم الحكومة إعانات تصل قيمتها إلى 157 مليار ين (1 مليار دولار) لشركة سيكيسوي الكيميائية، وهي شركة رائدة في تطوير خلايا البيروفسكايت الشمسية. ويأتي هذا بالإضافة إلى 60 مليار ين (0.39 مليار دولار)، من الدعم السابق لتطوير التكنولوجيا، ويمكن تقديم المزيد من خلال الصناديق الاستثمارية التي تهدف إلى بناء سلاسل إمداد خضراء.
وقال سادانوري إيتو، المسؤول الحكومي عن الخطة "إن خلايا البيروفسكايت الشمسية هي ورقة رابحة حيوية لمتابعة إزالة الكربون والنمو الاقتصادي وأمن الطاقة في وقت واحد"، وأضاف "نحن ننظر إليها على أنها تقنية لا غنى عنها لمزيد من انتشار مصادر الطاقة المتجددة في اليابان".
تنتج الصين 85% من خلايا توليد الطاقة الشمسية في العالم و79% من البولي سيليكون، المادة التي تدخل في تركيبها.
في المقابل، فإن المكون الرئيسي لخلايا البيروفسكايت هو اليود، حيث تعد تشيلي واليابان أكبر موردان لهما في العالم.
وقال المحللون إن هذا من شأنه أن يساعد في تقليل المخاطر التي تهدد سلاسل التوريد الحيوية والبنية الأساسية للطاقة من الإفراط في الاعتماد على دولة واحدة.
ونظراً لأن تكلفة تصنيع الخلايا سوف تكون أعلى بثلاث مرات على الأقل من تكلفة التكنولوجيا الحالية في السنوات الأولى من الإنتاج، وعدم اليقين بشأن مقدار الإنتاج، فمن المرجح أن يأتي الطلب الأولي من المدن الأكثر كثافة سكانية مثل طوكيو وتايبيه وسنغافورة.
وقالت يانا هريشكو، رئيسة أبحاث سلسلة توريد الطاقة الشمسية في شركة وود ماكنزي الاستشارية، إن خطط اليابان "قابلة للتنفيذ"، مشيرة إلى أن "الشراء من الصين ليس آمنًا".
أضافت، " المكان الوحيد القادر على توسيع نطاق تكنولوجيا معينة وخفض التكلفة هو الصين".
ومع ذلك، فإن تركيز اليابان "ليس فقط على الطريقة الصحيحة، بل هو الطريقة الوحيدة التي لديهم" لمحاولة استعادة القدرة التنافسية والسيطرة على سلاسل التوريد الخاصة بهم"، قالت هريشكو.
السياحة والطاقة المتجددة.. هل تنتشلان إسبانيا من كبوتها الاقتصادية؟
ونظرًا لأن الصين لديها أرض ممهدة لمزارع الطاقة الشمسية، فإن مصنعيها يركزون على أشكال أثقل وأكبر حجما من خلايا البيروفسكايت المغلفة بالزجاج أو المستخدمة جنبًا إلى جنب مع الألواح الشمسية المصنوعة من السيليكون، بدلاً من نوع الخلايا الرقيق للغاية الذي تركز عليه اليابان.
وقال يوسوكي ساكوراي، مدير تطوير الأعمال لخلايا البيروفسكايت في شركة توشيبا: "نشعر بتهديد قوي للغاية من سرعة الصين وحجم إنتاجها، ولكن لأن الصين تعمل على تطوير خلايا البيروفسكايت من النوع الزجاجي، أرى أنها سوقا مختلفة".
aXA6IDE4LjIxNi4xNzYuMjUg جزيرة ام اند امز