محللون فرنسيون حذروا من اندلاع موجة عنف عالمية بعد قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.
حذر محللون فرنسيون من اندلاع موجة عنف عالمية، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس المحتلة.
وأكدوا أن إسرائيل لن تحمي الولايات المتحدة حال اندلعت موجات عنف في أمريكا إثر القرار على غرار 11 سبتمبر.
إذاعة "فرانس إينفو" الفرنسية طرحت 4 تساؤلات، حول تداعيات قرار ترامب والآثار المحتملة لهذا القرار الذي أحدث رفضا وتنديدا عربيا وعالميا.
هل كان قرار ترامب مفاجئاً؟
قال المحلل أستاذ العلوم السياسية بجامعة "باريس 3"، جون فريديك، إن" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعد منذ حملته خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، ولوحٌ عدة مرات، بذلك الأمر منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية.
كما فعل ترامب نفس الأمر في عدة قرارات، حيث هدد بانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ونفذ تهديده.
ولفت المؤرخ الفرنسي إلى أن تلويحات ترامب التي يظنها البعض عشوائية، ينفذها دون أن ينظر خلفه على عواقبها".
وأشار إلى أن "أسلافه، بيل كلينتون، جورج بوش، باراك أوباما، كانوا يسيرون في أولى فترة حكمهم، بعناية كأنهم يسيرون على قطعة من حرير لتجنب تلك الصدمات الدبلوماسية".
ونوه فريدريك إلى ثغرة لم يلتفت إليها البعض، وهي أن ترامب عندما أعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل، لم يحدد القدس الغربية فقط، أم الشرقية والغربية معاً؟" حيث تعتبر القدس الشرقية محتلة في نظر القانون الدولي.
لماذا يعد نقل السفارة أمراً صادماً؟
أشار أستاذ العلاقات الدولية، المتخصص في تاريخ القدس، في جامعة باريس الشرقية (مارن لا فاليه)، فانسان لوميير، إلى أنه على الصعيد الدولي، يبدو أن القرار وقع كـصدمة "الرعد " على العالم أجمع، نظراً للخصوصية التي تنفرد بها القدس، التي تعد النقطة المحورية، لمفاوضات السلام النهائية، وهو بذلك قطع كل السبل للتوصل لحل".
وتابع أن "هذا القرار الأحادي، سيعد أمراً خطيراً لكون إحدى القوى العظمي الأكبر في العالم، تتخطى مواثيق القانون الدولي".
ونوه إلى أنه "منذ حرب 1967 تتحكم إسرائيل في المنطقة الغربية للقدس، وتنشر قوات في المنطقة الشرقية، إلا أنها قانونياً تعد أراضي فلسطينية، وحتى 1980 كانت القدس مدينة السفارات".
موقف المجتمع الدولي، لم يتغير منذ عقود، حيث قررت الأمم المتحدة عدم الاعتراف بضم الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية، وتعتبرها منطقة محتلة، وتعتبر القانون الاسرائيلي لضم القدس عام 1980 مخالفًا للقانون الدولي.
كما يؤكد المجتمع الدولي أن الوضع النهائي للقدس يجب أن يتم التفاوض عليه بين الطرفين، ولا تزال الرؤية الدولية المعتمدة هي أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين، أو تقع تحت إشراف دولي نظرا لمكانتها الدينية للأديان الثلاثة.
ويدعو قرار الأمم المتحدة رقم 478 الصادر عام 1980 كافة الدول التي لديها تمثيل دبلوماسي في القدس إلى سحب بعثاتها من المدينة.
وقبل ضمّ إسرائيل القدس الشرقية عام 1980، كانت هناك سفارات لـ13 دولة في القدس: بوليفيا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان والاكوادور والسلفادور وجواتيمالا وهايتي وهولندا وبنما والأوروجواي وفنزويلا.
وقامت هذه الدول لاحقا بنقل سفاراتها إلى تل أبيب حيث توجد سفارات الدول الأخرى، بعد إعلان إسرائيل المخالف لقرارات الأمم المتحدة ضم القدس الشرقية، .
ما تداعيات القرار ؟
فيما يتعلق بتأثير القرار، أكد فانسان أنه "سيؤدي إلى انفجار موجة عنف في العالم، ما دعا الإدارة الأمريكية إلى تشديد الحراسات الأمنية على السفارات في جميع الدول، فيما دعت حركة حماس إلى انتفاضة شعبية".
وأشار فانسان إلى "موجة الغضب التي اندلعت في يوليو/تموز الماضي، على خلفية تشديد الإجراءات الأمنية في منطقة القدس.
وتابع أنه في المقابل، إسرائيل لن تحمي الولايات المتحدة حال اندلعت موجات عنف، ضربت أمريكا إثر القرار على غرار 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
لماذا لم يراعِ ترامب مخاطر القرار؟
أجاب أستاذ العلاقات الدولية، أنه إذا ما تأخر ترامب عن إعلان القرار، فلن يرحمه يهود أمريكا، الذين شكلوا نحو 30% من الأصوات التي صوتت له خلال الانتخابات الرئاسية، ومهد ترامب قراره بتعيين دافيد فريدمان، سفيراً لواشنطن في إسرائيل، وهو يهودي متشدد.
كما أن ترامب لا يخشى تحذيرات المجتمع الدولي لكونه ليس سياسياً في الأساس، وعلى الرغم من أن لديه قاعدة سياسية لا بأس بها من المستشارين المحيطين به إلا أنه يضرب بهم عرض الحائط، على خلاف أسلافه من الرؤساء الذين تدرجوا في المناصب السياسية".
وطرح المحلل الفرنسي مثالاً على اتفاقية المناخ التي حذره الجميع من الانسحاب منها إلا أنه يعتبر القانون الدولي "هراءً"، كما أن أحد أسباب المثول إلى ضغوط إسرائيل بتسريع الإعلان، كونه تطاله قضايا التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، ما يجعله يحتاج إلى دعم منتخبيه الذين وعدهم بتلك القرارات".
ولفت إلى أنه في المقابل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ضغط على ترامب لإعلان القرار، كان يحتاج إلى دعم وقرار دولي يعضد من موقفه في الحكومة الإسرائيلية. لكونه تطاله أيضاً قضايا فساد قلبت عليه المجتمع الإسرائيلي، هزت عرش شعبيته لدى اليمين الإسرائيلي.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg
جزيرة ام اند امز