استغله داعش دعائيا.. الصحفي البريطاني الأسير جون كانتلي على قيد الحياة
تنظيم داعش الإرهابي استغل خبرات كانتلي الصحافية للعمل معه عبر إعداد سلاسل تقارير مصورة تتحدث عن قدارت التنظيم
بعد مرور أكثر من 6 سنوات على أسر جون كانتلي، الصحفي البريطاني، من قبل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، قال بن والاس وزير الأمن البريطاني، أمس، إن الأخير لا زال على قيد الحياة.
- وزير بريطاني: الصحفي المختطف لدى داعش على قيد الحياة
- مسؤول بريطاني: إرهاب داعش و"اليمين المتطرف" أكبر تهديد نواجهه
تصريحات والاس، فتحت الحديث مجددا عن مصير الصحفي البريطاني الذي اختفى منذ آخر ظهور له في منتصف ديسمبر/ كانون الثاني 2016.
وكان تنظيم داعش يستغل خبرات كانتلي الصحفية للعمل في الآلة الإعلامية له والترويج له دعائيا، عبر إعداد سلاسل تقارير مصورة تتحدث عن قدرات التنظيم.
كانتلي –البالغ من العمر 43 عاما– عمل مع العديد من المؤسسات الصحفية منها الصنداي تايمز وصنداي تلجراف ووكالة الأنباء الفرنسية وغيرها، قبل أن يقع أسيرا للمرة الثانية لدى داعش، في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
واحتجزه التنظيم الإرهابي للمرة الأولى، في يوليو/تموز 2012، أثناء تغطية المعارك في شمال سوريا، وتم تحريره مع زميله الألماني جورين جورلمان، على يد عناصر من الجيش السوري الحر.
مرة أخرى يتم احتجازه مع الصحفي الأمريكي جون فولي، الذي أعدمه التنظيم لاحقا، ووثق ذبحه على يد "الإرهابي جون" (البريطاني) في تسجيل مصور نشر في أغسطس/آب 2014.
بعد مرور عامين على إعدام فولي، استعان تنظيم داعش بخبرات كانتلي الإعلامية، وبدأ يظهر في فيديوهات تروج له دعائيا، حيث يقوم بتسجيل تقارير تتحدث عن الحياة داخل الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.
وكان أول الفيديوعات التي ظهر بها كانتلي في 18 سبتمبر/أيلول 2014، في فيديو بعنوان "أعيروني سمعكم"، الذي ظهر فيه مرتديا قميصا برتقالي اللون، ويتحدث فيه عن السياسة الخارجية البريطانية والأمريكية.
وقارن كانتلي في حديثه بين موقف الولايات المتحدة وبريطانيا بموقف دول أوروبية أخرى كانت مُستعدة أن تدفع أي ثمن من أجل تحرير مواطنيها المختطفين.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2014، ظهر كانتلي في مقطع فيديو من داخل مدينة كوباني، نافيا ما ردده الإعلام الغربي بانسحاب داعش من المدينة، ومؤكدا أن التنظيم يعزز قواته ويحتل أجزاء جديدة منها.
لم يتوقف استغلال كانتلي على الفيديوهات، بل استعان به التظيم كاتبا للمقالات في مجلة "دابق" التي كان يصدرها داعش باللغة الإنجليزية، وفي إحدى مقالاته تحدث "كانتلي عن قدرة التنظيم على شراء "قنبلة نووية" لو أراد ذلك.
مناشدات لإطلاق سراحه
في 13 أكتوبر/تشرين الأول، ناشدت شقيقة جون كانتلي داعش لاستئناف الحوار مع العائلة، علماً أن والده، –الذي توفي يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول– كان قد أرسل بدوره تسجيلاً مصوراً سجله في الثالث من الشهر ذاته وهو يرقد على سريره في المستشفى، مطالباً التنظيم الإرهابي بالإفراج عن ابنه.
كما طالبت منظمات مدافعة عن حقوق الصحفيين حينها، بينها مراسلون بلا حدود، بالإفراج عن كانتلي، الذي قالت عنه إنه يعمل بالإكراه على تصوير التقارير المصورة للتنظيم.
والصحفي البريطاني هو حفيد السير جيمس كانتلي، الطبيب الذي شارك في تأسيس كلية الطب في هونج كونج في عام 1887 وهي حاليًا جامعة هونج كونج، وجده العقيد كينيث كانتلي، الذي صمم القطارات الصينية، والتي ظلت في الخدمة حتى عام 1972، ووالده بول كانتلي توفي في 16 أكتوبر 2014، قبل أن يتحقق حلمه بالإفراج عن نجله.
إعدامات داعش للصحفيين
يخشى الكثيرون أن يصبح مصير كانتلي مثل زملاء المهنة، الذين قتلهم التنظيم ذبحا، فلدى داعش سجل طويل من الإعدمات حيث سبق وأعدم المصور العراقي محمد رعد العزاوي أمام الملأ في العراق يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول لرفضه التعاون معه.
وهو نفس المصير الذي لقيه الصحفيان الأمريكيان جيمس فولي وستيفن سوتولف، اللذان أُعدما على يد التظيم في سوريا يومي 19 أغسطس/آب و 2 سبتمبر/أيلول على التوالي، حيث نُشر فيديو ذبحهما على شبكة الإنترنت.
كما اغتال أفراد التنظيم 8 إعلاميين واختطف 9 آخرين في العراق، كذلك هناك ما يقرب من 20 من نظرائهم السوريين مفقودون أو في عداد الرهائن المحتجزين على يد مختلف الجماعات الإرهابية.
وزير الأمن البريطاني: كانتلي على قيد الحياة
منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2016، حيث كان آخر ظهور لكانتلي في فيديو دعائي أصدره داعش، قال فيه: "نحن في وسط الموصل، وخلفي يبدو كمشهد من فيلم لستيفن سبيلبرج، ولكنه حقيقي".
يعود الحديث مجددا مع سؤال: هل لا زال على قيد الحياة؟ وهو ما أجاب عليه وزير الأمن البريطاني.
وكشف والاس، أمس الثلاثاء، أن جون كانتلي، من المرجح أنه لا يزال على قيد الحياة.
وقال والاس، خلال اجتماع مع الصحفيين الأجانب، إن الحكومة البريطانية تعتقد أن كانتلي لا يزال حيا، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وعند سؤاله عن الرهائن البريطانيين في جميع أنحاء العالم، أكد والاس أن بريطانيا لا تدفع الفدى، ولا تشجع الدول الأخرى على فعل ذلك، واصفا كانتلي بأنه أبرز الرهائن البريطانيين.
ولم يوضح والاس ما إذا كان يُعتقد أن كانتلي موجود في المناطق التي يسيطر عليها داعش داخل سوريا أم في مكان آخر.