كيري في مذكراته: الأسد صاغ اقتراحا سريا للسلام مع إسرائيل عام 2010
وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري كشف النقاب عن أن الرئيس السوري أرسل اقتراحا سريا للسلام مع إسرائيل إلى أوباما عام 2010.
كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، النقاب عن اقتراح سري لرئيس النظام السوري بشار الأسد، للسلام مع إسرائيل عام 2010.
وقال كيري في مذكراته التي من المقرر أن تنشر، اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوجئ بمبادرة الأسد للسلام.
وأضاف أن "نتنياهو وجد أن الاقتراح مفاجئ لأنه أظهر أن الأسد مستعد لتقديم تنازلات أكثر من المفاوضات السابقة".
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة في إدلب والأسد يستعد للهجوم
- ماكرون يعتبر بقاء الأسد في السلطة "خطأ فادحا"
وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي نشرت اليوم الثلاثاء مقتطفات من مذكرات كيري، إلى أن الأسد صاغ الرسالة قبل سنة من اندلاع الصراع في سوريا.
ووفقا لكيري فإنه، في عام 2009، عندما كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، زار دمشق في إطار جولة في الشرق الأوسط وعقد أول اجتماع طويل مع الأسد.
وكتب عن اجتماعه الأول مع الأسد: "لقد واجهته حول محطة سورية للطاقة النووية كانت إسرائيل قد قصفتها"، في إشارة إلى المفاعل النووي السوري الذي دمرته حكومة إيهود أولمرت في عام 2007.
وتابع: "حقيقة أن هذه كانت منشأة نووية كان أمرا مثبتا علنا، لم يكن هناك خلاف على ذلك". مستدركا "نظر الأسد إليّ في عيني وأخبرني أنها ليس منشأة نووية(..) لقد كانت كذبة غبية، غير قابلة للتصديق، لكنه كذب من دون أي تردد".
ولفت كيري إلى أنه خلال محادثاتهما اللاحقة ضغط على الأسد حول دعمه لجماعة حزب الله اللبنانية الإرهابية، وأجاب الرئيس السوري بأن "كل شيء يجب التفاوض عليه".
ونوه وزير الخارجية الأمريكي السابق إلى أن المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا تحت حكومة يتسحاق رابين وشمعون بيريس وإيهود باراك وأولمرت ونتنياهو (خلال فترة ولايته الأولى في التسعينيات) قد انتهت جميعها بالفشل، لكن الأسد كان لا يزال مهتما بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل.
وتابع كيري: "سألني الأسد ما الذي قد يتطلبه الدخول في مفاوضات سلام جدية، أملا في ضمان عودة مرتفعات الجولان التي خسرتها سوريا لإسرائيل عام 1967، فأخبرته أنه إذا كان جادا؛ فعليه تقديم اقتراح خاص. سأل كيف سيبدو. شاركت بأفكاري. وأصدر تعليمات إلى كبير مساعديه بتوجيه رسالة من الأسد إلى الرئيس أوباما".
وأشار إلى أن الأسد طلب من أوباما دعم استئناف محادثات السلام مع إسرائيل وقال "سوريا مستعدة لاتخاذ عدد من الخطوات مقابل إعادة الجولان من إسرائيل".
وكتب كيري إن "والد الأسد قد حاول استعادة الجولان وفشل، لذلك كان (الأسد الابن) على استعداد للقيام بالكثير في المقابل".
وأضاف "في اليوم التالي، طرت إلى إسرائيل، حيث جلست مع رئيس الوزراء بيبي نتنياهو وأطلعته على رسالة الأسد، لقد فوجئ بأن الأسد كان على استعداد للذهاب إلى هذا الحد، أكثر بكثير مما كان على استعداد في السابق".
وبعد أن عرض الرسالة على الأسد عاد كيري إلى واشنطن وحاولت إدارة أوباما اختبار مدى جدية الأسد باستعداده اتخاذ "إجراءات لبناء الثقة" تجاه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك وقف بعض شحنات الأسلحة إلى حزب الله.
لكن الأسد خيب آمال الإدارة بفشله في الوفاء بوعوده، وكتب كيري "أتذكر أنني سمعت أن الأسد كان يواصل بالضبط نوع السلوك في حزب الله الذي أخبرناه أن عليه التوقف عنه. كان الأمر مخيبا للآمال ولكنه غير مفاجئ".
ووصف كيري الأسد بأنه "يمكن للرجل الذي يستطيع أن يكذب على وجهك على بعد 4 أقدام منك أن يكذب بسهولة على العالم بعد أن قام باستخدام الغازات ضد شعبه حتى الموت".
ويتحدث عن المداولات داخل الإدارة حول كيفية الرد على استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه في صيف عام 2013.