الانضمام لمسيرة السلام.. دعوة سودانية بحاجة لـ"محفزات"
دعوة سودانية للحركات المسلحة للانضمام لمسيرة السلام بالبلاد، وبناء وطن يحلم به الشعب يتسع للجميع.
جاءت الدعوة بعد توصل الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان إلى الصيغة النهائية للإعلان السياسي لتحقيق الاستقرار في البلاد والتخلص من آثار الماضي والتقدم نحو مستقبل مشرق.
خبراء في الشأن السوداني أكدوا في تصريحات متفرقة لـ "العين الإخبارية" على أن تلك الدعوة تحتاج إلى محفزات للأطراف غير الموقعة لدفعها نحو الانضمام إلى مسيرة السلام.
عضو مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن ياسر عبدالرحمن العطا، أشاد بالجهد التاريخي والدور المقدر الذي تضطلع به جمهورية جنوب السودان لبسط الأمن وتحقيق الاستقرار في السودان.
وأضاف خلال مخاطبته، اليوم الإثنين، الجلسة الافتتاحية لورشة تقييم "تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان" بعاصمة دولة الجنوب، "نلتقي اليوم في جوبا، لسنا فرقاء أو أطرافاً مختلفة، بل كفريق واحد يسعى لإزالة العقبات وتصحيح المسار في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقضايا السلام".
ودعا العطا رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، إلى الانضمام لمسيرة السلام بالبلاد، وبناء الوطن الذي يحلم به الشعب السوداني.
وأوضح أن القيادة السودانية تعي تماما تعقيدات المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، وتأثيرها على تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، والتحديات التي تواجه العملية السلمية، والتي تعمل الحكومة وأطراف العملية السلمية على تجاوزها بالحكمة والرشد.
استقرار السودان
من جانبه، أكد مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية رئيس فريق الوساطة الجنوبية توت قلواك، حرص حكومة جنوب السودان، على استقرار السودان، خاصة أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية متجذرة.
وقال: إن دولة جنوب السودان تأمل في تمكن الشعب السوداني من الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى اتفاق يحقق السلام والاستقرار بالسودان.
وأضاف أن الورشة تسعى لوضع تواريخ وجداول المصفوفة الزمنية وتفعيل آليات المتابعة، مؤكدا قدرة المشاركين في الورشة على تجاوز التحديات والعقبات التي تعترض مسيرة تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.
ومن جانبه، أكد رئيس مفوضية السلام الدكتور سليمان الدبيلو، أهمية الورشة في الوصول للأسباب التي ساهمت في عدم تنفيذ بنود الاتفاق، داعياً المشاركين للتمسك بالوضوح والشفافية لإيجاد وسائل وآليات لتجاوز التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق جوبا.
غياب التمويل
الكاتب والمحلل السياسي السوداني، المثني عبد القادر يشدد على أن دعوة الانضمام جيدة، ولكن يجب وجود محفزات للطرفين.
وقال في تصريحات لــ"العين الإخبارية" إن الدعوة للحوار بين الأطراف غير الموقعة تحتاج إلى محفزات حقيقية لكي تنجح وتلقى قبول الجميع، لافتا إلى أن الموضوع الأهم هو الترتيبات الأمنية والتي تحتاج إلى دعم قوي من المانحين.
وأضاف أن عضو المجلس الانتقالي تحدث عن ضرورة وضع مصفوفة تتجاوز القضايا المالية في ظل الأزمة التي تواجهها البلاد، وعدم قدرتهم على تمويل تلك الاتفاقية من السودان وحده بدون المجتمع الدولي، ووجود إرادة قوية من الأطراف لبناء السلام، مؤكداً أنه امتحان عصيب للحركات المسلحة التي سوف تطالب بأموال.
وعما تم تنفيذه في الترتيبات الأمنية حتى الآن، أكد وجود دورات للجنود وقدر بخمسة آلاف جندي خاصة بالحراسات الشخصية ونفذها معهد الاستخبارات العسكرية بالقوات المسلحة، وشمل الحركات الموقعة على اتفاقية السلام، بالإضافة إلى تخريج قوات حفظ السلام بدارفور ولكنها أيضا تحتاج إلى تمويل لتنفيذ حماية للمواطنين.