الإخوان وانتخابات الأردن.. نزيف مقاعد يقود للهاوية
انهارت في مصر والسودان، ولفظها الشارع في تونس، وسقط قناعها في الجزائر واليمن، وقُلمت أظافرها في أوروبا.. وها هي تواصل النزيف.
هي جماعة الإخوان المسلمين التي أضحت كبيت العنكبوت في وهنه وضعفه، وكأنها لعنة الحكم التي أصابت التنظيم وبدأت بكتابة نهايته.
سقوط جديد تسجله الجماعة الإرهابية في الأردن، بتراجعها في الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد، أمس الأول الثلاثاء.
100 وجه جديد
تراجعٌ أظهرته النتائج الأولية للانتخابات التي حصل فيها "التحالف الوطني للإصلاح" الذي يقوده حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في البلاد، على ثمانية مقاعد بدلا من 16.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، قال رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات خالد الكلالدة، إن عدد مقاعد "التحالف الوطني للإصلاح"، في سباق مجلس النواب، بلغ 8 مقاعد.
في المقابل، أفرزت الانتخابات 100 وجه جديد لمجلس النواب الذي سيعود له نحو 30 نائبا سابقا، وسيدخله أيضا 20 من كبار العسكريين المتقاعدين، مع استمرار نفوذ العشائر ورجال الأعمال.
وتنافس في انتخابات المجلس النيابي السادس عشر، 1674 مرشحا بينهم 360 امرأة، على مقاعد مجلس النواب البالغة 130.
ومجلس النواب المنتخب، هو أحد شقي مجلس الأمة الذي يضم أيضا مجلس الأعيان المؤلف من 65 عضوا يعينهم الملك.
أجندة تطرف
وفي يوليو/تموز الماضي، باتت جماعة الإخوان، منحلة بموجب قرار قضائي من أعلى سلطة في الأردن، في خطوة على طريق قطع مسارها المشحون بانتهاكات تحولت بمرور الأيام إلى مشنقة وضعت الحد لوجودها.
انتهاكات اجتث القرار جزءا منها، فيما لا يزال الشق الآخر ممثلا في "جبهة العمل الإسلامي" الذراع السياسي للجماعة، موجودا بالمشهد السياسي، ما يثير ذات المخاوف والمخاطر.
لكن الأخير، هو أيضا انتهى فعليا قبل ذلك بكثير، متأثرا بالانشقاقات التي ضربت صفوفه، وتراجع حاضنته الشعبية بعد اكتشاف حقيقة نواياه الرامية للتغلغل بمفاصل الدولة لتحقيق أجندته الخبيثة.