صحف أجنبية عن جوليان أسانج: بطل للصحافة أم لص؟
ويكيليكس نشرت مواد بدون أي جهد مستقل للتحقق من صحتها أو منح الأشخاص الذين وردت أسماؤهم بها فرصة للتعليق
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الجمعة، إن جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، ليس بطلا للصحافة الحرة، موضحة أنه على الرغم من حصول ويكيليكس على وثائق حكومية سرية ونشرها وكان كثير منها يستحق النشر، لكن ذلك جاء مخالفا للمعايير الصحفية.
- بالأرقام والتواريخ.. محطات مهمة في قضية مؤسس ويكيليكس
- محامي مؤسس ويكيليكس: سنطعن على طلب تسليم أسانج للولايات المتحدة
وأضافت "حصل أسانج في بعض الأحيان على مثل تلك السجلات بطريقة غير أخلاقية، من بينها وفقا لتهم فيدرالية منفصلة كشف عنها، الخميس، عبر مساعدة الجندية الأمريكية السابقة تشيلسي مانينغ في اختراق أنظمة حاسوبية أمريكية سرية".
وأوضحت الصحيفة، خلال افتتاحيتها، أنه على عكس الصحفيين الحقيقيين نشرت ويكيليكس مواد بدون أي جهد مستقل للتحقق من صحتها أو منح الأشخاص الذين وردت أسماؤهم بها فرصة للتعليق، فضلًا عن أن الصحفي الحقيقي لم يكن ليتعاون مع استخبارات نظام آخر للإضرار بمرشح رئاسي أمريكي أو نفع آخر.
وتساءل ديفيد أجناتيوس، الكاتب بالصحفية، قائلاً: هل جوليان أسانج صحفيا؟"، مشيرا إلى أن وزارة العدل الأمريكية تجنبت هذا السؤال في اتهاماتها لأسانج، لكن لا تزال قضيته تثير نقاشات بشأن ما إن كان مؤسس ويكيليكس يستحق الحماية بموجب التعديل الأول للدستور.
وقال الكاتب الأمريكي إن داعمي "أسانج" يصفون القبض عليه وترحيله المقترح للولايات المتحدة بأنه هجوم على حرية الصحافة، لكن هناك بعض الشكوك حول هذه المزاعم، حتى بين كثير من أبرز المدافعين عن التعديل الأول.
واستشهد الكاتب بما قاله بروس براون، المدير التنفيذي للجنة المراسلين من أجل حرية الصحافة الأمريكية، خلال لقاء، الخميس، إنه لا أحد داخل غرف الأخبار سيتحسن ما جاء بلائحة اتهام أسانج، من مساعدة مصدر في اختراق حاسوب.
لكن باري بولاك، محام أمريكي لأسانج، قال إن موكله يستحق معاملته بصفته صحفيا، وإنه لا يجد صعوبة في سؤال ما إن كان صحفيا، موضحا أن موكله ينشر معلومات صحيحة تهم الجمهور، "وأعتقد أن هذا تعريف جيد جدا للصحفي".
وأضاف ديفيد أجناتيوس أن بسبب عدم اتخاذ أسانج القرار سليم بتحديد أي المعلومات يشاركها مع القراء، فإنه لم يتصرف بصفته صحفيا، وأن "الناس في الصحافة عادة ليسوا لصوصا".
ورأى اجناتيوس أن أسانج يريد الدفاع عن قضيته تحت لواء حرية الصحافة، لكن مشكلته أن وزارة العدل حددت اتهاماتها بدقة، لدرجة أن القضية هي سرقة أسرار بدلا من نشرها، معللا بأن هذا هو سبب إبعاد كثير من المدافعين عن حرية الصحافة أنفسهم عن أسانج بعد أخبار الخميس.
ومن جانبها، رأت ميشيل جولدبرج، الكاتبة بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن أسانج متهم بالتآمر لارتكاب عملية تسلل حاسوبي، نتيجة محاولاته لمساعدة الجندية الأمريكية السابقة في اختراق كلمة مرور حاسوب حكومي.
وقال جولدبرج إن هذه التهم لا تشكل تهديدا على حرية الصحافة التي يخشى منها البعض، لأن القرصنة ليست ممارسة صحفية اعتيادية.
واستشهدت الكاتبة الأمريكية بما أخبرها به بن ويزنر المدير بالاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، حول أن الاتهامات الموجهة لأسانج لا تتعلق بفعل النشر، لكن مع ذلك عناصر لائحة الاتهام لاتزال تشكل سابقة خطيرة.