اغتيال واستقالة وفرار واحتجاجات.. العالم على "فوهة يوليو"
"شهر الصدمات" أو "العالم على فوهة يوليو".. عنوانان يصفان التحولات والأحداث السياسية الكبيرة والصادمة في العالم خلال الشهر يوليو الجاري.
فمن حادث اغتيال مفاجئ لرئيس وزراء اليابان الأسبق إلى هروب رئيس من قصره واستقالة رئيس وزراء ظن الجميع أنه حجز مقعده لعشر سنوات، مرورا باحتجاجات في مناطق متفرقة من العالم، بدا واضحا أن يوليو/تموز لن يكون معتادا، وأن القيظ سيأكل الساسة.
وفي حادث نادر ومفاجئ اغتال رجل رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي، فجر الجمعة الماضي، حين أطلق عليه النار خلال تجمع انتخابي في مدينة نارا غربي البلاد، ولم تفلح الجهود لإنقاذه.
الحادث صدم العالم قبل اليابان، وحرك عاصفة تضامن وعزاء عالميا، وإدانات قوية، لكنه أثار في نفس الوقت تساؤلات حول تداعيات مثل هذه الاغتيالات السياسية على العالم.

"فرار إلى مالا نهاية"
ومن اليابان إلى سريلانكا التي فر رئيسها مرتين من المحتجين الغاضبين، الأولى عندما ترك القصر الرئاسي السبت الماضي، خوفا من كرة الغضب التي طالته بالفعل واقتحم المتظاهرون المبنى.
أما المرة الثانية فكانت أمس الأربعاء، وفيما ينتظر الشعب السريلانكي استقالة الرئيس خرجت السلطات الرسمية لتعلن خروجه من البلاد باتجاه المالديف.
ومن جانبها، أكدت القوات الجوية السريلانكية أن الرئيس جوتابايا راجاباكسا وزوجته غادرا البلاد إلى جزر المالديف.
وقالت في بيان "بموجب أحكام الدستور وبناء على طلب من الحكومة قدمت القوات الجوية السريلانكية طائرة في وقت مبكر اليوم لنقل الرئيس وزوجته واثنين من مسؤولي الأمن إلى جزر المالديف".
والسبت الماضي، اقتحم متظاهرون غاضبون قصر الرئاسة، متوّجين بذلك أشهراً من المظاهرات المطالبة باستقالته بسبب أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد.

خروج "غريب الأطوار"
ومن سريلانكا إلى بريطانيا، حيث أُجبر رئيس الوزراء بوريس جونسون الأسبوع الماضي على التنحي بعد انتفاضة كبيرة ضده داخل حكومته، شملت خصوصا وزير المالية ريشي سوناك، على خلفية سلسلة فضائح أدت إلى تراجع التأييد الشعبي للمحافظين في الاستطلاعات.
وكان سقوط جونسون مدويا لسياسي حقّق فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ديسمبر/كانون الأول 2019 وأخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد شهر من ذلك، إلى أن وصلت جائحة كوفيد إلى بريطانيا.
جونسون المعروف بأنه "غريب الأطوار"، كان ينظر إليه على أنه رئيس وزراء لعشر سنوات قادمة، في ظل شعبيته ونجاحه الساحق في انتخابات 2019.

زخم "لا"
وبعيدا عن الصدمات السياسية الاستثنائية، شهد شهر يوليو/تموز الجاري احتجاجات مختلفة الطابع في عدة دول، رغم أننا لم نطوي نصف الشهر بعد.
وفي مقدونيا الشمالية، ألقى المتظاهرون الحجارة والقضبان المعدنية والبيض وزجاجات المولوتوف على مبنى البرلمان في سكوبي شمالي البلاد، مما أدى إلى إصابة العشرات من ضباط الشرطة.
وتجمع آلاف الأشخاص في الأسبوع الأول من يوليو/تموز، في العاصمة المقدونية بعد اقتراح فرنسي دعا مقدونيا الشمالية للاعتراف بوجود أقلية إثنية بلغارية في البلاد.
ويهدف الاقتراح إلى دمج هذا الاعتراف في دستور البلاد ويتضمن أيضا، بناءً على طلب صوفيا، الاعتراف رسميا بأن اللغة المقدونية لها جذور بلغارية، فيما يقول العديد من المتظاهرين إن التغييرات تهدف إلى تقويض هويتهم الوطنية.

ويُنظر إلى هذا الترتيب على أنه عنصر أساسي لكي تبدأ مقدونيا الشمالية محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتدعم حكومة سكوبي المقترح.
وفي الرابع من يوليو/تموز، بدأ المزارعون الهولنديون الغاضبون من خطط الحكومة التي قد تتطلب منهم استخدام كميات أقل من الأسمدة وتقليل الثروة الحيوانية، يوما من الاحتجاجات في هولندا، من خلال منع مراكز توزيع السوبر ماركت في عدة مدن.
وتكثفت المظاهرات إلى حد تقديم شركات الطيران نصائح للمسافرين باستخدام وسائل النقل العام، بدلاً من السيارات للوصول إلى مطار امستردام، من أجل تفادي المظاهرات.
وفي الأسبوع الثاني من يوليو/تموز شهدت الأرجنتين مظاهرات حاشدة بأواني الطهي الفارغة، وصلت إلى بوابة القصر الرئاسي للتنديد بالتضخم والدين العام المتزايد في ظل ظروف اقتصادية صعبة، حيث طالب المتظاهرون الرئيس الأرجنتيني، ألبرتو فرنانديز، بالرحيل لفشله في حل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.