تزكيات مرشحي انتخابات تونس.. «ترياق» ضد الإخوان
مرشحو انتخابات الرئاسة بتونس بدأوا بجمع التزكيات في عملية ضرورية لتحصين الاقتراع من «الترشحات غير الجدية» التي قد يدفع بها الإخوان.
وانطلق المرشحون المحتملون للاقتراع في جمع التزكيات الضرورية للترشح لهذا الاستحقاق المقرر في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأعلن 11 مرشحاً نيتهم خوض الانتخابات، فيما يتوقع أن يرتفع العدد بحلول موعد تقديم الترشيحات المقرر نهاية يوليو/تموز الجاري، وفق ما يراه مراقبون.
ومن الأسماء المرشحة للفوز بكرسي قرطاج والتي انطلقت في جمع التزكيات، منذر الزنايدي وهو أحد وزراء الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، إضافة للبرلماني السابق الصافي سعيد، والأميرال المتقاعد كمال العكروت.
كما أعلن وزير التربية السابق ناجي جلول، وطبيب القلب المعروف ذاكر الأهيذب عزمهما الترشح للرئاسة.
فيما لم يعلن الرئيس قيس سعيد بعد رسميا اعتزامه الترشح لولاية جديدة، لكن من المتوقع أن يعلن عن ذلك في 25 يوليو/تموز الجاري تزامنا مع الذكرى الثالثة للإطاحة بحكم الإخوان.
وسبق أن أكد سعيد، في تصريحات سابقة، مواصلة مشواره، مشددا على أنه "ثابت على العهد" وأنه "لن يسلم البلاد لمن لا وطنية لهم".
وبدأ مسار جمع التزكيات منذ الاثنين الماضي، حيث يلزم القانون الخاص بنظام الانتخابات، كافة الراغبين في الترشح للرئاسة، بتجميع 10 آلاف تزكية على الأقل من الناخبين موزعة على 10 دوائر انتخابية تشريعية على الأقل.
على ألا تقل عن 500 تزكية في الدائرة الانتخابية التشريعية الواحدة، أو الحصول على تزكية 10 نواب من البرلمان أو من المجلس الوطني للجهات والأقاليم، أو 40 من رؤساء الجماعات المحلية.
وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة الانتخابات، محمد التليلي المنصري، إن المرشحين للانتخابات الرئاسية انطلقوا بداية من الإثنين في مسار تجميع التزكيات التي تنقسم إلى نوعين، وهي التزكيات النيابية والتزكيات الشعبية المواطنية.
وأوضح المنصري، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الهيئة ستقوم فيما بعد بدراسة ملفات المترشحين وقبولها أو رفضها، بعد النظر في مدى ملاءمتها للشروط التي وضعتها الهيئة بناء على أحكام القانون الانتخابي.
«صعبة لكن ضرورية»
من جانبه، يرى المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس أن "عملية جمع التزكيات صعبة، لكنها ضرورية لتحصين العملية الانتخابية من الترشحات غير الجدية".
ويقول الرايس، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن عدد المرشحين للانتخابات سيرتفع بالفترة المقبلة لنيل كرسي قرطاج، خاصة أن المهلة لجمع التزكيات ما زالت تتواصل إلى غاية نهاية الشهر الجاري.
وأوضح أن "حظوظ جميع المرشحين الذين أعلنوا ترشحهم ضعيفة"، معتبرا أنها "ليست بالأسماء الوازنة في حين أن الرئيس قيس سعيد يحظى بشعبية كبيرة، وفق ما أعلنت عنه استطلاعات الرأي".
وبحسب الخبير، فإن "سعيد يعتبر المرشح الوحيد الذي يتمتع بحب التونسيين، لما عُرف به من نظافة اليد واستماتته في تطهير البلاد من الفاسدين والإخوان".
وأمس الأربعاء، دعا سعيد في لقاء جمعه بوزير الداخلية خالد النوري، وكاتب الدولة (مساعد وزير) لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني سفيان بالصادق، إلى "ضرورة مضاعفة الجهود لفرض احترام القانون".
ولفت إلى أن هذه ضرورة "خاصة في هذه الفترة التي تشهد محاولات مفضوحة لتأجيج الأوضاع الاجتماعية بشتى الطرق"، في إشارة لإخوان تونس.
وأكد أن "لوبيات تشارك من وراء الستار في العملية الانتخابية خلال هذه الأيام الأخيرة".
وتستعد تونس لإجراء الانتخابات الرئاسية، في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وفق ما أعلن عنه قيس سعيد الأسبوع الماضي.
والانتخابات الرئاسية المرتقبة ستكون الـ12 في تونس والثالثة منذ عام 2011، وستفتح المجال لتنصيب رئيس الجمهورية الثامن لولاية مدتها 5 سنوات، بحسب الدستور.
aXA6IDE4LjE5MS45My4xOCA= جزيرة ام اند امز