ليتوانيا تدخل الحرب الأوكرانية.. ماذا يعني حصار كالينينجراد؟
تعتبر كالينينجراد ذات أهمية استراتيجية واقتصادية خاصة لروسيا؛ إذ لطالما تمت الإشارة إليها على أنه طريق تجاري عبر بحر البلطيق.
تحولت المنطقة المعزولة والمحاطة بكل من ليتوانيا وبولندا إلى أحدث نقطة توتر بين موسكو وبقية أوروبا، حيث ترددت أصداء تداعيات حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خارج أوكرانيا.
تقع كالينينجراد بين ليتوانيا وبولندا - وكلتاهما عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي - على الساحل الجنوبي لبحر البلطيق؛ تتلقى الكثير من إمداداتها عبر طرق من ليتوانيا وبيلاروسيا.
طريق الحرير إلى روسيا
دخول هذه المدينة التي تعتبر طريق الحرير للتجارة الروسية مع الغرب، هو قرار ليتوانيا منتصف يونيو/حزيران الجاري بأنها ستمنع عبور البضائع المتجهة إلى كالينينجراد التي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها.
من جهته، وصف الكرملين هذه الخطوة بأنها "غير مسبوقة وغير قانونية"، في وقت تفيد التقارير بأنه من المقرر أن يستدعي كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في موسكو لتقديم شكوى.
كالينينجراد، كانت جزءا من ألمانيا حتى عام 1945 عندما تم التنازل عنها للاتحاد السوفيتي بعد انتهاء الحرب في أوروبا؛ أصبحت المدينة والميناء البحري لها تابعين للاتحاد الروسي، ومفصولة عن باقي أنحاء روسيا برا.
نظرًا لجغرافيتها ، فقد شاركت كالينينجراد علاقات اقتصادية وثيقة نسبيا مع الدول الأوروبية في السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي.
لكن العلاقات تلاشت خلال فترة حكم بوتين، لا سيما بعد هجوم روسيا عام 2014 على أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم.
ما أهمية كالينينجراد لروسيا؟
وتعتبر كالينينجراد ذات أهمية استراتيجية وعسكرية واقتصادية خاصة لروسيا؛ إذ لطالما تمت الإشارة إليها على أنها "حاملة الطائرات غير القابلة للغرق" وطريق تجاري إلى روسيا عبر بحر البلطيق.
الجمعة الماضية، قالت شركة السكك الحديدية الليتوانية، إن الشركة لن تسمح بعد الآن بعبور البضائع الروسية التي يعاقب عليها الاتحاد الأوروبي عبر الأراضي الليتوانية إلى كالينيجراد.
وبسبب هذا القرار، فإن نصف السلع المستوردة من الخارج إلى كالينينجراد سوف تتأثر بهذا القرار، وسيقود إلى إحداث أزمة لدى سكان المدينة في حال استمرار ليتوانيا بتنفيذ قرارها.
دخل قرار مشغل السكك الحديدية حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، وهرع الناس في المدينة إلى متاجر الإمدادات، حيث أصبحت مواد البناء محظورة الآن من النقل بالسكك الحديدية. فيما لا يزال من الممكن شحن بضائع مثل الوقود والإسمنت إلى كالينينجراد من روسيا عن طريق البحر.
وأصبح ميناء كالينينجراد نقطة مهمة من نقاط خط السكك الحديدية المارّ على طول خط الحزام والطريق، من الصين إلى أوروبا.
ويضم إقليم كالينينجراد مصنعاً للسكك الحديدية، ويوفر الخط الحديدي الرابط بين الصين والإقليم، مروراً بكازخستان وروسيا وبيلاروسيا وليتوانيا، طريقاً تجارياً سريعاً إلى بلدان الشمال الأوروبي.
ومن خلال المدينة، تعبر القطارات ليتم تسليم الشحنات مباشرة إلى السفن في ميناء الإقليم، ثم نقلها مباشرة إلى الدول الإسكندنافية أو بريطانيا، وهو ما يقلل تكاليف التشغيل والشحن.
كما أن الإقليم يمثل جزءاً من الطموح الروسي إلى إكمال طوق الهيمنة على إمدادات الطاقة لأوروبا، وذلك عبر مشروع المحطة النووية "البلطيق"، التي بدأت موسكو إنشاءها في أبريل 2008.
ويُنظر إلى هذا المشروع على أنه مشروع جيوسياسي، تريد موسكو من خلاله ضمان السيطرة على إمدادات الطاقة الكهربائية لدول البلطيق، ومن ناحية أخرى مواجهة مشروع ليتوانيا لبناء محطة طاقة نووية.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA==
جزيرة ام اند امز