الكاظمي يتذكر نهاية صدام.. رسائل للمليشيات وواشنطن

رئيس الوزراء العراقي قال إن "بعض السياسيين في العلن ينتقدون أمريكا، لكنهم في الغرف المظلمة يخنعون"
أكد رئيس الوزراء العراقي أن الاعتداءات التي تطال المصالح الأجنبية تقف وراءها جهات تحاول الإبقاء على البلاد في موقع الضعف والانفلات حتى تستمر في عمليات نهبها وسرقتها للمال العام، ولا تمت بأي صلة إلى منهج وفكر "المقاومة".
وقال الكاظمي خلال استضافته للمرة الأولى منذ توليه في مايو/أيار الماضي ببرنامج متلفز "لقاء خاص" بث عبر قناة "الإعلام" شبه الرسمية، إن "هناك من يزايد على العلاقات العراقية مع الولايات المتحدة، لكن بعضهم ذهب إلى البيت الأبيض طلباً للخلاص من نظام صدام حسين، فلماذا هذا الانقلاب؟".
وأضاف أن "الولايات المتحدة وقعت في أخطاء كبيرة خلال مرحلة الاحتلال لغاية عام 2011، لكنها ساعدتنا في الخلاص من نظام صدام حسين، وساعدتنا في الحرب ضد داعش، وعلينا ألا نخجل من كل علاقة فيها مصلحة للشعب العراقي، أما بعض السياسيين فهم في العلن ينتقدون أمريكا، لكنهم في الغرف المظلمة يخنعون".
وأوضح الكاظمي أن "هناك انزعاجاً أمريكياً من الصواريخ العبثية، التي تقع على العراقيين، وآخرها حادثة الرضوانية، حيث راح ضحيتها خمسة من الأطفال والعائلات، وقبلها أحد البنايات المدنية في مطار بغداد، وبعضها على المنازل"، لافتاً الى أن "العراق بيّن جدّيته للولايات المتحدة، بشأن إيقاف تلك العمليات، وملاحقة العناصر المتورطة بها".
وكشف مصطفى الكاظمي أن أغلب القوى السياسية غير راغبة بالذهاب نحو الانتخابات المبكرة، ولكن الإرادة الشعبية الضاغطة أسكتت معارضتهم المعلنة تجاه ذلك الأمر.
وذكر الكاظمي أن "الشعب العراقي شعر بأنه في مشكلة حقيقية، لذلك خرج في هذه مظاهرات، التي لا يمكن أن تمثل مرحلة عابرة في تاريخ العراق، بل هي مرحلة مفصلية، حيث كان هناك إحساس شعبي بأن العراق مهدد، وأن حاضره ومستقبله في خطر، لذلك استقالت الحكومة الماضية، وجاءت هذه الحكومة".
ولفت إلى أن "احتجاجات تشرين (أكتوبر) هي السبب الأساسي في إنتاج تلك الحكومة، وعلينا التوقف عند هذا الحراك، حيث كان هناك إحساس بأزمة حقيقية ليس بين الشعب والحكومة، وإنما بين الشعب والمنظومة السياسية، لذلك قلت في خطابي الأول إن هذه الحكومة حكومة حل، وليست حكومة أزمات، فهي خيمة لكل العراقيين في هذا الظرف الحساس الخطير".
ورد الكاظمي على جملة من الاتهامات التي سيقت ضده قائلا: "أفتخر بأني أتهم بأني شيعي أو سني أو كردي، فهذا التنوع هو عنصر قوة في العراق، لكنني عراقي وطني، تربيت على قيم أرض سومر، وقيم الحسين، والصحابة، والنبي إبراهيم، ولا أخوّن أحداً، فإن من يفعل ذلك هو ضعيف النفس، وليس لديه ثقة".
وبشأن التهديدات الأمنية التي تطارد الرعايا الأجانب في العراق، أشار الكاظمي إلى أن الفصائل والمليشيات التي تقف وراء تنفيذ الهجمات على البعثات الدبلوماسية في العراق تحاول إبقاء البلاد في واقع فوضوي حتى تستمر في العبث بمقدرات البلاد فساداً.
وتابع "بقية البعثات العربية والأوروبية أيضاً أبدت قلقها من تكرار تلك الهجمات"، مستدركاً بالقول "تبعات مثل هذا الانسحاب فيما لو حصل ستكون كارثية على العراق، فهناك أزمة اقتصادية، لم تمر بها الدولة العراقية من قبل".
وأضاف "نحن لا نخجل من علاقتنا بالولايات المتحدة ولا بإيران، ولا بالسعودية، ولا نخجل من كل علاقة تخدم الشعب العراقي، وتصفير كل مشاكلنا".