غابات عشب البحر.. ثروة كبرى تهدرها تغيرات المناخ
في ظل المخاوف المرتبطة بتغير المناخ، والقلق بشأن فقدان السيطرة على الأوضاع، يجتهد العلماء للوصول إلى حلول آمنة.
ولتلافي أي أضرار لبعض الوسائل التكنولوجية، التي من شأنها أن تحمي الأرض من مصير قاس ينتظر الأرض حال عدم التعامل مع الأزمة، يبحث الخبراء عن حلول طبيعية تجنب كوكبنا من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
من ثم، وجد العلماء طوق نجاة يساهم في امتصاص انبعاثات الغازات الدفيئة، بما يساعد على حل أزمة التغيرات المناخية دون أي تبعات سلبية، إلى جانب تحقيق عوائد اقتصادية.
غابات عشب البحر
خلصت دراسة حديثة، نشرتها مجلة "Nature Communications"، إلى أن ثلث البيئات الساحلية في العالم تعتمد على ما يُعرف بـ"غابات عشب البحر"، التي تحد من التلوث وتحافظ على مصايد الأسماك، بما يعني توفير لفوائد تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
سلطت الدراسة الضوء على فقدان هذه الغابات المفيدة نتيجة عدد من العوامل، منها "أزمة المناخ والصيد الجائر والتلوث"، حتى تعرضت هذه النباتات للخطر، وبالتالي فقدان السيطرة على الأوضاع بيئيًا.
صرح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور آرون إيغر، بأن فقدان غابات عشب البحر يمهد لـ"خسارة المحيطات كما نعرفها" بحسب إشارته، مضيفًا: "حوالي 740 مليون شخص حول العالم يعيشون على بعد 50 كيلومترًا من البيئات البحرية التي يهيمن عليها عشب البحر" .
من بين هذه الأعشاب طحلب الكلب ذي الفوائد العديدة، التي أوضحها "إيغر" بقوله: "هذا النوع يمتص النيتروجين والفوسفور والكربون، بما يعني الحفاظ على صحة البيئات الساحلية".
الدراسة، التي أعدها 18 باحثًا من 10 دول، بحثت كيفية أداء 6 أنواع شائعة من عشب البحر لمهام تفيد البيئة، وركزوا على حساب كميات النيتروجين والفوسفور وثاني أكسيد الكربون التي تمتصها هذه الأعشاب.
تبين للباحثين أن هذه الأعشاب تمتص الفائض من النيتروجين والفوسفور المتدفق إلى المحيطات من اليابسة، بخلاف ما يعادل حوالي 18 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
كما أشارت الدراسة، بحسب ما نقلته "ذا جارديان"، إلى أن غابات عشب البحر توفر موطنًا لـ 900 كجم من الأسماك والمأكولات البحرية سنويًا.
شرح "إيغر": "عندما ينجرف النيتروجين في المحيطات من أنشطة على الأرض مثل الزراعة والصناعة، فإن هذا يعزز النمو السريع للطحالب المجهرية، التي حينما تموت تستنفد مياه الأكسجين".
أردف: "حينما تمتص الغابات كميات هائلة من النيتروجين، ينتهي الحال بتحسين جودة المياه وإعطاء موائل الحياة البحرية للعيش".
خسائر غابات عشب البحر
نوه "إيغر" خلال دراسته، بأن 95% من غابات عشب البحر في شمال تسمانيا وغرب أستراليا وشمال كاليفورنيا تعرضت للإزالة، وهذا بسبب موجات الحر البحرية، يُضاف إليها الصيد الجائر والتلوث.
كما أشارت دراسة، نُشرت في مارس/ آذار الماضي، إلى أن أكثر من 500 نوع من الشعاب المرجانية الأسترالية انخفض عددها خلال الـ10 أعوام الماضية.