"حياة السود مهمة".. الحزن يخيم على كينوشا بعد إصابة جاكوب بليك
بينما تقف إدواردز على مدخل منزلها في كينوشا بولاية ويسكونسن الأمريكية، وتهز طفلتها للأمام والخلف، تفكر مليًا في الأربعة أيام الماضية
أنتوينيتا إدواردز أم جديدة، رزقت بطفلة قبل بضعة أسابيع، وعملت بجد لتجهز نفسها لتربية طفل خلال جائحة فيروس كورونا المستجد والأزمة الاقتصادية.
الآن، بينما تقف "إدواردز" على مدخل منزلها في كينوشا بولاية ويسكونسن الأمريكية، وتهز طفلتها للأمام والخلف، تفكر مليًا في الأربعة أيام الماضية والليالي التي هزت المدينة الصغيرة، بعدما أطلق ضابط من أصحاب البشرة البيضاء الرصاص على أحد أصحاب البشرة السمراء خلال مشادة خرجت عن السيطرة.
تدمرت المتاجر المملوكة للعائلات الموجودة بالحي الذي تعيش فيه "إدواردز" عندما تحولت الاحتجاجات السلمية ضد وحشية الشرطة والعنصرية إلى أخرى عنيفة، ليل الإثنين، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.
- فيديو إطلاق النار على أمريكي أسمر أمام أطفاله.. القصة الكاملة
- شبح فلويد يعود في ولاية أمريكية والسلطات تعلن حظر التجول
وأصبح الوضع فوضويا، ليل الثلاثاء، عندما ظهرت عناصر مسلحة من أصحاب البشرة البيضاء في الشوارع، وهاجم بعضهم المحتجين الذين كانوا يرددون "حياة السود مهمة"، على بعد خمسة دقائق سيرًا من منزل "إدواردز".
وقتل شخصان وأصيب آخرون في مشاهد مروعة سيطرت على الشوارع، حيث سيرت الشرطة دوريات بعربات مصفحة تجوب الشوارع لكن دون فرض حظر تجوال على تلك العناصر المسلحة، بل حتى في أحد الحالات، بحسب ما ظهر بمقطع فيديو، كانوا يشجعونهم.
"الوضع مخيف، لقد أنجبت مؤخرًا"، هكذا قالت "إدواردز" لصحيفة "جارديان"، مشيرة لطفلتها التي تحملها بين ذراعيها، وأضافت: "هناك الكثير للتعامل معه، أولًا كان يمكن أن يحترق منزلنا، والآن علينا السفر للمقاطعة المجاورة من أجل الطعام فقط، في حين تسلحت الشرطة وعناصر خارجية لمحاولة السيطرة على الشوارع.
ونتيجة للاضطرابات، توقفت جميع الأنشطة التجارية في منطقتها؛ إما للإغلاق أو تعرضها للدمار، كما تعبأ الهواء بأكوام الدخان، بينما تناثر الحطام في الشوارع.
وتخيم أجواء الحزن على المنطقة بسبب إطلاق النار على جاكوب بليك (29 عامًا)، الأب الذي أصيب بجروح بالغة بعدما أطلقت الشرطة عليه الرصاص من الظهر.
وكان "بليك" يصارع الموت داخل المستشف وخضع لجراحة طائرة، بينما أصيب بشلل نصفي، فضلًا عن إصابات بالعمود الفقري، والمعدة، والأمعاء، والكلى.
وعلى بعد بضع دقائق من منزل "إدواردز"، بدأ عشرات المتطوعين عملهم في تسليم المياه والبيتزا، وتنظيف الشوارع التي يغطيها الحطام، وعملوا على رفع الروح المعنوية للناس، حيثي كان العمل معًا بمثابة البداية لشفاء الجروح.