الإمارات تهب يدا واحدة لإغاثة كيرلا الهندية
العمل الإنساني الإماراتي يتميز بأنه عمل مؤسسي يقوم عليه العديد من الجهات ولا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية.
هبّت دولة الإمارات وبتوجيهات قيادتها الرشيدة لإغاثة المتضررين من الفيضانات في ولاية كيرلا الهندية، لتسطر بذلك ملحمة جديدة من ملاحم الخير والعطاء الإنساني التي عززتها العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين منذ عقود من الزمن.
وتواصل دولة الإمارات مع إطلاق هذه المبادرة الإنسانية والإغاثية الرائدة تكريس صدارتها العالمية كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية التي شملت 147 بلدا العام الماضي.
ويتميز العمل الإنساني الإماراتي بأنه عمل مؤسسي يقوم عليه العديد من الجهات، ولا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية وإنما يمتد أيضًا إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية والتفاعل المباشر مع مشكلاتها.
وانطلقت حملة من التفاعل الرسمي والشعبي من مؤسسات الدولة والمواطنين والمقيمين ورجال الأعمال سواء من الهند أو الإمارات لإغاثة أهالي الولاية الهندية الشهيرة، وذلك اتساقًا مع توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بضرورة تضافر كافة الجهود في دولة الإمارات لتنسيق عمليات عاجلة لإغاثة متضرري فيضانات كيرلا وتشكيل لجنة وطنية عاجلة لإغاثة المتضررين.
وبعد ساعات قليلة من إطلاق مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، السبت، حملة إغاثية طارئة تنفيذًا لتوجيهات قيادة الدولة الرشيدة، بلغ حجم التبرعات والمساهمات 10 ملايين درهم لدعم متضرري فيضانات ولاية كيرلا.
وتبّرع رجل الأعمال الهندي يوسف علي مالك ومدير مجموعة اللولو التجارية "لولو هايبر ماركت" والمنحدر من ولاية كيرلا بمبلغ 5 ملايين درهم، كما تبرع الدكتور بي آر شيتي، نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمستشفى "إن.إم.سي" التخصصي بمبلغ 5 ملايين درهم استجابة للجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمساندة جهود الحكومة الهندية في دعم وإغاثة المتضررين من الفيضانات.
وتتوالى المبادرات الإنسانية من المؤسسات والأفراد لدعم الجهود الإغاثية للمتضررين من فيضانات كيرالا، حيث تعهد صني فاركي مؤسس ورئيس مجلس إدارة "جيمس للتعليم" بمبلغ 5 ملايين درهم دعمًا للجنة الخاصة التي شكلتها دولة الإمارات لإغاثة ولاية كيرلا الهندية.
كما تطوع عدد كبير من أبناء الإمارات في الفريق الطبي الإماراتي الهندي التطوعي للاستجابة الطبية "استجابة" لتقديم خدمات علاجية ووقائية للمتضررين من الفيضانات في كيرالا الهندية، وذلك تحت شعار "كلنا على خطى زايد".
وأطلق موظفو جمعية الاتحاد التعاونية مبادرة "طرود أبناء زايد الخير" لإغاثة متضرري ولاية كيرلا الهندية بشكل عاجل، حيث تحتوي هذه الطرود على مواد غذائية ومستلزمات للأطفال.
وحظيت الجهود الإنسانية والإغاثية الإماراتية بتفاعل كبير من الجانب الهندي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، حيث حرص ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند وعبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" على الإشادة بهذه الجهود وتوجيه رسالة شكر إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مد يد العون إلى متضرري الفيضانات في ولاية كيرلا.
وأشادت وسائل الإعلام الهندية بالدور الإنساني الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة ومسارعتها في تقديم المساعدات والدعم لضحايا الفيضانات التي اجتاحت ولاية كيرلا.
وأكدت أن قيادة الدولة الرشيدة سارعت بتقديم الدعم العاجل لضحايا الفيضانات تأكيدًا على العلاقات التاريخية التي تربط بين الإمارات والهند، مشيرة إلى أن هذا المبادرة من القيادة الإماراتية ليست بغريبة على دولة تعد رائدة العمل الإنساني على مستوى العالم.
كما أعرب عدد من أبناء الجالية الهندية في الإمارات عن تقديرهم العميق لهذه المبادرة الإنسانية من جانب دولة الإمارات لإغاثة أهالي ولاية كيرلا، مؤكدين أنها تجسد الروابط التاريخية بين البلدين منذ عقود من الزمن وتؤكد أيضًا على ريادة دولة الإمارات عالميًا على صعيد العمل الإنساني الذي يستهدف المحتاجين والمعوزين في شتى بقاع الأرض.