وكلاء قطر بواشنطن يتبرؤون منها: تهدد سلام الشرق الأوسط
وكلاء لوبي قطر بواشنطن أعلنوا قطع علاقتهم بالدوحة وأدانوها باعتبارها تمثل تهديدا للسلام في الشرق الأوسط وتدعم الإرهاب
أعلن رجل أعمال أمريكي، ووكلاء كانوا يلعبون دورا حاسما في جهود قطر للتقرب من الإدارة الأمريكية، قطع علاقتهم بالدوحة، وأدانوها باعتبارها تمثل تهديدا للسلام في الشرق الأوسط وتدعم الإرهاب؛ في انتكاسة لمحاولات الدوحة المستميتة لشراء نفوذ في واشنطن.
وفي تصريحات لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، الخميس، قال جوي اللحام، وهو ورجل أعمال يهودي سوري المولد وصاحب مطعم في نيويورك، كان يساعد قطر في القيام باستثمارات مفيدة سياسيا، والتودد إلى الجالية اليهودية في أمريكا، إنه قطع مؤخرا علاقاته مع البلاد.
وفي تراجع عن موقفه السابق، أضاف اللحام: "قطر تستمتع بتصوير نفسها على أنها متعهد السلام في المنطقة، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة".
وأشارت المجلة إلى أن هذا الانسحاب يأتي في الوقت الذي أعلن عميل قطري بارز آخر هو نيك موزين، وهو مستشار سابق للسناتور الجمهوري تيد كروز عن ولاية تكساس، وقف العمل لصالح الإمارة الصغيرة.
ورجحت المجلة أن خسارة جهود الثنائي وفقدان خدماتهما تمثل نكسة للجهود التي تبذلها قطر لتحسين صورتها ومكانتها في واشنطن في ظل أزمتها الدبلوماسية المستمرة منذ عام مع جيرنها في الخليج العربي.
وأوضحت أن اللحام على الرغم من أن لديه خبرة سياسية قليلة وخلفيته في مجال المطاعم، فقد ظهر في الأشهر الأخيرة كلاعب مهم وراء الكواليس في معركة النفوذ داخل الولايات التي تأثرت بأزمة قطر، التي بدأت في يونيو الماضي.
وفي إطار هجومه العنيف على قطر، كشف اللحام أنه نسق اجتماعات للمسؤولين القطريين وقام "بتوزيع عدة تبرعات خيرية كعرض تمهيدي للنوايا الحسنة"، لافتا إلى أنه لم يضغط على أي مسؤول عام أو يقوم بأي أعمال علاقات عامة.
وشملت جهود اللحام، التواصل مع المؤيدين الأمريكيين البارزين لإسرائيل، ومنهم ألان ديرشوفيتز، وهو مستشار غير رسمي لترامب، ومورت كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، وهو حليف قديم لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون.
ولفتت المجلة إلى أن ديرشوفيتز وكلاين سافرا إلى الدوحة في يناير/كانون الثاني، لمناقشة تحسين العلاقات مع الجالية اليهودية، وهي خطوة أثارت الجدل في إسرائيل وفي صفوف الصهاينة الأمريكيين بسبب دعم قطر لحركة "حماس" الفلسطينية المتشددة وعلاقاتها الوثيقة مع إيران.
وفي ضربة أخرى لجهود قطر الدبلوماسية، تراجع كلاين، الأربعاء عن أي تقارب، مكرراً إدانته للدوحة، وقال للمجلة "لقد فقدت الثقة بأنهم ليسوا جادين على الإطلاق بشأن التغيير".
ومن أجل إغلاق الباب أمام أي تواصل مع قطر، استشهد كلاين بدعوة يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي لتنظيم "الإخوان" الإرهابي الذي أعرب عن دعمه للتفجيرات الانتحارية ومنع من دخول الولايات المتحدة، إلى مأدبة استضافها الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع الماضي في العاصمة الدوحة.
بدوره، أشار اللحام إلى أن دعوة داعية الإرهاب إلى مأدبة أمير قطر الرسمية من بين أسباب قطع علاقته مع الإمارة الصغيرة.
في السياق قال ديفيد وينبرج، ممثل واشنطن للشؤون الدولية في "رابطة مكافحة التشهير" ومقرها بالولايات المتحدة، في تصريح لــ"العين"، إنه "مما يبعث على القلق البالغ، أن تستمر الدوحة في احتضان أمثال داعية الحقد سيء السمعة. وهذا يشير إلى أن قيادة قطر ربما تضاعف ببساطة من دعمها القديم للتطرف".
في المقابل، نوهت المجلة إلى أن المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن جاسم آل ثاني رفض التعليق.
وأشار اللحام إلى أنه سيسجل بياناته لدى وزارة العدل كوكيل أجنبي للعمل الذي يؤديه لصالح قطر، فيما تم تسجيل موزين كوكيل لقطر منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتحدث اللحام عن المسؤول القطري أحمد الرميحي الذي تلاحقه قضية رشوة كبار مساعدي الرئيس الأمريكي، وقال إن الأخير طلب منه أن "يكذب على الصحافة بأن ستيف بانون (كبير مستشاري الرئيس سابقا) تعمد رفع الدعوى، في حين أنه كان يعمل في الواقع على التوسط لحل الأمر وديا بعيدا عن المحكمة".