خالد بن سلمان في مقال بواشنطن بوست: ولي العهد مهندس الإصلاح بالسعودية
الأمير خالد بن سلمان سفير السعودية لدى واشنطن كتب في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن الإصلاح والتغيير في كل جوانب المجتمع.
قال الأمير خالد بن سلمان، سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن، إن بلاده تتبنى التغيير في كل جوانب المجتمع وتمضي قدما في تنفيذ خطط "مهندس الإصلاح" ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
جاء ذلك في مقال رأي للأمير خالد بن سلمان نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بعنوان "السعودية تتبنى التغيير وأمريكا يمكنها أن تساعد"، بالتزامن مع وصول ولي العهد السعودي في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة تستغرق أسبوعين، نصه كالتالي:
- خالد بن سلمان: نسبة النساء بمجلس الشورى السعودي أعلى من الكونجرس
- محمد بن سلمان.. مهندس رؤية 2030 ومحارب الإرهاب
نادرا في تاريخ البشرية أن تقوم البلدان طوعا وعلى نحو سلمي بالشروع في تصحيح حازم لمسار إعادة تقويم الاقتصاد الوطني وتوسيع المعايير الاجتماعية -دون أن تشمل الحساسيات الدينية. إلا أن هذا هو بالضبط ما تحاول المملكة العربية السعودية القيام به.
طيلة عقود، عاشت المملكة وفقا لمعايير اجتماعية وثقافية دون اعتراض، ما عرقل تقدمنا. لكن قادتنا وضعوا مسارا جديدا يهدف إلى تحويل اقتصادنا ومجتمعنا، وإطلاق العنان لقدراتنا غير المستغلة.
قبل عامين، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يعمل بتوجيه (العاهل السعودي وخادم الحرمين الشريفين) الملك سلمان، رؤية 2030، وهي خطة شاملة للتنويع الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي والثقافي. شاب ومتحمس، يتفهم ولي العهد -مهندس الإصلاح الرئيسي لدينا- أكبر مجموعة سكانية لدينا، أي شبابنا.
لم يكن مسارنا القديم مستداما، والتغيير جارٍ الآن في كل جانب من جوانب المجتمع. نحن نقوم بتوسيع حقوق المرأة، وتحسين الخدمات للحجاج المسلمين والاستثمار في المشاريع العملاقة عبر مختلف الصناعات. نحن نفتح بلدنا للسياحة، وخلق صناعة الترفيه المحلية، وتعزيز التراث والثقافة السعودية. ونقوم أيضا بإعادة هيكلة نظامنا للرعاية الصحية والتعليم. هذه بعض الإصلاحات التي تم إطلاقها بالفعل.
سوف تحظى الولايات المتحدة بفرصة التعرف على هذه الإصلاحات خلال الزيارة الرسمية الأولى لمحمد، كولي العهد التي تبدأ الثلاثاء. تهدف زيارته إلى تعزيز الشراكة القوية بالفعل بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والبناء على قمة الرياض عام 2017، التي عززت علاقات بلادنا. لكن ولي العهد ليس هنا فقط للتحدث عن السياسة. هو أيضا هنا للتحدث عن الأعمال التجارية، وتحديدا الفرص الاستثمارية الثنائية التي أمكن تحقيقها من خلال استراتيجية التنويع. وجولة ولي العهد التي تشمل عدة مدن سوف تمهد لزيارة (الملك) سلمان إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
محمد واحد من كبار السياسيين في السعودية، لذا سيأتي إلى واشنطن للاجتماع بمسؤولين من إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، بالإضافة إلى أعضاء في الكونجرس من الجانب الديمقراطي والجمهوري؛ ما سيعزز العلاقة القائمة منذ زمن طويل بين بلدينا. تمتد العلاقة التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة إلى عقود من الزمان، قام برعايتها وحمايتها كل من الديمقراطيين والجمهوريين. وقد نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، واستمرت خلال الحرب الباردة وتوطدت خلال عملية عاصفة الصحراء.
يشمل تعاوننا الأمني الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية ومشروعات مكافحة الإرهاب المشتركة مثل المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، أو اعتدال. على الصعيد التعليمي، درس آلاف الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة على مدى عقود. من الناحية الاقتصادية، استثمر رجال الأعمال السعوديون مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة، عبر قطاعات مختلفة تشمل التكنولوجيا والعقارات والبنية التحتية.
كما نفعل مع كل إدارة رئاسية، فإننا نركز على الحفاظ على علاقة العمل الوثيقة. حققت إدارة ترامب إنجازات هائلة. قرارات الرئيس ترامب، وخاصة في مجال مكافحة التطرف والتصدي للنفوذ الخبيث لإيران، تحدث أثرها. يواصل قادة المملكة وإدارة ترامب بناء وتعزيز إطار علاقة ثنائية تسهل التعاون بين الوكالات.
نرى الآن فرصا جديدة لإعادة إحياء التحالف السعودي الأمريكي القائم من أمد بعيد. وسيسلط ولي العهد الضوء على ذلك خلال رحلته -لا سيما في مجال الفرص التجارية والاستثمارية- وتوسيع الجهود التي بدأها (الملك) سلمان والرئيس ترامب العام الماضي في الرياض. العلاقة اليوم أقوى وأعمق ومتعددة الأبعاد بقدر أكبر من أي وقت مضى، وهي تمتد إلى ما وراء المكتب البيضاوي، وقاعات الكونجرس، والقواعد العسكرية، وقاعات التداول.
إن المملكة العربية السعودية تقوم بالإصلاح، وسوف تأخذ ديناميتنا العلاقة السعودية-الأمريكية إلى آفاق جديدة. يجب على كلا الجانبين اغتنام الفرصة. يجب أن ننتهز الفرصة لنجدد التزامنا بتحالف راسخ مع تراث نفخر به، لكنه يتطلع أيضا إلى المستقبل، ويحفز الازدهار، ويفتح الإمكانات الكاملة لجميع السعوديين ويساعد على تحقيق الاستقرار في منطقة ذات أهمية وفي العالم.