تهديد بالحرب وتلويح بالثورة الشعبية.. ما سر تصريحات المشير حفتر؟
"المسارات السابقة وصلت إلى طريق مسدود"، جزء من خطابات القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، حملت رسائل بشأن مستقبل الأزمة.
فعلى أنغام تعثر المباحثات السياسية لحل أزمة ليبيا والتي دخلت عامها الثاني عشر، خاطب المشير حفتر مواطنيه، حوالي 7 مرات في شهر، بكلمات حملت رسائل متشابهة، طالب فيها قائد الجيش الليبي الشعب بأخذ زمام المبادرة.
فمن طبرق للكفرة مرورًا بغات فبراك الشاطئ إلى بنغازي فسبها والجفرة، كانت خطابات المشير حفتر على مدار أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنص على أن "الوضع في ليبيا لم يعد يحتمل الصبر أكثر وعلى الشعب الليبي أن يقول كلمته".
وقال المشير حفتر: "لعلنا اليوم نقترب من أي وقت مضى من وضع النقاط على الحروف واتخاذ القرار الحاسم بإرادة شعبية خالصة لتحديد المسار نحو استعادة الدولة "، مضيفًا: "كل المسارات السابقة وصلت بنا إلى طريق مسدود، ولم يعد بوسعنا إلا الاعتماد على أنفسنا لتقرير مصيرنا بإرادتنا الحرة".
تهديد بالحرب
وحول خطابات المشير حفتر، قال المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني في حديث لـ"العين الإخبارية" إن القائد العام للجيش الليبي يهدد بالحرب والثورة الشعبية للوصول إلى السلام، مضيفًا أن حديث المشير وجولاته يأتيان في منعطف "خطير" للأزمة الليبية، استدعت تعيين الأمم المتحدة عبد الله باثيلي مبعوثًا أمميًا لاستئناف جهود الوساطة بين أطراف النزاع، بعد شهور من الجمود السياسي لحل الأزمة الليبية.
المحلل السياسي الليبي قال إن رسائل المشير حفتر تهدف إلى الضغط على أطراف النزاع المتحاورة حاليًا، لكي يكونوا جادين في التوافق وحل الأزمة الليبية والسير بالبلاد نحو السلام.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن ليبيا كانت تشهد قبل أشهر حوارا بين أطراف النزاع الليبي لكن دون تحقق أي تقدم يمكن أن يحل الأزمة آنذاك، مشيرًا إلى أن المستشارة السابقة للأمين العام الامم المتحدة ستيفاني وليامز خرجت عن صمتها وصرحت مرتين بأن ساسة ليبيا لا يهمهم إلا مصالحهم وهم غير جادين في حل الأزمة.
محفز للحل
ورغم التصريحات الأممية، إلا أن المحلل الليبي، قال إن "ساسة ليبيا يحتاجون إلى محفز؛ لكي يمضوا قدما في حل الأزمة وعدم المماطلة، مشيرًا إلى أن ما يفعله المشير حفتر هو ذلك "المحفز"؛ فهو يخوفهم بالحرب التي ستقضي عليهم حال نشوبها، وبالثورة الشعبية التي ستقتلع أولئك الساسة من كراسيهم التي يتشبثون بها منذ سنوات.
في السياق نفسه، قال الناشط المدني الليبي مروان ساطي في حديث لـ"العين الإخبارية" إن تصريحات المشير حفتر هي رسائل للساسة جميعا في ليبيا تفيد بأن الجيش موجود ويمكن أن يتدخل في أي وقت.
توجيهات خارجية
وأضاف الناشط المدني الليبي أن الجيش الذي ضحى كثيرا في السابق، لا يمكنه الآن الوقوف كالمتفرج على الشعب الليبي وليبيا، التي "يتلاعب بها السياسيون كلٌّ حسب توجهه أو حسب التوجيهات التي تأتي لهم من الخارج"، على حد قوله.
وأشار إلى أن "الجيش أجرى قبل أسبوع أكبر عرض عسكري له في مدينة سبها جنوبي البلاد"، مؤكدًا أن العرض العسكري يأتي في "إطار استعراض للقوة"، في رسالة للسياسيين المتصارعين على الكراسي والسلطة بأن "الجيش موجود وهذه قوته".