تميم "الأمير" وجد نفسه في موقع لم يختره أساساً لكنه تابع السير في طريق خطط والده وأمه
الفرس والعجم وقطر...
المأزق الأول الذي واجهته عندما راودتني فكرة المقال هو المساحة الخانقة التي وجدتني فيها بين الحقيقة والخيال، حيث تتداخل الدائرتين، وحيث يقبع تميم في مكان مظلم ويتساءل: ماذا أفعل هنا؟
بين شرعية الحلم والخيال، وكوابيس الحقيقة المصبوغة بالدم، حاول الأب حمد أن يقتفي خطى إيران ليحقق كما تخيل مجداً، واتبع دولة تعيش بوجدانها أجواء مملكة كسرى حيث النيران تحرق ولا تضيء، تحت عباءة الإسلام.
وفي خيال أردوغان سرح الحالمون بالتوسع، يحاولون إقناع شعوبهم الجائعة الخائفة باستعادة الأمجاد العظيمة، والوصول إلى رغد العيش مع "ضمان" الجنة الموعودة، لأن الدين هو الغطاء أيضاً الذي يلقيه الرئيس التركي على خطاباته السياسية، وبين الترغيب والترهيب حصر شعبه.
وتميم "الأمير" وجد نفسه في موقع لم يختره أساساً لكنه تابع السير في طريق خطط والده وأمه، والسجاد الإيراني الذي فُرش بدقة ليوصله حيث يريد من يمسكون بزمام الأمور في طهران، وواصل السير بل حاول أن يثبت نفسه على حساب دول المنطقة، ودول بعيدة عن الإطار الخليجي، حيث تفتح الحاجة وضيق الحال أبواب التجارة بالموت، والصعود على الجماجم.
والمأزق الحقيقي الذي وجدتني فيه هو تبرير ما يفعله "الأمير" الصغير، وسط وحوش يقتاتون من الدماء ولحوم البشر وتجارة السلاح، ليسرقوا ويغتصبوا الأراضي والبشر بأحلامهم، سعياً لامتلاكهم لتحقيق "أحلامهم" في العودة إلى ما يعتقدون بأنه تاريخ "مجيد" رغم أنه لو كانوا يمتلكون بعض الحكمة وعمق النظر كانوا محوه لصناعة بعض الشرف، لأنه بالفعل تاريخ معيب.
تحركت الدوحة الآن نحو ماليزيا لتطلق من هناك "هيئة دولية" لتقييم أداء المملكة العربية السعودية للحرمين والأماكن المقدسة، وهي تطمح لأبعد من ذلك، تطمح لإدارة والتحكم في المشاعر المقدسة
"الأمير" الصغير سناً وحجماً حاول أن يتمرن بأقصى سرعة مع تناول جرعات كبيرة من المنشطات، ليسير بنسق "الكبار" ويلحقهم، تميم لحق بهم فعلاً، لكنه يسير في ظلام تحت وطأة العباءات الإيرانية، والأيديولوجيات التركية، وبعد أن استنفد قواه الإعلامية والدبلوماسية، يبحث اليوم عن نقل النيران التي يقتبسها من تحت عباءة المجوس محاولاً نقلها إلى دول المنطقة.
تحركت الدوحة الآن نحو ماليزيا لتطلق من هناك "هيئة دولية" لتقييم أداء المملكة العربية السعودية للحرمين والأماكن المقدسة، وهي تطمح لأبعد من ذلك تطمح لإدارة والتحكم في المشاعر المقدسة.
هذا السلاح "الدين" الذي اعتمدته حكومة قطر أسوة بحلفائها الفرس والعجم للسيطرة على عقول شباب عوده أخضر، وعقله أخضر، لتكسوه بالسواد وتزيّن له طريق الإرهاب على أساس أنه الطريق الوحيد المؤدي إلى الجنة.
اللعبة القطرية تزداد قذارة، والموقف يبتعد كل يوم عن أي نور نحو التقارب والإصلاح.
لطّخت أيديها في كل الأماكن، أشعلت "ثورات" خلّفت الحراق والدمار، ومازالت مصرّة على المضي في هذا الطريق.
50 ألف دولار مرتب شهري ساومت عليه الدوحة الشيخ صادق الأحمر، راتب مشروط بالتحالف مع الحوثيين وإقناع مشايخ القبائل بنصرة الحوثيين في اليمن لدعم تمدد العباءة الإيرانية هناك بنيرانها القاتلة.
ثلاث جهات إجرامية تعمل بكل قواها وأموالها وسلاحها من أجل تعميم الخراب في المنطقة، وهنا نذكّر بما فعلوه أيضاً في ليبيا "الدولة" المفككة، والتي يريدون أن تبقى على حالها، وهذا يبدو جلياً خاصة بعد الاحتجاج الليبي على الأسلحة التي أرسلها أردوغان حديثاً لبلادهم، وقد ذهب بعض القادة الحكماء في ليبيا لأكثر من ذلك باتهامه بجرائم حرب في حق بلادهم.
وهذا ما نطالب دول المنطقة والمجتمع الدولي حالياً، ليس هيئة فحسب، بل منظمة تجمع أعضاء من دول المنطقة وخصوصاً الدول التي تضررت وما زالت تتعرض للانتهاكات من طرف قطر، وإيران وتركيا.
منظمة تضم خبراء في القانون الدولي وحقوق الإنسان، لإعداد ملف يفضح ما قامت به هذه الدول من تجاوزات، ويكون دوره كشف الحقائق لوسائل الإعلام، ورصد التجاوزات لعرضها على المحاكم الدولية المختصة.
وقت الحساب قد حان، ووقف نزيف دم الضعفاء قد حان، ويكفي...
وسط كل ما قلت أعود أن المأزق الفكري أعجز عن تفسيره، أن أردوغان يحلم بأن يكون الإمبراطور والفرس يحلمون ببسط نفوذهم على كل دول منطقتنا وبالمملكة والملك.
لكن المشكل هو ماذا يريد تميم الصغير؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة