الملك سلمان في الذكرى الـ3 للحكم.. سنوات الحزم والعزم
قرارات وخطوات حاسمة وغير مسبوقة داخليا وخارجيا ميزت عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال السنوات الثلاثة
عام آخر ينقضي منذ تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، خلفاً لأخيه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
مرت 3 أعوام على انعقاد البيعة لخادم الحرمين الشريفين في مثل هذا اليوم، الثالث من ربيع الثاني عام 1436 الموافق 26 يناير/كانون الثاني، وبانقضاء هذه السنوات، تسطع شمس مسيرة حافلة من القرارات والخطوات الحاسمة سواء فيما يتعلق بالشأن الداخلي أو السياسة الخارجية للمملكة.
أكبر ميزانية في تاريخ المملكة
فها هو الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يبهج شعبه داخلياً قبل يومين فقط من حلول الذكرى الثالثة للبيعة، بالإعلان عن أكبر موازنة في تاريخ المملكة، لعام 2018 بإجمالي نفقات تبلغ 978 مليار ريال (260.8 مليار دولار)، أي بزيادة 10% عن تقديرات 2017، التي كانت 890 مليار ريال (237.3 مليار دولار).
وتشكل هذه الموازنة خطوة عملاقة نحو المستقبل، باختزالها لمعادلة صعبة تجمع بين تحقيق فائض في الموازنة مع زيادة الإنفاق وتقليص في نسبة العجز العام.
ولم تكن خطوة الموازنة الأكبر في تاريخ البلاد، معزولة عن القفزة الاقتصادية الهائلة التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين خلال أعوام تقلده الحكم، عبر تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، والتوجيه بتبني استراتيجية التنويع الاقتصادي، عبر تطوير بنية اقتصادية أكثر قدرة على المنافسة، لتضع في اعتبارها أن استدامة التنمية تلبي احتياجات الجيل الحالي مع المحافظة على حقوق الأجيال القادمة في ذات الوقت.
كذلك طورت الدولة الاستثمار في الصناعات العسكرية والتحويلية والاستهلاكية، لتقليل استيراد البضائع من الخارج في عهد سلمان الحزم والعزم.
رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020
كذلك وضع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برؤيته الثاقبة لبنات مسار تنموي عززته المملكة في 2016 بـ«رؤية 2030» وبإطلاق برنامج التحول الوطني 2020، القائم على تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل واستغلال الطاقات والثروات المتوفرة، لتيسير انتقال المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة.
كما تم إنشاء وإعادة هيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات العامة بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، من ذلك الهيئة العامة للصناعات العسكرية، وجهاز رئاسة أمن الدولة، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني.
وجرى أيضاً تعديل اسم هيئة التحقيق والادعاء العام إلى "النيابة العامة"، مع تعديل ارتباطها، إضافة إلى الاستمرار في تطوير مرفق القضاء، وإطلاق الاستراتيجية الجديدة لصندوق الاستثمارات العامة واستثماراته داخل المملكة وخارجها.
مكافحة الفساد
يعتبر القضاء على الفساد والمحافظة على موارد البلاد، أحد أبرز مميزات سياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي توج نهجه في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، تفعيلاً لجهود تحديث الدولة والقضاء على الفساد بأنواعه.
10 برامج استراتيجية لتسريع رؤية 2030
ولم تكتفِ المملكة بوضع رؤية 2030، لتحدد عبر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية 10 برامج ذات أهمية استراتيجية للحكومة لتحقيق الرؤية التي أقرها مجلس الوزراء في 25 إبريل/نيسان 2016.
وتستكمل هذه البرامج برنامجي "التحول الوطني 2020" والذي أطلق في 6 يونيو/حزيران 2016، و"برنامج التوازن المالي 2020" الذي أطلق في 22 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
وهي مجموعة من البرامج التي تدعم تحقيق رؤية المملكة 2030، وتهدف لخلق تحول إيجابي سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
المرأة
كذلك حظيت المرأة السعودية هي الأخرى بتعزيز دورها في المشاركة بالتنمية وصناعة القرار، وفق الضوابط الشرعية.
ويعد مجلس الشورى السعودي 30 امرأة بين أعضائه، كما استطاعت المرأة بالمملكة الحصول على ثقة الناخبين بالانتخابات البلدية، وتقلدت مناصب سيادية في القطاعين العام والخاص، وهي أيضاً عضو فاعل في مسار التنمية الوطنية بجميع مجالاتها.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، سمحت المملكة لنسائها بقيادة السيارة، في قرار أعلن الملك سلمان دخوله حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2018.
الشباب
تنطلق المملكة من خلال رؤية 2030 عبر وطن يعتمد على خيراته وعلى روح الشباب وحيويته، لبناء وطن جديد بمواصفات عالمية.
وهي الرؤية الجديدة التي تضع الشباب في مقدمة أولويات المسؤولين بالمملكة، والمستهدف الأول من قراراتها.
3 قمم دولية في يومين
أما على المستوى الخارجي، فقد حقق الملك سلمان الكثير من الإنجازات العظيمة خلال العامين الماضيين، فقد وضع صياغة جديدة في تحقيق التوازنات الجيوستراتيجية التي أعادت ترتيب الصفوف العربية والإسلامية.
وعلى المستوى الدولي، تقوم المملكة بدور مؤثر في المحافل الدولية، من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الإسلامية والعربية ومجموعة العشرين، خدمة لمصالحها ومصالح أشقائها.
وخلال يومين فقط، عقدت المملكة 3 قمم سياسية متعددة الأطراف، وهي القمة السعودية - الأمريكية، وتم خلالها إعلان الرؤية الاستراتيجة المشتركة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وتوقيع العديد من الاتفاقيات المهمة.
أما القمة الثانية فهي قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتفق القادة على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله.
فيما ركزت القمة الثالثة؛ القمة العربية - الإسلامية - الأمريكية، بمشاركة العديد من قادة الدول العربية والإسلامية، على الشراكة الوثيقة بين الدول العربية والإسلامية.
الإغاثة الإنسانية
وباعتبار دورها الفاعل في المجتمع الدولي، تشارك المملكة بفاعلية في مجال التنمية الدولية والإغاثة الإنسانية، بما تقدمه من دعم للتخفيف من معاناة المحتاجين، جراء الكوارث الطبيعية، أو بسبب الحروب، وذلك من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وجهوده في سوريا واليمن وغيرها من البقاع.
وشهد عام 2017 زخمًا غير مسبوق في توثيق العلاقات السعودية مع العالم، سواء عبر الاتفاقيات أو الزيارات أو مجالات الإغاثة.