أسبوع حاسم بإسرائيل.. شبح انتخابات جديدة يلوح بالأفق
يبدو أن سنة 2020 لازالت حبلى بالأحداث في إسرائيل حيث يحسم الكنيست، خلال أيام، مصيره دون استبعاد توجه البلاد إلى انتخابات رابعة.
وسيكون مساء الثلاثاء المقبل هو اليوم الحاسم للكنيست مع حلول الموعد الأخير لتقديم ميزانية الدولة للمصادقة عليها.
الا أن الخلافات ما بين حزب (الليكود)، الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و(أزرق أبيض)، الذي يقوده وزير الدفاع بيني جانتس ما زالت تحول دون التوصل إلى تسوية بشأن الميزانية.
وكان من المقرر أن يصوت الكنيست الإسرائيلي، الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشروع قانون حل الكنيست الذي قدمه رئيس المعارضة وزعيم حزب (هناك مستقبل) ولكن رئيس الكنيست من (الليكود) لم يوافق على عرضه للتصويت وتم إرجاؤه إلى أجل غير مسمى.
وأعلنت القائمة بأعمال المستشار القانوني للكنيست، ساغيت افيك، أنه "في حال عدم المصادقة على مشروع قانون الميزانية العامة، فسيتم حل الكنيست عند منتصف ليلة الثلاثاء – الأربعاء من الأسبوع المقبل".
وحال حل الكنيست فإن الانتخابات المبكرة ستجري في السادس عشر من مارس/آذار المقبل.
وفي حال جرت فعلا فإنها ستكون الانتخابات الرابعة في غضون عامين بعد الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان وسبتمير/أيلول 2019 ومارس/آذار 2020.
ويتبادل (الليكود) و(أزرق أبيض) المسؤولية عن جر البلاد إلى انتخابات مبكرة.
وقال عضو الكنيست من حزب (الليكود)، ميكي زوهر، في جلسة للكنيست، الثلاثاء: "يتم جر الشعب إلى انتخابات رابعة نحن لا نريدها".
وأضاف: "نحن نفعل كل ما هو مطلوب لعدم جر الشعب في هذه الظروف الصعبة إلى انتخابات ونعتقد أنه ما زال بالإمكان التوصل إلى اتفاق يمنع الانتخابات".
ولكنه استدرك: "الأمر يعتد على حزب (أزرق أبيض) برئاسة بيني جانتس".
ولكن جانتس وجه اللوم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالمسؤولية عن جر الإسرائيليين إلى انتخابات جديدة.
وقال: "أفضل تجنب الذهاب إلى انتخابات أخرى نحن في غنى عنها، وآمل أن يدرك نتنياهو ذلك أيضا".
ويبدو أن كل من نتنياهو وجانتس سيدفعان الثمن في حال تم تبكير الانتخابات ما دفع عدد من المراقبين الإسرائيليين إلى عدم استبعاد توصلهما إلى تسوية في اللحظة الأخيرة.
وطلب وزير المالية الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، مصادقة الحكومة على ميزانية الدولة للعام 2020 من قبل الكنيست قبل حلول الموعد النهائي مساء الثلاثاء.
والأسبوع الماضي، أعلن القيادي في حزب (الليكود) جدعون ساعر انشقاقه عن الحزب وتشكيل حزب "أمل جديد-وحدة إسرائيل".
وأشار ساعر إلى أن سبب انشقاقه عن الحزب هو خلافاته مع نتنياهو بقوله: "لا يمكن أن أكون عضوا في حزب يعتمد على مصالح شخص واحد دون إجراء حوار معمق وبناء عن السياسة والنهج الواجب اتباعهما".
وفي محاولة منه لإرضاء اليمين الإسرائيلي المتشدد، ذكر ساعر أن من بين أهداف حزبه الجديد "تعزيز الاستيطان في يهودا والسامرة" أي الضفة الغربية.
وأشارت استطلاعات رأي إسرائيلية أخيرة إلى أنه في حال جرت الانتخابات فإن (الليكود) سيحصل على 25 مقعدا ويحل حزب ساعر ثانيا بحصوله على 18 مقعدا ثم تحالف (يمينا) اليميني برئاسة وزير الدفاع الأسبق نفتالي بينيت الذي يحصل على 17 مقعدا.
ويحل حزب (هناك مستقبل) رابعا بحصوله على 15 مقعدا تليه القائمة العربية المشتركة التي تحصل على 11 مقعدا.
واستنادا إلى الاستطلاعات فإن حزب (أزرق أبيض) برئاسة جانتس يتلقى ضربة كبيرة بحصوله على 7 مقاعد فقط.
وبالاجمال فإن أحزاب اليمين تهيمن على الكنيست الجديد ولكن نتنياهو سيواجه إشكالية كبيرة في جمع شتات هذه اليمين تحت قيادته ما قد يفتح الطريق أمام تحالفات تستبعد نتنياهو من رئاسة الحكومة.
ويقول مراقبون إسرائيليون إن إشكالية نتنياهو هذه وضعف جانتس قد تدفعهما للتوصل إلى حل وسط قبل يوم الثلاثاء.