هل تحل فرنسا محل القوات الأمريكية؟ أكراد سوريا يتساءلون
صحيفة فرنسية، نشرت استغاثات الأكراد "لا ترحلوا.. من أجلنا، أكراد سوريا، القوات الأمريكية والفرنسية خير حصن لنا ضد بطش أردوغان".
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاوف الفصائل الكردية من عدوان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتنديدات دولية بالتسرع لدعم الانتهاء بعد من مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، الأمر الذي دعا باريس إلى إعلان التزامها عسكرياً في سوريا، وحمايتها للأكراد.
في هذا الصدد، سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على مخاوف الأكراد واستغاثتهم بفرنسا لإنقاذها من بطش أردوغان، متسائلة "هل تحل فرنسا محل القوات الأمريكية لحماية الأكراد من بطش أرودغان؟".
- وزيرة الدفاع الفرنسية ردا على ترامب: المهمة ضد داعش بسوريا "لم تنته"
- تحذير لترامب من مغادرة سوريا: لا تكرر خطأ أوباما
ونقلت الصحيفة الفرنسية، في تحليل لها، استغاثات الأكراد للقوات الأمريكية والفرنسية "لا ترحلوا.. من أجلنا، أكراد سوريا، القوات الأمريكية والفرنسية خير حصن لنا ضد بطش أردوغان".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي أكد عزمه بالتخلص من الأكراد في سوريا، الأمر الذي جعل هذا التهديد يثير مخاوف ممثلي الأكراد في فرنسا ويطلبون دعم باريس أمام عدوان أردوغان.
ودعت الصحيفة الفرنسية الأكراد إلى عدم الانحناء أمام وحشية أردوغان "إنه ديكتاور".
وعقب قرار واشنطن، أرجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، عدوانه على الأكراد لحين إجلاء القوات الأمريكية نهائيا، حيث أعلن أردوغان أنه ينوي تأجيل عدوانه المزمع على وحدات الشعب الكردية شمال الفرات في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا.
وتوعد أردوغان بـ"التخلص" من الأكراد في الشمال السوري، رغم دورهم الواضح في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي هناك وحفظ الأمن في المنطقة.
ورحب أردوغان بالقرار الذي أعلنه، يوم الأربعاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكد في خطاب بإسطنبول أن بلاده ستعمل على "التخلص من وحدات حماية الشعب الكردية".
والقوات التي يريد أردوغان مهاجمتها منضوية تحت تحالف قوات سوريا الديمقراطية، وتتولى مهام تأمين منطقة شرق الفرات من هجمات تنظيم داعش الإرهابي.
وأطلقت تركيا عمليتين في شمال سوريا، الأولى في أغسطس/آب 2016، والثانية في يناير/كانون الثاني 2018، لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من معقلها في عفرين شمال غربي سوريا، وفي هاتين العمليتين وبمجرد سيطرة الجيش التركي على مناطق وحدات حماية الشعب الكردية يسلمها إلى منظمات إرهابية تتبع تنظيم داعش.
وعادت "لوموند" ونقلت استغاثة ممثل أكراد سوريا (روج آفا) في فرنسا خالد عيسى قوله "مثل جميع الأكراد أحب فرنسا، أشاطرها طعم الحرية، وشهيتها لتحقيق العدالة"، مضيفاً "مدينون بالكثير لفرنسا.. فقد رحبت بنا بأذرع مفتوحة، تعطينا فرصة لتحسين معارفها، فهذا "كردي سوري" شاب من مواليد قرية شديدة الفقر، واليوم.. أمثل إخوتي الأكراد في بلدكم وأدعوكم للمساعدة".
وأضاف عيسى "في تحالف واسع حاربنا بقوة وحكمة على خط المواجهة لمطاردة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي قام بغزو مناطق ضخمة شمال شرق سوريا، وكانت الخسائر فادحة جداً، ودفنا شهدائنا الشباب الذين سقطوا بالآلاف، وأننا ما زلنا نحارب حتى يومنا هذا مع شركائنا العرب والسوريين لإزاحة عقيدة الإرهاب في آخر معاقل التنظيم الإرهابي".
وأشار ممثل الأكراد إلى أن فرنسا بكت كثيراً من الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم "داعش" الذي لا نزال نكافح ضده، وكنا دائماً ما نحظى بالدعم السري من قبل الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا وأولاند والحالي إيمانويل ماكرون، فكنا بمثابة القوات الخاصة لفرنسا ودعم استراتيجي لا غنى عنه على أرض الواقع، بجانب القوات الأمريكية".
وأوضح عيسى "هذه اللعنة الكردية تلاحقنا من قبل أردوغان، ذلك الرئيس التركي الذي غزا الأراضي السورية بالفعل بوحشية لا تصدق، لا سيما (عفرين) المصر على قتلنا، إنها حرب إبادة عرقية حقيقية يستعد لها".
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال أردوغان إنه "مصمم على التخلص من الأكراد، حيث فقدت تركيا ما يكفي من الوقت للتدخل في هذا المستنقع".
وعاد عيسى قائلاً إن "المدافع التركية موجودة بالفعل بالقرب منا قبل بضعة أسابيع"، مشيراً إلى أن ما يعيشه الأكراد هي لحظة فريدة من نوعها، فإن ما يحدث ليست مسألة غزو، إنما إبادة وحملة تطهير عرقي يقودها أردوغان، وأعلم أن فرنسا لديها قلق كبير بشأن مصيرنا، ولكن كيف يمكن مساعدتنا؟".
وأوضح عيسى "أنا لا أطلب من فرنسا شن الحرب على تركيا، هذا الأمر لن يكون واقعياً، إنما أطالب بالتدخل لإنقاذنا".
وتساءلت الصحيفة الفرنسية "هل ستستجيب فرنسا لاستغاثات الأكراد، وتحل محل القوات الأمريكية، وتستمر في مساعدتهم في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي والعدوان التركي، خاصة أن باريس عانت كثيراً من الهجمات الإرهابية؟".
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي صرحت في وقت سابق لإذاعة (إر.تي.إل) بأن "المهمة ضد تنظيم داعش الإرهابي لم تنتهِ في سوريا حتى الآن"، مؤكدة أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قرار "فادح للغاية".
وفي سياق متصل، أعلنت ناتالي لوازو الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية، يوم الخميس، أن "فرنسا ستبقى ملتزمة عسكريا في سوريا"، ردا على سؤال حول قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وكان البيت الأبيض أعلن، يوم الأربعاء، بدء عملية سحب القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا، للانتقال إلى المرحلة التالية في الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأعقب ذلك إعلان مسؤول أمريكي إجلاء موظفي الخارجية الأمريكية من سوريا خلال ٢٤ ساعة.
وينتشر نحو ألفي جندي أمريكي في شمال سوريا، معظمهم من القوات الخاصة، بهدف محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي وتدريب قوات محلية في المناطق التي تمت استعادتها من الإرهابيين.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز