المخترعة الكويتية أسماء لـ"العين الإخبارية": الحاوية الذكية حققت طموحي
المخترعة الكويتية أسماء العتيق خريجة كلية الهندسة والبترول من جامعة الكويت، تطمح إلى تأسيس مصنع للحاويات الذكية.
قالت المهندسة الكويتية أسماء العتيق لـ"العين الإخبارية"، إن "الحاوية الذكية" لفرز النفايات e-Farz، التي ابتكرتها حققت طموحها من مجرد فكرة إلى تحقيق حلم، ما ساعدها على حيازة الميدالية الفضية في المعرض الدولي للاختراعات العاشر في الشرق الأوسط، والذي أقيم في الكويت، والمركز الثاني بجائزة semi grand prize في معرض كوريا الدولي لاختراعات المرأة KIWIE 2018 كثاني أفضل اختراع.
بين الفكرة والحلم
جاءت مشاركة أسماء العتيق بمشروعها "الحاوية الذكية" في كوريا الجنوبية لاختراعات المرأة عام 2018، خلال الفترة من 28 يونيو/حزيران إلى 1 يوليو/تموز”، وحصل الاختراع على المركز الثاني بالنسبة للجائزة النهائية الكبرى Semi-Grand Prize كثاني أفضل اختراع بين جميع الاختراعات، التي وصلت إلى 380 اختراعا من 28 دولة مشاركة.
المشروع حاز على إعجاب الكثيرين. وبدعم كامل من مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وتكفل المركز بترشيحها كمخترعة، ويعد أول اختراع إلكتروني كويتي يشارك في المعرض السنوي في كوريا الجنوبية.
اهتمامات
درست أسماء بكالوريوس هندسة كمبيوتر من جامعة الكويت. ولديها خبرة 10 سنوات في مجال الشبكات وأمن المعلومات، كرمت ضمن 100 شخصية مبدعة في موسوعة "ثمين الكويت" فئة العالم الرقمي سنة 2015، مخترعة ومؤسس مشروع الحاويات الذكية لفرز النفايات e-Farz.
فكرة المشروع وتحقيقه لواقع
يأتي مشروع الحاويات الذكية لفرز النفايات e-Farz للمساهمة في الحفاظ على البيئة الكويتية من خلال فرز النفايات من المصدر، والابتكار يفرز 3 أنواع من النفايات (بلاستيك- زجاج- معدن) بطريقة أوتوماتيكية من خلال مستشعرات خاصة للتعرف على نوع المادة، كما يتم حساب كمية النفايات لكل نوع مع عملية الفرز.
قبل عملية الفرز يربط المستهلك بين هاتفه الذكي والحاوية الذكية باستخدام تقنية البلوتوث التي تنقل بيانات النفايات المفروزة إلى تطبيق هاتف ذكي خاص بالحاوية، ومن ثم يتم حساب القيمة المادية لكل نوع من هذه النفايات.
وتتصل الحاوية الذكية بشبكة الإنترنت لمعرفة مكان الحاوية الذكية وكمية النفايات بداخلها لإرسال السيارات المخصصة لتفريغ الحاويات عند الامتلاء، وبعد ذلك تجمع وتنقل النفايات إلى شركات التدوير بصورة دورية ومنظمة.
القيمة المادية للنفايات يسترجعها المستهلك من خلال نظام التحصيل الخاص بالمشروع بعد التحقق من البطاقة المدنية للمستهلك، ويمكنه تسلم المبلغ نقدا أو عن طريق التحويل البنكي، وكل ما سبق يسهم في زياده الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية فرز النفايات من المصدر قبل عملية التدوير.
يمكن استخدام الحاوية في المنازل والمراكز التجارية والمدارس والجامعات والجهات الحكومية وغيرها من الأماكن المغلقة. ويطبق المشروع مفهوم إنترنت الأشياء Internet of Things IoT، الذي يعد المشروع الأول من نوعه بالكويت، الذي بدأ بتطبيق هذا المفهوم، ويعد هذا المشروع ضمن الجيل الرابع للثورة الصناعية.
وتضيف أسماء لـ"العين الإخبارية": "بدأت فكرة المشروع عام ٢٠١٤ أثناء حضوري لورشة عمل عن البيئة وأهمية تدوير النفايات، وتم استعراض مشكلة المرادم المغلقة والحاجة الماسة لتدوير النفايات والكارثة البيئية من حرق النفايات وعدم الاستفادة منها، وبعد البحث اتضح لي بأن عملية فرز النفايات في دولة الكويت تقليدية ويدوية من عمال النظافة، وهي طريقة غير صحية وغير سليمة، وتعد ظاهرة سلبية في المجتمع".
وتستكمل: "تمت صياغة الفكرة وحضرت دورات في الاختراع والصناعة وإدارة الأعمال خلال عام ٢٠١٥ لإعداد دراسة الجدوى، ومن ثم بدأت تنفيذ النموذج المصنع الأول للحاوية الذكية لإثبات الفكرة في ٢٠١٦، واستغرق نحو عام و٤ أشهر، وتم عرض الحاوية الذكية للجمهور لأول مرة في مؤتمر ومعرض إنترنت الأشياء الأول في الكويت، الذي أقيم في شهر ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٧. كما يتم حاليا تطوير تطبيق الهاتف الذكي الخاص بالحاوية الذكية".
وحولت "العتيق" فكرتها إلى واقع للمحافظة على البيئة، والمساهمة في معالجة مشكلة النفايات من خلال التشجيع على فرز النفايات من المصدر، ووضع النفايات في مكانها المناسب، وزيادة الوعي لدى المستهلك بأن النفايات لها قيمة مادية، ويمكنه استرجاع هذه المبالغ بعد بيع النفايات على شركات التدوير.
كما يساعد هذا المشروع شركات التدوير على الحصول على النفايات مفروزة وجاهزة للتدوير، وكذلك معرفة كميات النفايات التي ستصل لها بكل دقة وبطريقة منظمة ودورية وإلكترونية تواكب التكنولوجيا الحديثة. وكذلك وجود منتج صناعي ذي فائدة وجدوى اقتصادية للبلاد، وهو ما يحقق رؤية دولة الكويت بإيجاد بدائل رديفة لمدخول الدولة من النفط، معتبرة أن قطاع الصناعة أحد القطاعات الآمنة والمستقرة المدرة للإيرادات الحقيقية.
الصعوبات والتحديات
من التحديات التي واجهت أسماء تصنيع النموذج الأول للحاوية الذكية لإثبات الفكرة، لأن هذه المرحلة مكلفه جدا، وقد لا يستطيع المخترع تحمل التكاليف المادية، كما أنه يحتاج إلى أكثر من نموذج للوصول إلى النموذج المصنع النهائي الجاهز للتصنيع.
تقول: "كيفية صياغة الفكرة بالطريقة المتعارف بها لتسجيل براءة الاختراع وكتابة جميع التفاصيل الفنية والادعاءات لإثبات الأسبقية والأحقية في الفكرة، مقارنة بالاختراعات المشابهة الأخرى؛ كانت أمورا بها تحدٍّ كبير".
الطموح
تقول أسماء: "أطمح إلى تأسيس مصنع لصنع الحاويات الذكية في الكويت بإذن الله، وتشغيل المشروع حسب الخطة المدروسة سابقا. كما أتمنى رؤية دولة الكويت بلدا صناعيا سباقا في مجال التكنولوجيا وينافس الدول المتقدمة".
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز