الكويتيات في انتخابات 2023... عين على إنجاز 2009 وأخرى على حلم 2022
وسط آمال عريضة باحتفاظها بتمثيلها الشرفي في البرلمان، تدخل المرأة الكويتية انتخابات مجلس الأمة، التي ينتهي التصويت فيها مساء الثلاثاء، وعينها على تذاكرها التي حجزتها في الجسم السياسي الذي أبطلت انتخاباته.
فمع إجراء كل انتخابات برلمانية في الكويت، تستعيد النساء ذكريات "النجاح الكبير" الذي حققته المرأة عام 2009، بفوز 4 نساء في البرلمان.
ومع أن الانتخابات التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2020، لم تشهد فوز أي امرأة بعضوية البرلمان، فإن المرأة حققت حلمها في العودة للبرلمان في انتخابات 29 سبتمبر/أيلول 2022، بفوز امرأتين في تلك الانتخابات، قبل إبطال المجلس بحكم من المحكمة الدستورية في 19 مارس/ آذار الماضي.
وعين على إنجاز 2009 والأخرى على حلم 2022، تدلي المرأة الكويتية بصوتها في الاستحقاق الدستوري، الذي تتنافس على المقاعد فيه 13 امرأة من بين 207 مرشحين، على 50 مقعدا موزعة على 5 دوائر.
ويبلغ عدد الذين يحقّ لهم التصويت في الانتخابات المقبلة 793646 ناخباً وناخبة، بينهم 386751 رجلا، و406895 امرأة.
ورغم ارتفاع عدد الناخبات عن الناخبين منذ نيل المرأة الكويتية حقوقها السياسية قبل 18 عاما، إلا أن ذلك لم ينعكس على النتائج التي تحققها المرأة في الانتخابات البرلمانية المتعاقبة.
يوم تاريخي
ونالت المرأة الكويتية حقوقها السياسية في جلسة تاريخية بمجلس الأمة في 16 مايو/أيار 2005، وانتهت بموافقة 35 عضوا على تعديل المادة الأولى من قانون الانتخاب، بما يسمح لها بممارسة حق الترشح والانتخاب وهو التاريخ الذي عرف منذ تلك اللحظة بـ"يوم المرأة الكويتية".
ولم تنجح المرأة الكويتية في أول استحقاقين انتخابيين شاركت بهما كمرشحة في انتخابات 2006 و2008؛ إذ لم تصل أية سيدة إلى قبة البرلمان، لكن الفشل لم يثن عزم المرأة الكويتية، فخاضت مرة أخرى تجربة الانتخابات البرلمانية عام 2009، واستطاعت حينها أن تحقق نصرا كبيرا بفوز أربع نساء بمقاعد المجلس.
وبدا التمثيل النسائي في البلاد متأرجحا بعد 2009، فلم تنجح أي امرأة في انتخابات فبراير/شباط 2012، بينما نجحت ثلاث نساء في انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2012، إلا أن كلا مجلسي 2012 تم إبطالهما بأحكام من المحكمة الدستورية، غير أن التمثيل النسائي في البرلمان تضاءل مجددا، واقتصر في مجلسي 2013 و2016 على امرأة واحدة هي صفاء الهاشم.
وفي الانتخابات التي جرت في 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، لم تستطع المرأة أن تفوز بأي مقعد، إلا أن هذا البرلمان صدر مرسوم بحله في 2 أغسطس/آب 2022.
وعقب حل برلمان 2020، جرت في 29 سبتمبر/أيلول الماضي انتخابات جديدة، نجحت المرأة خلالها في العودة إلى قاعة عبد الله السالم (اسم قاعة البرلمان الكويتي)، بعد فوز جنان بوشهري وعالية الخالد في تلك الانتخابات.
لكن في 19 مارس/آذار الماضي، قضت المحكمة الدستورية ببطلان هذا المجلس، وإعادة مجلس 2020، الذي صدر مرسوم أميري بحله مجددا مطلع مايو/أيار الماضي.
ثالث انتخابات
وتعد هذه ثاني انتخابات برلمانية تشهدها الكويت خلال 9 أشهر، والثالثة في عهد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي تولى الحكم في 29 سبتمبر/أيلول 2020.
وجرت أول انتخابات في 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، أفضت إلى برلمان صدر مرسوم بحله في 2 أغسطس/آب 2022، أما الثانية فجرت في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، وأفضت إلى تشكيل برلمان جديد، قضت المحكمة الدستورية في 19 مارس/آذار الماضي ببطلانه، وإعادة مجلس 2020، الذي صدر مرسوم أميري بحله مجددا مطلع مايو/أيار الماضي.
وقبيل أسبوعين من انطلاق الانتخابات، أيدت المحكمة الدستورية بالكويت، في 24 مايو/أيار الماضي، حكمها السابق الصادر في 19 مارس/آذار الماضي، والقاضي ببطلان الانتخابات البرلمانية التي جرت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وعودة مجلس الأمة السابق (البرلمان) المنتخب في 2020.
ويأمل الكويتيون أن تقود نتائج الانتخابات القادمة إلى استقرار سياسي بين الحكومة والبرلمان وإنهاء الأزمة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.
ويملك مجلس الأمة الكويتي صلاحيات واسعة، أبرزها قدرته على استجواب رئيس الحكومة أو وزرائه، فضلا عن قدرته على التصويت لحجب الثقة عن الوزراء، أو "عدم التعاون" مع رئيس الوزراء.