"تأييد النظام".. تهمة تنهي مسيرة أقدم معارضة جزائرية
عاقب حزب العمال الجزائري المعارض، السبت، لويزة حنون الأمينة العامة التاريخية له بسحب الثقة منها بعد 31 عاما في هذا المنصب.
دفعت "حنون" ثمن الإطاحة بها، لتأييدها ودفاعها عن المرحلة الانتقالية الحالية؛ حيث تعتبر قيادات "العمال" في الجزائر أن المراحل الانتقالية لا تأتي إلا بالخراب.
ومن قلب أحد فنادق العاصمة الجزائر، سحب قياديو "العمال" الثقة من لويزة أول وأقدم أمينة للحزب منذ تأسيسه في 1990، تزامنا مع الانفتاح السياسي الذي شهدته البلاد عقب التعدل الدستوري في 1989.
وانتخب الحزب منير ناصري أميناً عاماً جديدا بالإنابة في خطوة وصفت بـ"تصحيح مسار العمال"، فيما لم تعلق لويزة حنون حتى الآن على تلك الخطوة.
وعقب انتخابه، أكد منير ناصري أن خطوة سحب الثقة جاءت لـ"دعم مسار الحزب الذي لم يعد يلعب دوره الأساسي"، معتبرا أن التصويت "ليس حركة تصحيحية وإنما لتقويم الحزب".
وبحسب الأمين العام الجديد لـ"العمال" فإن قيادات الحزب استاءت من دفاع ومرافعة حنون عن المرحلة الانتقالية، مشدداً على أن "المراحل الانتقالية لا تنتج إلا الخراب ومسارات مجهولة".
نهاية مثيرة للجدل
متابعون لملف الأحزاب الجزائرية وصفوا أن الإقالة المفاجئة لأمينة حزب العمال المعارض لويزة حنون بأنها "مثيرة للجدل"، خاصة بعد أن ظلت على رأس الحزب طوال 3 عقود.
وعُرف عنها معارضتها الشديدة لرؤساء الجزائر السابقين منذ تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تتحول إلى مدافعة عن نظام الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، وكذلك مواقفها المثيرة من عدة قضايا سياسية محلية وحتى خارجية.
وبسحب الثقة منها، يكون المشهد السياسي في الجزائر قد "فَرغ" من أقدم سياسية معارضة في البلاد، عقب دخولها المعترك السياسي سنة 1990 من بوابة "حزب العمال" الذي أسسته "حنون" وفق مبادئ يسارية متأثرة بأفكار التيار التروتسكي.
وتحتفظ لويزة حنون بمواقف "تصادمية" مع النظام الجزائري منذ دخولها الساحة السياسية، كان آخرها إعلانها مقاطعة الانتخابات التشريعية المسبقة المقرر تنظيمها في 12 يونيو/حزيران الماضي.
مقاطعة هي الأولى من نوعها للحزب المعارض منذ تأسيسه، أرجعتها "حنون" نفسها إلى عدم "حسم نتائجها مسبقاً"، بينما عدها معارضوها داخل الحزب "انتحارا سياسياً".
وكانت السياسية الجزائرية لويزة حنون أول امرأة عربية ترشح نفسها في الانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 2004، نافست فيها 6 مرشحين أبرزهم الرئيس الأسبق عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس وزرائه علي بن فليس، وجاءت في المرتبة الخامسة بعد أن حصلت على نسبة 1 % من الأصوات.
وحازت المرتبة نفسها في الانتخابات الرئاسية 2014 بحصولها على نسبة 1.37% من الأصوات، بعد أن حققت مفاجأة غير متوقعة في 2009، عندما جاءت خلف بوتفليقة في المرتبة الثانية بحصولها على نسبة 4.22%.
حنون والدولة العميقة
عام 2015، اتهم عمار سعداني الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر رئيسة حزب العمال بأنها "مكلفة" بمهمة من قبل رئيس جهاز المخابرات (الأسبق) الفريق محمد مدين، وبما سماه محاولاتهم "زعزعة استقرار مؤسسات الدولة".
ومنذ ذلك الوقت، تداولت الأوساط السياسية والإعلامية في الجزائر "شبهة العلاقة" بين لويزة حنون ورئيس جهاز المخابرات الأسبق المعروف باسم "الجنرال توفيق"، قبل أن تخرج في أبريل/نيسان 2019 عبر ندوة صحفية لـ "تدافع عن الجنرال" وتصفه بـ"الوطني الذي لا يمكنه خيانة وطنه".
وفي 11 فبراير/شباط 2020، أفرج القضاء العسكري عن لويزة حنون بعد إدانتها بـ15 سنة سجناً على خلفية اتهامها بـ"التآمر على سلطتي الدولة والجيش" خلال اجتماع "قيل إنه مشبوه" ضم عددا من كبار القادة الأمنيين والسياسيين غداة ترشح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز