لسد فجوة الاستطلاع في بريطانيا.. «حرب عمالية» على «الإصلاح»

مع تصدره لاستطلاعات الرأي، أصبح حزب الإصلاح في بريطانيا بقيادة نايجل فاراج التهديد الأخطر لحزب العمال الحاكم.
ولأن الهجوم قد يكون خير وسيلة للدفاع، فقد قرر حزب العمال الحاكم في بريطانيا تبني هذه الاستراتيجية لمواجهة تقدم حزب الإصلاح في استطلاعات الرأي.
وبحسب صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، صعد حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء كير ستارمر لهجته ضد حزب الإصلاح.
وحذر من أن سياسات نايجل فاراج المعادية للاتحاد الأوروبي ستؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الأعباء على المواطنين.
وشن وزير شؤون مجلس الوزراء، نيك توماس-سيموندز، هجومًا حادًا على فاراج، مؤكدًا أن برنامجه الانتخابي المقبل "سيأخذ بريطانيا إلى الوراء" من خلال تقليص الاقتصاد بما لا يقل عن 9 مليارات جنيه استرليني، وهو ما سيؤثر على الوظائف ويرفع أسعار المواد الغذائية.
واتهم سيموندز فاراج بأن سياسته تقوم على تغذية الانقسام في المجتمع، وتقديم حلول سهلة لكنها غير واقعية، وإثارة الغضب لتحقيق مكاسب سياسية.
وكشف استطلاع حديث أجرته مؤسسة "يوغوف"، عن تقدم حزب الإصلاح بنسبة 28%، يليه حزب العمال بـ21%، في حين جاء المحافظون في المركز الثالث بـ18%.
ويعكس هذا التقدم غير المسبوق لفاراج قدرته على استغلال قضايا حساسة مثل الجريمة والهجرة غير النظامية، حيث أعلن عن سلسلة سياسات صيفية استهدفت هذه الملفات.
محور الخلاف
يتمحور الخلاف الجوهري بين الطرفين حول العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، حيث يسعى حزب العمال لإبرام اتفاق دائم مع التكتل خلال 18 شهرًا، خصوصًا في مجال الأغذية والمشروبات، لتقليل التكاليف على المستهلكين والشركات.
ويعفي الاتفاق المؤقت المطبق منذ يونيو/حزيران الماضي بعض الفواكه والخضراوات المستوردة من الرسوم والتفتيش، لكنه سينتهي في يناير/كانون الثاني 2027.
غير أن فاراج يرفض هذا التوجه، ويعتبر أن "التقارب مع بروكسل" يضر بالاقتصاد البريطاني ويقيد استقلال البلاد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
واستغل سيموندز خطاب فاراج لتسليط الضوء على الآثار السلبية لبريكست، قائلًا إن الخروج من الاتحاد الأوروبي "أدى إلى رفع الأسعار وقتل الوظائف".
وأضاف "الناس صوتوا من أجل التغيير والسيطرة، لكن لم يصوت أحد لمزيد من البيروقراطية أو لارتفاع تكاليف المعيشة"، معتبرا أنه "بدلا من السيطرة على الهجرة حصلنا على الفوضى والخلل".
وأشار سيموندز إلى أن الشركات الصغيرة بشكل خاص تعاني من عبء الإجراءات الإدارية التي أضعفت قدرتها التنافسية مقارنة بالمنافسين الأوروبيين.
بديل عملي؟
يحاول حزب العمال طرح نفسه بديلا عمليا من خلال السعي إلى "إعادة ضبط" العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، لكن دون العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو إعادة فتح ملف حرية الحركة.
وبحسب توماس-سيموندز، فإن هدف الحزب هو بناء علاقة واقعية تحقق مكاسب اقتصادية ملموسة لبريطانيا، وتخفف التكاليف عن الشركات والمستهلكين.
ومع ذلك، فإن هجوم حزب العمال يعكس قلقًا واضحًا من تصاعد شعبية فاراج الذي نجح في استقطاب شرائح من الناخبين الساخطين على الأحزاب التقليدية.
في المقابل، يسعى العمال إلى تصوير فاراج وحزبه كقوة "خطيرة" على الاقتصاد والمجتمع، قد تؤدي سياساته إلى مزيد من الانقسام والمعاناة الاقتصادية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg
جزيرة ام اند امز