الإبراهيمي: خارطة طريق بوتفليقة المخرج الوحيد لأزمة الجزائر
الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي يرى أن "التغيير الذي يطالب به الجزائريون لا يمكن أن يتم بمفرده، وعلى الجميع الجلوس إلى طاولة الحوار".
أعرب الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري الأسبق، عن قلقه إزاء مستقبل الأزمة السياسية في بلاده على خلفية الحراك الشعبي المطالب برحيل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وحذر من تكرار "السيناريو العراقي" في حال "رفض فكرة الحوار".
- 13 نقابة جزائرية ترفض دعم "بدوي" لتشكيل حكومة جديدة
- الأخضر الإبراهيمي: حالة بوتفليقة مستقرة لكن صوته ضعيف جدا
وفي مقابلة الإثنين مع الإذاعة الجزائرية، اعترف الإبراهيمي بـ"مشروعية مطالب الجزائريين بالتغيير شريطة الابتعاد عن الفوضى"، مشدداً على "ضرورة جلوس كل الأطراف إلى طاولة الحوار"، وقال إن "الحوار أمر مستعجل ولا غنى عنه".
وجدد وزير الخارجية الجزائري الأسبق رؤيته لحل الأزمة السياسية في الجزائر، واعتبر أن خارطة الطريق التي طرحها بوتفليقة "هي المخرج الوحيد من الأزمة، وعلى الجزائريين حكومة وشعباً وضعها على الطاولة ومناقشتها".
وأضاف أن "مطلب التغيير الذي ينادي به الجزائريون مشروع، ويجب أن يتحقق في إطار الحوار بطريقة منظمة ومهيكلة كخطوة أولى لتحقيق المبتغى بعيداً عن الفوضى"، لكنه حذر من استمرار الوضع على ما هو عليه.
ويرى الإبراهيمي أن "المطالبة برحيل الجميع أمر سهل، لكن تطبيقه صعب؛ لأن الجزائر بحاجة لرجال يبقون على الاستقرار والأمن، والمجتمع الجزائري فتي، ونريد نخبة حاكمة تفهم هذا المجتمع"، كما قال في تصريحه للإذاعة الجزائرية.
وجدد الإبراهيمي نفيه لأي دور له في حلحلة الأزمة السياسية بالجزائر، حيث قال: "لست مبعوثاً ولا وسيطاً، بل أنا مواطن جزائري قلق على بلده، وأعرف الكثير عن الجزائر ولم أقاطعها قط، أنا حقاً قلق على بلدي، ولا أرى مخرجاً للأزمة سوى بالحوار".
واستطرد قائلاً: "التغيير الذي يطالب به الجزائريون لا يمكن أن يتم بمفرده، لذا يجب على الجميع الجلوس معاً إلى طاولة الحوار ووضع برنامج عمل لقيام الجمهورية الثانية".
واعترف في السياق ذاته بوجود "حالة من الانسداد"، خاصة بعد رفض ممثلين عن الحراك الشعبي في الجزائر أي دور للإبراهيمي بأن يكون حلقة الوصل بينهم وبين السلطات الجزائرية.
وبلغته الدبلوماسية المعهودة، عبّر الإبراهيمي عن تفاؤله بعدم انتهاء الأزمة السياسية في الجزائر "بالسقوط في الخندق نفسه كما حدث في بقية الأزمات السياسية التي شهدتها الجزائر منذ استقلالها"، وأكد أنها "أمام فرصة تاريخية لوضعها على المسار الصحيح لفترة طويلة مع الأزمة التي تمر بها حاليا".
وتتزامن تصريحات الإبراهيمي مع محاولات السلطات الجزائرية لإيجاد مخرج للمأزق السياسي، وسط تعثر المشاورات التي يقودها نور الدين بدوي رئيس الوزراء الجزائري لتشكيل الحكومة الجديدة في سابقة لم تشهدها الجزائر من قبل.
ورفض أكثر من 14 نقابة مستقلة في قطاعي التربية والصحة بالجزائر دعوة بدوي للمشاركة في المشاورات، وأعربت، في بيانات اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيلها، عن "رفضها لعب دور ممثل الحراك الشعبي ولخارطة الطريق، ومساندتها لمطالبه"، وطالبت "بحكومة توافقية بوجوه جديدة لا تمثل النظام الحالي".
وأجمع عدد من ممثلي الحراك الشعبي في الجزائر وأحزاب معارضة ونقابات مستقلة على اعتبار خارطة الطريق التي اقترحها الرئيس الجزائري بأنها "التفاف على مطالب المتظاهرين وخطة لبقاء النظام الحالي"، وجددوا تمسكهم "برحيل نظام بوتفليقة وتشكيل حكومة توافقية تقود مرحلة انتقالية تشرف على انتخابات رئاسية جديدة".
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز