متحور "لامبدا" من كورونا.. لا تخافوا ولكن احذروا
عادة ما تتطور الفيروسات مع الوقت، ولذلك فإن ظهور المتحور "لامبدا" لا يثير الخوف، بقدر ما هو مثير للاهتمام والحذر.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأ قرع طبول متزايد في التغطية الإخبارية بشأن "لامبدا"، وهو متغير تم اكتشافه لأول مرة في بيرو أواخر العام الماضي.
وانتشر المتغير، المعروف في البداية باسم (C.37)، بسرعة عبر أجزاء من أمريكا الجنوبية، وفي 14 يونيو /حزيران، صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه "متغير يثير الاهتمام"، مما يعني، بشكل أساسي، أن الخبراء يشتبهون في أنه يمكن أن يكون أكثر خطورة من السلالة الأصلية.
ويقول العلماء إن انتشار "لامبدا" وطفراته، التي تشبه تلك الموجودة في العديد من المتغيرات الأخرى شديدة العدوى أو المثيرة للقلق، يعني أنه يستحق الاهتمام والحذر، لكن لا يزال الكثيرون يرون أنه لم يصل لدرجة مخيفة مثل تحور "دلتا".
ويقول ناثانيال لانداو، عالم الأحياء الدقيقة في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، والذي يدرس المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا: "أعتقد أن بعض الاهتمام يعتمد فقط على حقيقة أن هناك متغيرًا جديدًا وله اسم جديد".
وأضاف لانداو في تقرير نشره موقع صحيفة "نيويورك تايمز" في 8 يوليو/تموز الجاري: "لا أعتقد أن هناك أي سبب يدعو للقلق أكثر مما كنا نعرفه من قبل عن هذا البديل".
ولا يوجد دليل حتى الآن يشير إلى أن "لامبدا" سيتفوق على "دلتا" المتغير عالي القابلية للانتقال والذي يهيمن الآن على معظم أنحاء العالم.
واتفق مع الرأي السابق، بابلو تسوكاياما، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة كايتانو هيريديا في بيرو، الذي وثق ظهور لامبدا، وقال: "أمريكا اللاتينية لديها قدرة محدودة على القيام بمراقبة الجينوم ومتابعة التحقيقات المختبرية للمتغيرات الجديدة، وأدى ذلك إلى فجوة في المعلومات مما أثار مخاوف بشأن لامبدا".
وتابع: "لكنني لا أعتقد أنه سيكون أسوأ من تلك التي لدينا بالفعل.. كل ما في الأمر أننا نعرف القليل جدًا لدرجة أنه يفسح المجال لكثير من التكهنات".
واعتبارًا من منتصف يونيو/حزيران، تم الإبلاغ عن "لامبدا" في 29 دولة وإقليم ومنطقة، وفقًا لتحديث 15 يونيو/حزيران من منظمة الصحة العالمية.
وقالت المنظمة إنه تم اكتشاف المتغير في 81% من عينات فيروس كورونا التي تم تسلسلها في بيرو منذ أبريل/نيسان، و31% من تلك الموجودة في تشيلي حتى الآن.
ويمثل المتغير أقل من 1% من العينات المتسلسلة في الولايات المتحدة، وفقًا لمستودع بيانات الجينوم الفيروسي (GISAID).
ويحتوي المتغير على 8 طفرات ملحوظة، بما في ذلك 7 في جين بروتين (سبايك) الشائك، الموجود على سطح الفيروس، وبعض هذه الطفرات موجودة في متغيرات أخرى وقد تجعل الفيروس أكثر عدوى أو تساعده على التهرب من استجابة الجسم المناعية.
لكن الأسئلة الكبيرة تظل بلا إجابة، فلم يتضح بعد ما إذا كان لامبدا أكثر قابلية للانتقال من الأنواع الأخرى، وما إذا كان يسبب مرضًا أكثر خطورة أو ما إذا كان يجعل اللقاحات أقل فعالية.
ويقول ريكاردو سوتو ريفو، عالم الفيروسات بجامعة تشيلي، الذي درس لامبدا: "ليس لدينا الكثير من المعلومات مقارنة بالمتغيرات الأخرى".
وفي هذا الصدد، تبعث الدراسات المختبرية الأولية التي لم يتم نشرها بعد في المجلات التي يراجعها النظراء برسائل تخلط بين القلق والطمأنينة، فقد وجدت فرق البحث بقيادة الدكتور سوتو-ريفو والدكتور لانداو أن الأجسام المضادة التي تحفزها لقاحات فايزر وموديرنا أقل قوة ضد "لامبدا" منها ضد السلالة الأصلية، لكنها لا تزال قادرة على تحييد الفيروس.
وقال العلماء إن النتائج تشير إلى أن هذه اللقاحات يجب أن تظل فعالة ضد لامبدا، علاوة على ذلك، فإن الأجسام المضادة ليست دفاع الجسم الوحيد ضد الفيروس، فحتى لو كانت أقل فاعلية فإن المكونات الأخرى للجهاز المناعي، مثل الخلايا التائية، قد توفر الحماية أيضًا.
ويقول الدكتور سوتو-ريفو: "هذا الانخفاض في الأجسام المضادة المعادلة لا يعني أن اللقاح قلل من فاعليته، ولا تزال هناك حاجة لدراسات في العالم الحقيقي حول مدى قدرة اللقاحات على مقاومة هذا المتغير".
وأفاد الباحثون أيضًا أنه مثل العديد من المتغيرات الأخرى، يرتبط "لامبدا" بإحكام بالخلايا أكثر من السلالة الأصلية للفيروس، مما قد يجعله أكثر قابلية للانتقال.
ورغم أن العديد من الأسئلة لا تزال قائمة، فإن تريفور بيدفورد، عالم الأحياء التطوري في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل بالولايات المتحدة، قال إنه لا يجد "لامبدا" مقلقة مثل "دلتا"، ولا يتوقع أن تصبح مهيمنة على مستوى العالم.
وأضاف: "لامبدا ظهر منذ فترة قصيرة، ولم يغز الولايات المتحدة على الإطلاق مقارنة، على سبيل المثال، بـ(جاما)، الذي تم تحديده لأول مرة في البرازيل، والذي حقق انتشارا معقولا بالولايات المتحدة، وأعتقد أن كل التركيز يجب أن يكون على دلتا".
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA==
جزيرة ام اند امز