بالصور.. الموسيقى اللاتينية تغزو أسواق أمريكا
نجوم الموسيقى اللاتينية أصبحوا من الأسماء البارزة في المهرجانات الفنيّة؛ إذ قدَّم عدد غير مسبوق منهم عروضاً هذه السنة في مهرجان كوتشيلا
اكتسبت الموسيقى الأمريكية اللاتينية شعبية كبيرة في الولايات المتحدة وانتشرت على نطاق واسع، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية "ديسباسيتو" قبل عامين.
وأصبح نجوم الموسيقى اللاتينية من الأسماء البارزة في المهرجانات الفنيّة؛ إذ قدَّم عدد غير مسبوق منهم عروضاً هذه السنة في مهرجان كوتشيلا للموسيقى والفنون في الفترة ما بين 12 - 21 أبريل/نيسان في صحراء كاليفورنيا، وهو أشهر المهرجانات الأمريكية.
ورقص الجمهور بحماسة على إيقاع أغنيات الكولومبي جي بالفين، أحد أبرز مغني الريجي تون والنجم البورتوريكي باد باني، وهما شاركا كمغنين رئيسيين وليس كضيوف المهرجان.
هؤلاء النجوم الجدد يغنون بالإسبانية فيما يعكس الحضور القوي لهذه اللغة التي ينطق بها 41 مليون شخص كلغة أمّ في الولايات المتحدة، فيما كان أسلافهم ريكي مارتن وشاكيرا وجلوريا إستيفان يغنيان باللغتين الإسبانية والإنجليزية.
وقال باد باني بالإسبانية قبل أيام على المسرح الرئيسي لمهرجان كوتشيلا: "أنا فخور جداً بما يمثله ذلك، بما نجح به المنحدرون من أصول أمريكية لاتينية من خلال التحدث باللغة التي نتكلم بها في بلدي".
وحقق هذا المغني البالغ 25 عاماً بفضل أسلوبه الذي يمزج بين الريجي تون وأسلوب الراب المنتشر في جنوب الولايات المتحدة المعروف باسم "تراب"، نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة.
وقال جي بالفين أمام آلاف المتفرجين الذين حمل كثر منهم أعلاماً لبلدان أمريكية لاتينية: "لقد احتجنا إلى 15 عاماً كي تصل موسيقى الريجي تون إلى كوتشيلا، نحن هنا".
وسيصبح جي بالفين المعروف لدى المنحدرين من أمريكا اللاتينية منذ نحو عقد، في الصيف، أول مغن أمريكي لاتيني يشارك في مهرجان "لولابالوزا" الشهير في شيكاغو.
ويرجع خبراء هذا النجاح الكبير للموسيقى الأمريكية اللاتينية إلى طفرة خدمات البث التدفقي التي باتت منصة رئيسية في قطاع الموسيقى.
وتفيد الجمعية الأمريكية لصناعة الموسيقى، بارتفاع إيرادات هذا النوع بنسبة 18% العام الماضي لتبلغ 413 مليون دولار.
وكتبت مديرة العمليات في الجمعية، ميشال بالانتاين: "كل نقاش حول سوق الموسيقى اللاتينية يبدأ بعبارة واحدة: البث التدفقي".
وأعلنت شركة "يوتيوب" في ديسمبر/كانون الأول أن 8 من التسجيلات المصورة الأكثر مشاهدة على منصتها في العالم سنة 2018 كانت أغنيات باللغة الإسبانية.
واستحوذ المغني أوزونا المنحدر من بورتوريكو والدومينيكان وصاحب الشهرة الواسعة في بلدان الكاريبي، على 4 من هذه المراتب.
وكان أوزونا اشتكى في مقابلة أجراها أخيراً مع مجلة "بيلبورد" من أن كل الأعمال الموسيقية "تقدم بالإنجليزية طوال الوقت".
وأضاف: "إذا ما كنت محظوظاً بهذا العدد من المعجبين وبالقدرة على مساعدة ثقافة أمريكا اللاتينية وفنانيها لكي يصبحوا معروفين على نطاق واسع، لن أكون أنانياً وأتخلى عن كل شيء لأني تعلمت الإنجليزية".
ويُشكل الإطار السياسي الذي يحيط بهذه الطفرة في موسيقى أمريكا اللاتينية أحد أبرز العوامل التي تستوقف المتابعين لهذه الظاهرة، فقد جعلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مكافحة موجات الهجرة من أمريكا اللاتينية أولويتها، ويتهم كثيرون ترامب باعتماد خطاب عنصري تجاه المكسيكيين في ظل مشروعه إقامة جدار حدودي مع المكسيك.
وعلى الأرضية العشبية في مهرجان كوتشيلا نهاية الأسبوع الماضي، توافد المعجبون بأعداد كبيرة لحضور حفلة المغنية التشيلية مون لافيرتي.
وقالت إحدى هؤلاء وهي أندريا كوستيو "25 عاماً" المنحدرة من سان دييجو، إنَّها تريد أن تتخطى الموسيقى الأمريكية اللاتينية دائرة موسيقى "الأقلية"، وأضافت: "جيلنا يكافح من أجل ما يريد، وهذا الأمر يشمل الموسيقى".
أما لافيرتي فقالت: "اللغة لم تعد عائقاً بيننا"، مشيرة إلى أنَّ موجة التعليقات السلبية من الحكومة الأمريكية ضد المهاجرين الأمريكيين اللاتينيين أثارت معارضة كبيرة.
وأوضحت لافيرتي أن كثيرين يدعموننا وهم لطفاء جداً ويريدون التحدث بلغتنا.