لوفيجارو: وصول أبي أحمد للحكم.. ثورة سياسية في إثيوبيا
رصد لإصلاحات رئيس الوزراء الإثيوبي في أقل من 100 يوم
الصحيفة الفرنسية ترصد إصلاحات ثورية اقتصادية واجتماعية ودبلوماسية قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي في أقل من 100 يوم.
رأت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن منذ وصول رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد للحكم، في أبريل/نيسان الماضي، أحدث ثورة سياسية حقيقية في إثيوبيا في أقل من 100 يوم.
وأوضحت الصحيفة أن "إثيوبيا تشهد ثورة سياسية منذ تولي أبي أحمد، الذي قاد تعديلات واسعة النطاق على النظام القائم"، مشيرة إلى أن "تلك الثورة التي تشهدها أديس أبابا ينتظرها الشعب الإثيوبي البالغ 100 مليون نسمة منذ سنوات".
- وفد من الكونجرس الأمريكي يصل أديس أبابا ويلتقي وزير الخارجية
- أبي أحمد يشيد باستجابة الرئيس الإريتري لمبادرة المصالحة
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن تلك الثورة لم تجب شوارع البلاد للمناداة بإسقاط النظام، وإنما ومنذ وصول أبي أحمد إلى السلطة أجرى سلسلة إصلاحات جذرية أحدثت طفرة في البلاد.
وأشارت "لوفيجارو" إلى أن "صعود أبي أحمد لرأس السلطة في إثيوبيا بمثابة علامة مميزة في تاريخها"، عقب استقالة مفاجئة لرئيس الوزراء السابق ماريام ديسالين الذي تولى حكم البلاد منذ عام 1991.
وعن رئيس الوزراء الإثيوبي تقول الصحيفة: "ذلك الشاب الذي لم يتجاوز عمره 42 عاماً تلقى تدريباً عسكرياً على أعلى مستوى، من حزب الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية، والتي تضم إثنية الأورومو، الذين يتولون حكم البلاد للمرة الأولى".
ورصدت الصحيفة الفرنسية الإصلاحات الثورية التي أجراها أبي أحمد خلال 4 أشهر فقط في النقاط التالية:
استقرار اقتصادي
اعتبرت الصحيفة الفرنسية أن اختيار الشعب الإثيوبي أبي أحمد كان موفقاً أكثر من المتوقع، إذ استطاع في غضون أشهر قليلة رأب صدع البلاد التي مزقتها الحروب لعقود، وحل الخلافات الإقليمية على الصعيد الخارجي.
كما أسهم صعود أبي أحمد في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، حيث ارتفع مستوى النمو خلال أشهر قليلة إلى 8%، فضلاً عن اطمئنان المستثمرين وعلى رأسهم الصينيون الذين كانوا تساورهم الشكوك والقلق من تولي قيادة جديدة للبلاد، إضافة إلى الانفتاح الاقتصادي لجذب المستثمرين الأجانب في مجالات الاتصالات ووسائل النقل.
تحرير الإعلام والمنظمات الحقوقية
لفتت "لوفيجارو" إلى أن أبي أحمد لم ينتظر طويلاً، إذ أنه بمجرد وصوله للحكم أجرى إصلاحات ثورية في البلاد وكسر جميع المحرمات، وقام بتحرير وسائل الإعلام التي قيدها النظام الإثيوبي السابق لسنوات، وأعطى الإعلام كامل الحرية.
كما يحسب لرئيس الوزراء الإثيوبي الشاب، حسب الصحيفة، رفع 3 منظمات إحداهن من المدافعين عن الأورومو، من قائمة "الحركات الإرهابية"، تلك الجماعة التي شعرت دوماً بأنها مهمشة.
توحيد صفوف الشباب
استطاع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد توحيد مختلف القطاعات في البلاد وجعلهم جميعاً صفاً واحداً، حتى الشباب الذي كان يعاني من البطالة، أصبحوا يرتدون قمصانا عليها "مجد النجاشي الجديد"، متحمسين للعهد الجديد الذي يقوده أبي أحمد.
التقارب مع إريتريا
بعد قطيعة استمرت عقودا عادت العلاقات لطبيعتها بين الجارتين إثيوبيا وإريتريا، بعد أن كانتا في حال حرب منذ عام 1998، راح ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص في صراع حدودي على قرية بادمي.
وبمجرد وصول أبي أحمد السلطة تواصل مع زعيم إريتريا أسياس أفورقي، وخلال 3 أسابيع فقط تم استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واستئناف الرحلات الجوية، والاتصالات الهاتفية، ولم شمل الأسر الممزقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه التغيرات الثورية لم يكن يتوقعها أحد خلال تلك الفترة القصيرة إلا أن أبي أحمد فعلها".